وبَـنـى مِـن الأحـلامِ صـرحَ محـبّـةٍ حـتّى صَـحـا لِـيَسـيـرَ كالـغُـرَبـاءِ ظَـمَـأٌ رَوى شَـفَـتَيـهِ يَحكي شَـوقَََـهُ للـخَـمـرِ يـحْـرقُ بـاقِـيَ الأحْـشـاءِ يـا نـارُ هـذي ذكـريـاتُ مَـشاعِـري ودّعـتُـهـا يـا نــارُ دونَ لـقـــاءِ قـدْ مـاتَ حُـبّـي والـفـؤادُ مُـمــزَّقٌ والـرُّوحُ تـلـهـبُهـا سِـيـاطُ شَـقـائي
كما بنى شاعرنا من الأحلام صرحا من المحبة ، وهنا استعارة مكنية حيث شبه الأحلام بحجارة البناء التي يُبنى بها ، وهنا ايضا جعل للمحبة المعنوية صورة مادية وهو الصرح ، فلما استيقظ من غفلته وأنتبه من أحلامه نظر فإذا به وحيدا يسير سير الغرباء
وهذا الحلم إنما هو سراب زاد ظمأ شفتيه وهنا شبه الظمأ بالماء الذي يروي ، وهو يحكي شوقه للخمر وهنا استعارة مكنية حيث شبه الخمر بالإنسان الذي يسمع منه ، وهذا شوقه كالنار التي تحرق باقي الأحشاء وهنا استعارة مكنية أخرى
ثم يرجع مخاطبا النار كأنها عاقل يسمع مخبرا إياها بذكريات مشاعره التي ودعها دون أن يلتقيها وكأنه يأذن للنار أن تحرق ذكريات مشاعره فقد استغنى عنها .
لقد مات حبه ومزق فؤاده وفيه كناية عن العذاب وهاهو الشقاء يلهب بسياطه روحه ، وهنا شبه الشقاء بالإنسان الذي يجلد بالسوط وهنا استعارة مكنية ومعنى يلهب كأن الضرب أصبح نارا وفيه دلالة وكناية عن مدى الألم والحزن الذي يعتري روحه