خِذلان
خَذَلوكَ يا قلبي فكيفَ تؤوبُ لتشمَّ ثوبكَ إن نعاهُ الذِّيبُ
ما أنصَفوا ، عَلمُوا بأنَّكَ أوحدٌ فَتَجاهلوا الماضي ، وَألحنَ سَعيُهم يا ربَّما تَحكي المدامِعَ أنفسٌ أَسَفي عَليكَ ، وليسَ من أسفٍ على عَدِمُوا مَقاماتِ البَلاءِ وأنتَ مَن فَهناكَ فرقٌ أنْ يُحبَّكَ بُلبُلٌ لا يُضرحُ القبرُ اليتيمُ وحولَهُ خَذلوكَ فاقبِضْ يا فؤادُ بلِحْيتي عُدْ عَلَّ تبسُمُ للحَياةِ مَداركٌ حتَّى وإنْ غابَ الحَسودُ منازلي فالحُسْنُ أنتَ ، زيانُ كلِّ خَريدةٍ ولأنتَ بَدءُ بلاغتي معَ حِكْمتي تفنى جراحُ الرَّاحَتينِ بلمْحةٍ خَذلوكَ يا قلبي متى ستؤوبُ للسِّلم أهلٌ ، ليس يفقه كنههُ أم أنتَ تنسى ما يقولُ " فرزْدقٌ " " والبُحتريّ "، " وأخطلٌ معِ حافظٍ " هُمْ كلُّهمْ رُزقُوا الصَّبابةَ والعَنا حَتَّى تبسَّمَ للبديع مُدامُهمْ إيقاعُهم ينفي الهُدوءَ كأنَّهُ خذلوكَ يا قلبي علامَ نعيبُ جوُّ السَّمواتِ اكفهَرَّ مُلوّحًا ترتاد أجناسَ العتابِ جماجمٌ والأمر دُبّر بالنهار وحسبه أمرٌ إذا قيس الظلام بوهمه فاسألْ نواعيرَ الهموم متى انتهى هل سايرَ الأملاكَ شكٌّ خلسةً هذي وتلك ، ولا ستارَ لمسْرحٍ قلباه وعدًا لن أعودَ مُغازلًا كي لا ترى الخِذْلانَ يعزفُ تارةً فاعدلْ فديتكَ عن درابينِ المَها
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش
