دَعِينِيْ ، تَوَلَّى الحُبُّ عَنَّيْ وَأَدْبَرَا وَمَا عَادَ فِيْ وَجْهِيْ مَلَامِحهُ تُرَى وَمَا عَادَ يُغْرِينِيْ وَقَدْ صَارَ كِذْبَةً وَأَصْبَحَ فِيْ شَرْعِ المُحِبِينَ مُفْتَرَى فَهَذَا فُؤَادِيْ ذَابَ مِنْ كَثْرَةِ الأَسَى وَمِنْ نَبْضِهِ أَلْقَى المَحَبَّةَ وَازْدَرَى فَكَمْ طَارَدَ الأَحْلَامَ يَحْسبُ أَنَّهَا سَتَرْفَعُهُ قَدْرًا وَتُعْلِيهِ مِنْبَرَا وَلَكِنَّهُ مِنْ بَعْدِ خُطْوَاتِهِ التِي مَشَاهَا بِدَرْبِ العِشْقِ عَادِ إِلَى الوَرَا وَلَمْ يَرْضَ تَزْيِيفَ الغَرَامِ لِأَنَّ فِيْ ضُلُوعِيْ غَرَسْتُ الصِّدْقَ حَتَّى تّجَذَّرَا فَلَا تَعْشَقِيْ مَنْ لَيسَ يَسْكُنُهُ الهَوَى وَمِنْ كَفِّهِ مَاءُ الغَرَامِ تَبَخَّرَا وَغَادَرَ لَا يَدْرِيْ إِلَى أَينَ يَنْتَهِي بِهِ دَرْبُهُ الأَعْمَى وَقَدْ كَانَ مِبْصِرَا لَأَنِّيْ جَعَلْتُ الحُبَّ عِنْدِي مُقَدَّسًا وَمَا خِلْتُهُ فِي الوَحْلِ قَبْلًا تَعَثَّرَا فَلَّمَا رَأَيتُ الحُبَّ أَصْبَحَ سِلْعَةً تُبَاعُ بِسُوقِ العَابِثِينَ وَتُشْتَرَى حَلَفْتُ عَلَى قَلْبِيْ إِذَا مَالَ لِلْهَوَى سَأَنْزَعُهُ مِنِّيْ وَأُوْدِعُهُ الثَّرَى