[align=justif[SIZE="5"]
y]الحياة السياسةالعربية في العصر الحديث جزء-1-
تطور مصر منذ
الحرب العالمية الأولى
1916 – 1946
بقيت مصر تحت الاحتلال الانكليزي خلال الحرب العالمية الأولى , وقد حكمها في تلك الفترة إضافة إلى الخديوي توفيق بين عامي ( 1879 – 1892 ) م الخديوي عباس حلمي الثاني بين عامي ( 1892 – 1914 ) , ثم تلاه حسين كامل بين عامي ( 1914- 1917 ) م .
أولا ً : ثورة 1919 في مصر :
أسباب الثورة :
-فرض الحماية الانكليزية على مصر بعد قيام الحرب العالمية الأولى .
-إجراءات انكلترا الجائرة في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى , مثل تسخير موارد مصر لخدمة جيش الانكليز , وإجبار المصريين على العمل في المعسكرات الانكليزية , وفرض الأحكام العرفية في البلاد .
-إعلان مبادئ الرئيس الأمريكي ولسن التي تضمنت حق الشعوب في تقرير مصيرها
أحداث الثورة :
ألف سعد زغلول أحد زعماء الحركة الوطنية في مصر وفدا ً لمقابلة المندوب السامي البريطاني في مصر , وطلب منه السماح للوفد بالسفر إلى انكلترا للمطالبة باستقلال مصر التي كان يحكمها في تلك الفترة السلطان أحمد فؤاد .
رفضت انكلترا هذا الطلب واعتقلت سعد زغلول مع ثلاثة زعماء آخرين ونفتهم إلى جزيرة مالطا . وثار الشعب المصري وكثرت المصادمات , وشاركت النساء المصريات لأول مرة في المظاهرات الشعبية , وقد استخدم الانكليز منتهى العنف والشدة من أجل القضاء على الثورة . وعندما فشلت انكلترا أطلقت سراح الثوار والمنفيين , وسمحت بسفر الوفد إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح , ولكن النتيجة كانت دون جدوى .
ثانيا ً : تصريح 28 – شباط عام 1922 م :
اضطرت انكلترا نتيجة لتجدد الثورة واستمرار المقاومة إلى إصدار تصريح 28 شباط عام 1922 م الذي تضمن :
إلغاء الحماية البريطانية على مصر .
إعلان مصر دولة حرة مستقلة .
ثالثا ً : معاهدة عام 1936 م بين مصر وانكلترا :
لم يحقق تصريح 28 شباط عام 1922 م الرغبات الوطنية للشعب المصري , لأن انكلترا تمسكت من خلال التصريح بعدة تحفظات تتعارض مع المصالح الوطنية للشعب المصري .وفي عام 1936 تم توقيع معاهدة بين مصر وانكلترا نصت على ما يلي :
-أن تكون مصر دولة مستقلة وذات سيادة .
-إنهاء الاحتلال البريطاني لمصر مع بقاء بعض القوات الانكليزية في منطقة قناة السويس إلى أن يصبح الجيش المصري قادرا ً على حماية القناة .
-تضع مصر جميع طرق المواصلات تحت تصرف القوات الانكليزية أثناء الحرب
-إلغاء الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة في مصر .
-بقاء السودان تحت الحكم الثنائي .
رابعا ً :ثورة 23 تموز عام 1952 في مصر :
أسباب الثورة :
-سوء أحوال البلاد , وانتشار الفساد أثناء حكم الملك فاروق بين عامي (1936-1952) م في مصر
-استمرار وجود القوات الانكليزية في منطقة القناة .
-خسارة العرب لحرب فلسطين عام 1948 م .
-اتهام القصر بإشعال حريق القاهرة الذي حدث عام 1952 م .
وقائع الثورة :
هذه الأسباب دفعت الضباط الوطنيين إلى تشكيل ( تنظيم الضباط الأحرار ) الذي لعب جمال عبد الناصر دورا ً رئيسيا ً فيه . فأعلن الضباط الأحرار الثورة في 23 تموز عام 1952 م , وأجبروا الملك فاروق على التنازل عن الحكم , ثم ألغوا النظام الملكي وأعلنوا النظام الجمهوري وقد أصبح جمال عبد الناصر رئيسا ً للجمهورية في مصر في الفترة ما بين عامي ( 1956 – 1970 ) .
خامسا ً : أهم أعمال ثورة 23 تموز عام 1952 :
-التوقيع على اتفاقية الجلاء مع انكلترا عام 1945 م , وقد تم جلاء القوات الانكليزية عم مصر في حزيران عام 1956 م .
-توقيع اتفاقية السودان مع انكلترا عام1953 م .
-القيام بإصلاحات واسعة في مجالات التعليم والتأميم والإصلاح الزراعي , وإنشاء المصانع , وبناء السد العالي , وتسليح الجيش المصري .
-الإسهام في دعم الثورات وحركات التحرر الشعبية .
-محاربة سياسة الأحلاف الاستعمارية مثل حلف بغداد .
تأميم قناة السويس بتاريخ 26 تموز عام 1956 م .
رابعا ً : اتفاقية السودان عام 1953 م :
بعد قيام ثورة 23 تموز عام 1952 م في مصر عملت قيادة الثورة على حل مشكلة السودان , وأجرت مفاوضات مع انكلترا توصلت من خلالها إلى عقد اتفاقية عام 1953 م التي تتضمن :
-يمارس السودانيون حق تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات .
-يتولى الحكم في السودان خلال الفترة الانتقالية حاكم عام انكليزي تساعده لجنة خماسية .
-تشرف على الانتخابات لجنة دولية .
-التأكيد على وحدة أراضي السودان من الشمال إلى الجنوب .
-انسحاب القوات المصرية والانكليزية من السودان بعد نهاية الفترة الانتقالية , وكانت نتيجة هذه الاتفاقية أن اختار السودانيون الاستقلال التام بتاريخ 1/1/1956 م , وانضمت السودان إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة
خامسا ً : مشكلة جنوبي السودان :
عمل الاستعمار الانكليزي على إثارة الفتن في السودان عن طريق تحريض سكان الجنوب على الانفصال عم شمال البلاد , بحجة وجود خلافات دينية وعرقية , مما أدى إلى حصول حرب أهلية طويلة الأمد أهلكت البلاد والعباد , ومما ساعد على حدوث هذه المشكلة تشجيع انكلترا للمبشرين على التدفق إلى جنوب السودان , وكذلك محاولتها منع انتشار الثقافة واللغة العربية في تلك المنطقة ، ولا تزال حركات الثورة والتمرد قائمة في جنوب السودان بتشجيع من جميع القوى المعادية للعرب وللوحدة العربية .
سادسا ً : الانقلابات العسكرية في جمهورية السودان :
لقد حصلت عدة انقلابات منذ استقلا السودان عام 1956 م , فهنالك انقلاب إبراهيم عبود , وانقلاب جعفر النميري , وانقلاب عبد الرحمن سوار الذهب ثم انقلاب عمر البشير الذي يتولى رئاسة الجمهورية حاليا ً في السودان .
تطور الصومال وجيبوتي واريتريا ، وتسمى المنطقة التي توجد فيها الصومال القرن الإفريقي لأنها تشبه القرن وقد حصلت علاقات تجارية واسعة بين سكان الصومال من جهة وسكان شبه الجزيرة العربية من جهة أخرى , كما هاجرت بعض القبائل العربية إلى تلك المنطقة .
وفي القرن التاسع عشر تم احتلال الصومال في عهد الخديوي إسماعيل وأصبحت تلك المنطقة تابعة للحكومة المصرية .
أولا ً الأطماع الاستعمارية في الصومال :
بعد وفاة الزعيم السوداني المهدي تقاسمت الدول الاستعمارية مناطق الصومال فأصبحت كما يلي :
احتلت فرنسا منطقة جيبوتي وأصبح اسمها ( الصومال الفرنسي ) .
احتلت انكلترا الجزء الشمالي من الصومال وسمته ( الصومال الانكليزي ) .
احتلت ايطاليا الجزء الجنوبي من الصومال وسمته ( الصومال الايطالي ) .
قاوم الصوماليون الدول الاستعمارية التي احتلت بلادهم وألحقوا بها خسائر فادحة
تطور سورية بين عامي 1920 – 1927 م
أولا ً : مؤتمر سان ريمو عام 1920 :
أعلنت كل من فرنسا وانكلترا عدم اعترافها بمقررات المؤتمر السوري الصادرة عام 1920 م , وقد اجتمع مجلس الحلفاء الأعلى في مدينة سان ريمو بإيطاليا وعقد مؤتمرا ً قرر فيه :
1- وضع سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي .
2- وضع فلسطين والأردن والعراق تحت الانتداب الانكليزي , مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور في فلسطين .
أثارت هذه القرارات الجائرة مشاعر السوريين الوطنية والقومية , فقامت المظاهرات , وتألفت وزارة دفاع جديدة أصبح يوسف العظمة فيها وزيرا ً للحربية وقد تعهدت هذه الوزارة بالدفاع عن البلاد , وفرضت التجنيد الإجباري وشجعت الثورات ضد الفرنسيين الذين كانوا يحتلون المناطق الغربية من سورية .
ثانيا ً:إنذار غورو 14 تموز عام 1920 :
قرر فيصل السفر إلى أوروبا من أجل عرض موضوع بلاده على مؤتمر الصلح , ولكن الجنرال غورو الذي تم تعيينه قائدا ً للجيش الفرنسي في بلاد الشام اعلمه بضرورة البقاء في البلاد بانتظار بعض المطالب التي سوف يقدمها إليه .
وقد وصلت هذه المطالب على شكل إنذار عرف باسم إنذار غورو وهو يتضمن :
1- قبول الانتداب الفرنسي على سورية .
2- قبول التعامل بالعملة الورقية التي أصدرتها فرنسا .
3- تسليم خط حديد رياق حلب للفرنسيين .
4- تسريح الجيش الوطني .
5- إلغاء التجنيد الإجباري .
6- الضرب على أيدي الثوار الوطنيين الذين وقفوا في وجه فرنسا .
وقد أعطيت الحكومة العربية مهلة لقبول الإنذار , وإلا فإن غورو سوف يزحف على دمشق لاحتلالها واحتلال بقية المدن السورية .
قرر فيصل وحكومته قبول الإنذار , واعلم غورو بذلك , وبدأت الحكومة بتنفيذ بعض الشروط , فأوقفت أعمال التجنيد الإجباري , وأخذت بتسريح الجيش . أما الشعب فقد قام بمظاهرات صاخبة احتجاجا ً على قبول الحكومة الإنذار واصطدم بقوى الأمن , كما أصدر المؤتمر السوري قراراً يقضي بعدم شرعية أية حكومة تقبل باسم الشعب إنذار غورو .
ثالثا ً : معركة ميسلون 24 تموز عام 1920 :
أمر الجنرال غورو قواته بالزحف على دمشق بحجة تأخر وصول جواب الحكومة السورية بقبول الإنذار فسارع القائد يوسف العظمة بالذهاب إلى منطقة ميسلون القريبة من دمشق على طريق بيروت ومعه فصائل من الجيش العربي السوري وبعض المتطوعين , وقرر خوض المعركة دفاعا ً عن حرية الوطن وكرامة الأمة العربية المجيدة , وبالرغم من تفوق الفرنسيين في العدد والأسلحة , فقد تصدى لهم أبناء سورية البواسل والحقوا بهم خسائر فادحة من خلال معركة ميسلون الخالدة , التي جرت بتاريخ 24 تموز 1920 م , ولقد قاتل يوسف العظمة ورفاقه بكل شجاعة وبسالة , وقدموا التضحيات الكبيرة دفاعا ً عن وطنهم الغالي , وسقط الكثير من الشهداء في ارض المعركة , وفي طليعتهم القائد العظيم يوسف العظمة الذي خلد التاريخ اسمه مع عظماء التاريخ وتعد معركة ميسلون من المعارك الخالدة في تاريخ سورية , وفي تاريخ الأمة العربية , وهي رمز للنضال والكفاح ضد أعداء الوطن والعروبة .
رابعا ً : سياسة فرنسا الاستعمارية في سورية :
في اليوم التالي لمعركة ميسلون دخل الجنرال غورو إلى سورية , وأعلن إلغاء الحكومة الوطنية , واضطر فيصل لمغادرة البلاد , ولقد عينت فرنسا في سوريا مفوضا ً ساميا ً يتبعه الكثير من الموظفين الفرنسيين الذين يتقاضون رواتب ضخمة , ويسيطرون على مقدرات البلاد .
لاحق الفرنسيون الوطنيين الأحرار , وفرضوا الضرائب الباهظة , كما فرضوا تعليم اللغة الفرنسية في المدارس السورية , وشوهوا تاريخ البلاد . وقد عمدوا إلى تجزئة البلاد إلى دويلات وهي دمشق وحلب واللاذقية وجبل العرب ولواء إسكندرونة . قاوم الشعب العربي في سورية سياسة التجزئة . فاضطرت فرنسا إلى التراجع وأنشأت عام 1922 م دولة اتحادية تضم دمشق وحلب واللاذقية , وبعد ذلك أعلنت عن قيام دولة مؤلفة من دمشق وحلب ولكنها لم تفلح في خداع الشعب وبقيت الثورة مشتعلة في كثير من المناطق .
خامسا ً : الثورات الوطنية :
الثورة في جبال اللاذقية بين عامي 1919 – 1921 م :
قاد هذه الثورة الشيخ صالح العلي وقد بدأت عند نزول الفرنسيين على الساحل السوري وتعاونت مع الحكم الوطني في دمشق , كما اتصلت مع ثورة إبراهيم هنانو , وكلفت الفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ولم تتمكن فرنسا من إخماد الثورة إلا بعد أن أرسلت حملة عسكرية كبيرة ارتكبت من خلالها الكثير من أعمال القتل والتشريد .
الثورة في جبل الزاوية بين عامي 1919 – 1921 م :
قاد هذه الثورة إبراهيم هنانو في منطقة جبل الزاوية , وقد سيطر رجال الثورة على ادلب وجسر الشغور وغيرها من المدن وهزموا الفرنسيين في عدة معارك , وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات , وبعد القضاء على ثورة صالح العلي تفرغ الفرنسيون لمحاربة إبراهيم هنانو ورفاقه , فانسحب إلى حمص ثم التجأ إلى الأردن حيث قدمه الانكليز إلى الفرنسيين الذين قدموه للمحاكمة .
الثورة في الجولان عام 1921 م :
تجلت المقاومة في قرى الجولان بقيام مجموعة من الثوار بالهجوم على موكب الجنرال غورو وكان يرافقه حقي العظم حاكم دولة دمشق , حيث كان غورو في طريقه لزيارة القنيطرة ., والجأ الثوار بعد ذلك إلى الأردن وكان في طليعتهم احمد مريود وادهم خنجر , وكانت النتيجة مقتل المترجم وإصابة حقي العظم بجروح بالغة بالإضافة إلى إصابات أخرى .
الثورة السورية الكبرى بين عامي 1925 – 1927 م :
وهي تعد من أهم الثورات التي خاضها العرب السوريون ضد الاستعمار الفرنسي , وقد شملت كافة المناطق واستمرت حوالي ثلاث سنوات وأثارت الرأي العام العالمي ضد فرنسا وأجبرتها على تغيير مفوضها السامي وكذلك تغيير خطتها في معاملة السوريين وإدارة البلاد .
الأسباب البعيدة للثورة السورية الكبرى :
1- سياسة فرنسا الاستعمارية بالنسبة لملاحقة الأحرار وفرض الضرائب .
2- رغبة الشعب في الحرية والاستقلال .
الأسباب القريبة :
1- نقمة سكان جبل العرب على فصل الجبل عن الوطن الأم سورية .
2- إخضاع الجبل للحكم الفرنسي المباشر .
3- خرق الفرنسيين للعادات والتقاليد العربية .
4- سوء معاملة حاكم الجبل الفرنسي للأهالي .
5- اعتقال بعض زعماء الجبل ونفيهم .
ولقد سبق قيام الثورة إجراء اتصالات بين زعماء الجبل وزعماء دمشق من أجل التحضير للثورة , كما تم تكليف سلطان باشا الأطرش زعيم جبل العرب بقيادتها .
معركة الكفر :
أرسلت فرنسا إلى جبل العرب حملة للإرهاب واعتقال بعض الزعماء فكان أول الصدام الأول مع الثوار الذين يقودهم سلطان باشا الأطرش . وقد أسقط الثوار طائرة فرنسية فأرسلت فرنسا قوة لملاحقتهم اصطدمت مع قوات سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة في موقع الكفر , وبعد حصول معارك ضارية ضرب فيها الثوار المثل الأعلى في الشجاعة الإقدام تمكنوا من الانتصار على أعدائهم , والتجأ من نجا من الفرنسيين إلى قلعة السويداء فحاصرهم الثوار .
معركة المزرعة :
أرسلت فرنسا حملة مزودة بالأسلحة والطائرات لفك الحصار عن قلعة السويداء فاشتبك معها الثوار في معركة حامية في المزرعة غرب مدينة السويداء فهرب الجنود الفرنسيون وتركوا أسلحتهم ومعداتهم , وقتل الكثير منهم , كما جرح قائد الحملة الذي لاذ بالفرار .
وقد تم الاتفاق بين زعماء دمشق وزعماء الجبل على استمرار الثورة في جميع المناطق من أجل تحقيق النصر على المستعمرين الفرنسيين , وتخفيف الضغط عن الجبل .
معركة المسيفرة :
كلفت فرنسا احد قادتها بإخماد الثورة , فاصطدم الثوار بمقدمة القوة الزاحفة في قرية المسيفرة بحوران , وسيطر الثوار على الموقف إلا أن الطائرات حالت بينهم وبين هزيمة الفرنسيين . وقد وصلت القوة الفرنسية الرئيسية إلى مدينة السويداء , وتمكنت من رفع الحصار عن الفرنسيين الموجودين في القلعة , وبدأت الأوضاع تميل إلى الهدوء في تلك المنطقة .
معركة الزور الأولى وضرب دمشق بالمدافع والطائرات :
عندما كان أبناء الجبل العرب يقاتلون الفرنسيين, كان الثوار الوطنيون في دمشق يقاتلون الفرنسيين في الغوطة من اجل تخفيف الضغط عن الجبل , وقد انتصروا عليهم في معركة الزور الأولى وامتدت الثورة إلى مدينة حماة .
قرر الثوار إنقاذ دمشق من الفرنسيين , فدخلوا إليها وأيدهم أبناء الأحياء الشعبية وهاجموا قصر العظم , وكادوا يلقون القبض على المندوب السامي الفرنسي وأركان حربه , ولكنه هرب إلى بيروت بعد أن أمر بضرب دمشق بالمدافع والطائرات , فشبت الحرائق وهدمت الدور والأسواق , ولم يتوقف القصف إلا بعد أن فرض الفرنسيون على أهالي دمشق غرامات باهظة .
معركة الزور الثانية :
تابع الثوار معاركهم في الغوطة , حيث حصلت معركة الزور الثانية التي برز من خلالها ثوار مشهورون مثل حسن الخراط ومحمد الاشمر الذين بذلوا دماءهم رخيصة من اجل حصول وطنهم على الوحدة والاستقلال .
امتدت الثورة إلى بعلبك والبقاع وحاصبيا , وشددت فرنسا قضتها على الثوار , فالتجأ بعضهم إلى البلاد المجاورة , وانتهت الثورة بع دان ضرب رجالها أروع الأمثلة في التضحية والبطولة والفداء .
تطور سوريا بين عامي 1927 – 1946 م
أولا ً : السياسة الفرنسية الجديدة ونشوء الكتلة الوطنية :
اضطرت فرنسا إثر الثورة السورية الكبرى إلى تعديل سياستها فعمدت إلى تغيير مندوبها السامي , وسلوك طريق المفاوضات والوقوف على مطالب الشعب السوري . وقد ألف المندوب السامي الجديد حكومة مؤقتة مهمتها الإشراف على إجراء انتخابات لجمعية تأسيسية تضع دستورا ً للبلاد . تنبثق عنه حكومة تفاوض الفرنسيين وتعقد معاهدة تنهي الانتداب .
نجح الوطنيون في الانتخابات بأكثرية ساحقة , وأطلقوا على أنفسهم اسم ( الكتلة الوطنية ) اجتمعت الجمعية التأسيسية ووضعت دستورا ً للبلاد عام 1928 م نص على أن سورية لا تتجزأ إلا أن فرنسا رفضته لأنه يتجاهل الانتداب ويسعى لتحقيق الأماني الوطنية في الاستقلال والوحدة .
أصرت الجمعية التأسيسية على موقفها فعطل المندوب اجتماعاتها ثم اصدر الدستور بعد أن أضاف إليه المادة 116 التي تنص على إيقاف تنفيذ مواد الدستور التي تمس صلاحيات الدولة المنتدبة والتزاماتها فهاج الشعب وأضربت البلاد وفي عم 1931 م جرت انتخابات لمجلس نيابي جديد تدخل فيها الفرنسيون , ورافقتها إضرابات دامية في بعض المدن السورية .
ثانيا ً : إعلان النظام الجمهوري والإضراب الستيني :
اجتمع المجلس النيابي في حزيران عام 1932 م وأعلن النظام الجمهوري وانتخب محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية . ولكن جميع المحاولات لعقد معاهدة مع فرنسا تحدد العلاقات معها باءت بالفشل بسبب معارضة الشعب والمجلس لأية معاهدة لا تحقق وحدة البلاد . ونتيجة لذلك عطل الفرنسيون المجلس واخضعوا البلاد للحكم المباشر , فحدثت اضطرابات دامية ومظاهرات وإضرابات عام 1936 م عمت المدن جميعها شاركت فيها النساء واستمرت في دمشق ستين يوما ً وسميت الإضراب الستيني .
وقد فشلت جميع التدابير التي اتخذتها السلطات الفرنسية لإنهاء الإضراب فاضطرت إلى تغيير سياستها والقبول بتأليف وفد سوري يفاوض للوصول إلى معاهدة .
تألف الوفد برئاسة هاشم الأتاسي وسافر إلى باريس وتوصل من خلال المفاوضات إلى عقد مشروع معاهدة بين سورية وفرنسا عام 1936 م.
ثالثا ً : بنود مشروع معاهدة عام 1936 م :
استقلال سورية استقلالً تاما ً .
يسود بين سورية وفرنسا سلم وصداقة دائمان , وتتشاوران في الشؤون الخارجية .
يتم نقل جميع الالتزامات الدولية التي أبرمتها فرنسا باسم سوريا إلى الحكومة السورية
تتساعد الدولتان أثناء الحرب وتكون مساعدة سورية عن طريق تقديم التسهيلات في اراضيها وطرق مواصلاتها لفرنسا .
تقع مسؤولية حفظ النظام والأمن داخل سورية على كاهل الحكومة السورية .
مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ بدخول سورية عصبة الأمم المتحدة مع تحديد فترة انتقالية مدتها 3 سنوات .
تضمنت المعاهدة أيضا ً حق فرنسا في إقامة قاعدتين جويتين هلال مدة المعاهدة وفي ابقاء قواتها لمدة لا تتجاوز الخمس سنوات في مناطق معينة من سورية .
رابعا ً : الحكم الوطني :
استقبل الوفد السوري العائد من باريس استقبالا ً حماسيا ً وجرى انتخاب مجلس نيابي يصادق على مشروع المعاهدة , وقد نجح الوطنيون في هذه الانتخابات وانتخب هاشم الاتاسي رئيسا ً للجمهورية , وتألفت حكومة وطنية صادقت على مشروع المعاهدة وأخذت تتابع المفاوضات وتستعد لاستلام الصلاحيات .
إلا أن فرنسا لم تكن صادقة في نواياها وبدأت تتلكأ في التصديق على مشروع المعاهدة وتقيم العراقيل في وجه الحكم الوطني وتثير الاضطرابات وتتأخر في تسليم الصلاحيات للحكومة السورية .
خامسا: قضية لواء الاسكندرونة :
وأخيرا ً أعلنت عزوفها عن المعاهدة وعودتها إلى نظام الانتداب .
طالبت تركيا بلواء اسكندرونة بحجة أن أكثرية السكان من الأتراك وقد شجعتها فرنسا على ذلك لأنها كانت ترغب في كسب تركيا إلى صفوف الحلفاء في حالة قيام الحرب العالمية الثانية .
رفعت القضية إلى عصبة الأمم التي أرسلت لجنة دولية لإجراء استفتاء للتعرف على رغبات السكان , فقررت عصبة الأمم فصل لواء الاسكندرونة عن سورية ومنحه حكما ً ذاتيا ً على أن يبقى في علاقاته الخارجية مرتبطا ً بسورية وان تكون اللغتان العربية والتركية رسميتين فيه وقد قوبل قرار عصبة الأمم بالاستنكار الشديد والمقاومة العنيفة من عرب اللواء . وقامت فيه حركة مقاومة عربية منظمة حازت كل تقدير .
وعلى الرغم من أن الاستفتاء جرى تحت حراب الفرنسيين فقد جاءت نتيجته لصالح العرب , لكن فرنسا إمعانا ً منها في التآمر تخلت عن اللواء نهائيا ً في 23 حزيران عام 1939 م وسحبت جيوشها لتحل محلها جيوش الأتراك , مخالفة بذلك صك الانتداب , الذي ينص على المحافظة على ارض الدولة التي انتدبت عليها .
سادسا ً : سورية أثناء الحرب العالمية الثانية :
خضعت سورية أثناء الحرب للحكم العسكري الفرنسي , وعانت من الضغط والغلاء وويلات الحرب وفي عام 1940 خضعت سورية لحكومة فيشي الموالية لألمانية مما أثار مخاوف انكلترا فقررت انتزاعها من أيدي الفيشيين بالاتفاق مع حكومة فرنسا الحرة التي يرأسها الجنرال ديغول والمناهضة لألمانيا وقد تم ذلك عام 1941 م أما حكومة فيشي الفرنسية لألمانية فقد كانت برئاسة المارشال بيتان ومقرها مدينة فيشي الفرنسية .
أعلن مندوب فرنسا الحرة عند دخوله إلى سورية استقلال سورية ولبنان وإلغاء الانتداب الفرنسي عنهما فطالب الشعب بإعادة الحياة الدستورية الصحيحة , وتأليف حكومة وطنية في سورية .
أجريت الانتخابات وفاز فيها الوطنيون فوزا ً جماعيا ً وتم تشكيل وزارة وطنية ساهمت بتأسيس جامعة الدول العربية ووقعت على ميثاق هيئة الأمم المتحدة .
سابعا ً :العدوان الفرنسي على سورية 29 أيار 1945 م :
أخذت فرنسا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تماطل في تسليم الصلاحيات إلى الحكومة السورية , ثم اشترطت أن تحصل مقابل ذلك على امتيازات ثقافية واقتصادية وعسكرية وقدمت هذه الشروط في مذكرة أرسلت إلى كل من الحكومتين السورية واللبنانية عام 1945 م .
رفضت الحكومتان المذكرة بعد اجتماع عقد بينهما في شتورا مما أثار غضب فرنسا التي حاولت القضاء على الحركة الوطنية قبل أن يشتد ساعدها فقامت بتوزيع السلاح على الجاليات الأجنبية وإنزال الدبابات إلى الشوارع وهاجم الفرنسيون مبنى المجلس النيابي السوري وقتلوا حاميته وقصفوا دمشق والمدن السورية الأخرى بوحشية بالغة والحقوا بها أضرارا ً جسيمة .
أثار هذا الاعتداء غضب الرأي العام العالمي والعربي واتخذت الجامعة العربية عدة قرارات لدعم موقف الشعب في سورية ثم عرض الموضوع على مجلس الأمن الدولي الذي قرر جلاء القوات الفرنسية عن سورية , وتم ذلك بالفعل واحتفلت سورية بعيد الجلاء في 17 نيسان عام 1946 م .
أولا ً : تطور لبنان ما بين عامي 1920 – 1936 م:
تم فرض الانتداب الفرنسي على لبنان من قبل مؤتمر سان ريمو المنعقد في ايطاليا عام 1920 م .
في عام 1920 اصدر الجنرال غورو قرارا ً ينص على إيجاد دولة جديدة في بلاد الشام اسمها لبنان الكبير .
ظل لبنان يحكم بشكل مباشر من قبل فرنسا حتى عام 1926 م , حيث أعلنت فرنسا النظام الجمهوري , وبقيت هي التي تعين رئيس الجمهورية وتعدل الدستور وفقا ً لأهوائها .
وفي عام 1936 م عقدت فرنسا مع لبنان معاهدة مماثلة لمعاهدة 1936 مع سورية ولكنها لم تنفذها معها مثلما هو الحال بالنسبة للمعاهدة مع سورية .
ثانيا ً تطور لبنان منذ الحرب العالمية الثانية حتى الاستقلال :
أعلن مندوب حكومة فرنسا الحرة عند دخول قواتها لبنان عام 1941 م استقلال لبنان , وجرت في تلك الفترة انتخابات عامة تشكلت على أثرها حكومة وطنية برئاسة رياض الصلح , وتم انتخاب بشارة الخوري رئيسا ً للجمهورية .
قدم رياض الصلح إلى المجلس النيابي برنامج عمل حكومته الذي تتضمن :
أ- تعديل الدستور .
ب- جعل التشريع من حق المجلس النيابي وحده
ج – جعل اللغة العربية الرسمية الوحيدة في لبنان .
اجتمع بعض أعضاء الحكومة الذين نجوا من الاعتقال في قرية بشامون , وأعلنوا أنهم يمثلون الحكومة الشرعية , ودعوا الناس إلى العصيان المدني , فقامت المظاهرات العنيفة وسقط عدد من القتلى نتيجة الاصطدامات التي جرت مع رجال الأمن , وتضامن العرب مع إخوانهم في لبنان , كما أحدثت الاصطدامات ضجة كبيرة في العالم مما اضطر فرنسا إلى التراجع عن موقفها , فأعادت الحكومة الشرعية إلى الحكم بتاريخ 22 تشرين الثاني 1943 م , ويعد هذا اليوم العيد الوطني للبنان الذي تابع نضاله حتى حصل على استقلاله التام بتاريخ 31 كانون الأول عام 1946 م.
أولا ً : نشوء إمارة شرقي الأردن :
في تلك الفترة ظهر في معان جنوبي الأردن الأمير عبد الله بن الحسين على رأس جيش مناديا ً بالثأر لأخيه فيصل , ومهاجمة الفرنسيين في سوريا .
تخوفت انكلترا من إثارة المشاكل مع فرنسا فاستدعى تشرشل وزير المستعمرات البريطاني الأمير عبد الله بن الحسين إلى القدس عام 1921 م واتفق معه على ما يلي :
أ- إقامة إمارة عربية شرقي الأردن بزعامته .
ب- تكون هذه الإمارة مستقلة إداريا ً ومرتبطة بالمندوب البريطاني في فلسطين .
ج- تقدم بريطانيا إعانة مالية للأمير عبد الله .
وفي عام 1923 اعترفت بريطانيا رسميا ً بهذه الإمارة , وضمت إليها معان والعقبة باحتفال رسمي عام 1925 م .
ثانيا ً : معاهدة عام 1928 م :
عقدت انكلترا معاهدة مع الأردن عام 1928 م وكان من ابرز بنودها :
احتفاظ بريطانيا بالسياسة لخارجية للأردن .
ربط قوانين البلاد بتعهدات الانتداب .
مشاورة الأمير عبد الله لبريطانيا في جميع الأمور .
بقاء القوات البريطانية في الأردن دون قيود .
ثالثا ً : دستور عام 1928 م :
فرضت انكلترا على الأردن دستورا ً عام 1928 م يعطي لانكلترا سلطات واسعة ويمنح الأمير حق السيطرة على الشؤون التشريعية والإدارية أما بالنسبة لموقف الشعب الأردني من المعاهدة والدستور , فقد عقد الزعماء الأردنيون مؤتمرا ً وطنيا ً عام 1928 وقرروا فيه :
رفض الانتداب البريطاني .
عدم الاعتراف بالمعاهدة والدستور .
وفي مقابل ذلك فرضت انكلترا رقابة شديدة على المقاومة و الحركات الوطنية وبقي الأردن كذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية .
تطور الأردن منذ الحرب العالمية الثانية
وضع الأمير عبد الله الجيش الأردني تحت تصرف انكلترا أثناء الحرب العالمية الثانية , وقد ساءت الأوضاع في الأردن بسبب ظروف الحرب .
أولا ً : الأردن من الإمارة إلى المملكة :
عقدت انكلترا معاهدة 1946 م مع الأردن التي تتضمن ما يلي :
إنهاء الانتداب البريطاني على الأردن .
جعل الأردن مملكة مستقلة اسمها ( المملكة الأردنية الهاشمية ) وعلى رأسها الملك عبد الله
السماح لبريطانيا ببقاء قواتها في الأردن .
احتفاظ الملك عبد الله بالمعونات البريطانية .
وقد انضم الأردن بعد ذلك إلى جامعة الدول العربية .
وفي عام 1948 تم التوقيع على معاهدة جديدة حددت مواقع القوات البريطانية في الأردن .
ثانيا ً : سياسة الملك عبد الله وابنه طلال :
وقف الملك عبد الله إلى جانب بريطانيا , وأصبح حليفا ً لها ووافق على مشاريعها شريطة أن تكون بزعامته مثل مشروع الهلال الخصيب .
تسلم لملك عبد الله قيادة الجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948 م والتي كانت نتيجتها إلحاق الضفة الغربية من فلسطين بالأردن .
تم اغتيال الملك عبد الله في مدينة القدس عام 1951 م , وخلفه في الحكم ابنه طلال الذي حكم الأردن ما بين عامي 1951 – 1952 م ثم تم عزله من الحكم لان بريطانيا لم تكن راضية عن سياسته في المجالات المختلفة .
ثالثا ً : الأردن في عهد الملك حسين :
كان حسين صغير السن عندما تم عزل الملك طلال , ولذلك تم تشكيل مجلس وصاية له إلى أن استلم الحكم عام 1953 م .
ساهم الملك حسين في إقامة الاتحاد الهاشمي مع العراق عام 1958 م , وبقيادم ثورة 14 تموز عام 1958م في العراق انتهى الاتحاد .
وفي الخامس من حزيران عام 1967 م حصل العدوان الإسرائيلي على مصر وسورية والأردن , فاحتلت إسرائيل الضفة الغربية وفصلتها عن الأردن .
وقد توفي الملك حسين بتاريخ 7/2/1999 م وخلفه في الحكم ابنه عبد الله الثاني الذي يتميز عهده بإقامة علاقات وثيقة مع الأقطار العربية كافة .
القضية الفلسطينية
تطور القضية الفلسطينية حتى قيام الحرب العالمية الثانية (1)
أولا ً : التدخل الأجنبي في فلسطين :
لقد استمرت فلسطين جزءا ً من الوطن العربي منذ تحريرها من قبل العرب المسلمين وطرد الروم منها في عصر الخلفاء الراشدين , واستمر ذلك حتى أوائل القرن العشرين علما ً بان أقدم شعب سكنها هم الكنعانيون الذين قدموا من شبه جزيرة العرب واستوطنوا في فلسطين , ولذلك فان العرب هم سكان فلسطين الأصليون وهم الذين نشروا الحضارة والعمران فيها , وهم أصحاب الحق فيها منذ آلاف السنين .
وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت الأطماع الاستعمارية الصهيونية في فلسطين , وكانت الغاية منها انتزاع فلسطين من أيدي العرب وإقامة دولة يهودية فيها علما ً بأن الصهيونية حركة سياسية عنصرية استعمارية سخرت الدين اليهودي لتحقيق أهدافها التوسعية القائمة على أساس جمع يهود العالم وإقامة دولة إسرائيل على ارض فلسطين العربية .
ومن خلال اتفاقية سايكس بيكو الموقعة عام 1916 م بين انكلترا وفرنسا والتي كان الهدف منها اقتسام البلاد العربية أصبحت فلسطين منطقة دولية .
وبعد احتلال الانكليز لفلسطين ودخولها إلى مدينة القدس أصدرت في 2 تشرين الثاني 1917 وعد بلفور الذي يتضمن وعدا ً بتأسيس وطن قومي لليهود , وذلك من خلال رسالة وجهها بلفور وزير خارجية انكلترا إلى اللورد روتشيلد وهو احد زعماء اليهود الصهاينة .
ومن خلال مؤتمر سان ريمو الذي انعقد عام 1920 م أصبحت فلسطين تحت الانتداب الانكليزي , مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور .
ثانيا ً فلسطين في ظل الانتداب البريطاني :
عينت بريطانيا اليهودي البريطاني هربرت صموئيل مندوبا ً ساميا ً لها في فلسطين ليوظف إمكانات بريطانيا من اجل تنفيذ وعد بلفور لمصلحة اليهود فعاد إلى :
تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين .
تسهيل انتقال الأراضي العربية للصهاينة .
السماح لليهود بإقامة الوكالة اليهودية التي كانت أشبه بدولة ضمن دولة .
التعاون مع الوكالة اليهودية من اجل إنشاء المستوطنات وفتح المدارس , وأمام ازدياد عدد اليهود الصهاينة ي فلسطين وامتلاكهم أخصب الأراضي وازدياد نفوذهم قامت الثورات العربية في فلسطين احتجاجا ً على الانتداب البريطاني وعلى الوجود الصهيوني الذي أصبح يشكل خطرا ً كبيرا ً على عروبة فلسطين .
أما الكتاب الأبيض الأول فقد صدر عام 1921 م حيث أعلنت بريطانيا فيه أن تمسكها بوعد بلفور لا يعني تحويل فلسطين بكاملها إلى دولة يهودية صهيونية .
ثالثا ً : الثورات الفلسطينية :
ثورة عام 1929 م :
أسبابها :
1- اعتداء الصهاينة على حائط البراق الشريف .
2- استياء العرب من الخطابات المعادية لهم في مؤتمر زوريخ الصهيوني بسويسرا
أهم أحداثها :
جرت اشتباكات دامية بين العرب واليهود , قدم فيها العرب الكثير من الشهداء , وكبدوا عدوهم خسائر فادحة بالرغم من انحياز بريطانية لليهود الصهاينة .
وبسبب تفاقم الوضع في فلسطين أرسلت بريطانيا لجنتي تحقيق ثم أصدرت الكتاب الأبيض الثاني عام 1930 الذي يتضمن :
أ- مراعاة بريطانيا أن تكون هجرة اليهود الصهاينة منسجمة مع قابلية البلاد للاستيعاب .
ب- مراقبة بريطانية انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود .
إلا أن بريطانيا تراجعت عن كتابها الأبيض الثاني بسبب ضغط اليهود الصهاينة عليها , ثم أصدرت بيانا ً تركت فيه باب الهجرة مفتوحا ً فسماه العرب بالكتاب الأسود .
2 – ثورة عام 1936 م ( الثورة الفلسطينية الكبرى ) :
أسبابها :
تزايد تدفق الهجرة اليهودية إلى فلسطين وانتقال الأراضي لليهود .
اكتشاف أسلحة مهربة من أوروبا لليهود الصهاينة .
أهميتها :
تعد ثورة 1936 م في فلسطين ثورة قومية وشعبية بسبب ما يلي :
مشاركة الشعب العربي الفلسطيني كله فيها . وقد لعبت المرأة دورا ً هاما ً في هذه الثورة .
مساهمة المتطوعين العرب من الأقطار العربية المختلفة في محاربة البريطانيين واليهود الصهاينة .
أحداثها :
أشعل هذه الثورة المجاهد عز الدين القسام وهو مواطن عربي سوري من مدينة جبلة كان يعمل خطيبا ً في الجامع الكبير في حيفا , كما كان من أوائل شهداء هذه الثورة
هاجم الثوار الثكنات البريطانية والمستعمرات اليهودية الصهيونية وكبدوهم خسائر فادحة .
استمرت الثورة لمدة ستة أشهر , ثم توقفت نتيجة لنداء الزعماء العرب الذين اقترحوا من خلاله إجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانية .
رابعا ً : لجنة بيل وتوصياتها :
أوفدت بريطانيا لجنة برئاسة بيل للتحقيق بشأن ثورة 1936 م فأوصت اللجنة بما يلي :
تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين .
وقف انتقال الأراضي إلى اليهود الصهاينة .
تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق وهي :
أ- منطقة يهودية تشمل الأراضي الخصبة والأراضي الساحلية الممتدة حتى يافا .
ب- منطقة انتداب بريطاني تشمل الأراضي المقدسة .
ج- منطقة عربية تشمل ما تبقى من فلسطين .
رفض العرب هذا المشروع وعادت الثورة من جديد , وفي عام 1939 م أصدرت انكلترا الكتاب الأبيض الثالث الذي رفضه العرب واليهود الصهاينة , ثم توقفت المفاوضات بسبب قيام الحرب العالمية الثانية .
القضية الفلسطينية
تطور القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الثانية ( 2 )
أولا ً : وضع فلسطين أثناء الحرب العالمية الثانية :
ازداد تدفق اليهود الصهاينة على فلسطين وزادوا من تسلحهم , وشكلوا المنظمات الإرهابية التي مارست الأعمال العدوانية ضد العرب .
وقد حول اليهود الصهاينة نشاطهم السياسي من انكلترا إلى الولايات المتحدة لأنها أصبحت أقوى دولة استعمارية بعد الحرب العالمية الثانية .
ثانيا ً : مشروع تقسيم فلسطين عام 1947 م :
في عام 1946 م وصلت لجنة بريطانية أمريكية لدراسة القضية الفلسطينية أوصت بمايلي
أ- إبقاء فلسطين تحت الانتداب البريطاني .
ب- إدخال مئة ألف يهودي صهيوني إلى فلسطين .
ج- رفع القيود عن موضوع انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود الصهاينة وقد رفض العرب هذه التوصيات لأنها تتيح المجال لأعداد كبيرة من اليهود الصهاينة للهجرة إلى فلسطين , كما رفضها اليهود الصهاينة لأنها لم تنص على إقامة دولة يهودية صهيونية في فلسطين .
بعد ذلك رفعت بريطانيا قضية فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة فأوفدت لجنة أوصت بتقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق عربية ويهودية صهيونية ودولية .وقد أقرت هيئة الأمم المتحدة مشروع التقسيم في 29 تشرين الثاني عام 1947 م , وأعلنت انكلترا أنها سوف تنهي انتدابها على فلسطين بتاريخ 14 أيار 1948 م.
ثالثا ً الاستعداد للحرب :
رفض العرب أي شكل من أشكال التقسيم , وعقد الزعماء العرب مؤتمرين قرروا من خلالهما دعم قضية فلسطين والدفاع عنها .
وفي الوقت نفسه بدأ الشباب العرب يتطوعون للدفاع عن عروبة فلسطين . وشكلوا جيش الإنقاذ العربي .
أما بالنسبة لليهود الصهاينة فقد استعدوا للحرب , وشكلوا عصابات إرهابية بدأت بارتكاب مجازر جماعية ضد العرب مثل مذبحة ( دير ياسين ) , وكانوا يريدون من وراء ذلك إجبار العرب على ترك ديارهم .
رابعا ً : حرب فلسطين عام 1948 م:
أعلن اليهود الصهاينة قيام دولة (( إسرائيل ) يوم 15 أيار عام 1948 م .
دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين بقيادة الملك عبد الله ملك الأردن دون استعداد عسكري مناسب , ومع ذلك حققت انتصار ً سريعا ً على اليهود الصهاينة , حيث وصلت الجيوش العربية إلى مناطق قريبة من تل أبيب .
وعندما شعرت انكلترا والولايات المتحدة بان اليهود الصهاينة على وشك الهزيمة , فرضت على العرب الهدنة الأولى بقصد حماية الكيان الصهيوني .
وقد استجاب العرب للهدنة التي كانت مدتها أربعة أسابيع , واستغلها اليهود لتحصين مواقعهم والحصول على الأسلحة المتطورة من الدول المعادية للعرب .
خامسا ً : تطورات الموقف بعد استئناف القتال :
عندما استؤنف القتال في تموز عام 1948 م تراجعت الجيوش العربية عن مواقعها وتدخل مجلس الأمن الدولي وفرض الهدنة الثانية في 16 تموز عام 1948 م , واستغل الصهاينة هذه الفرصة وسيطروا على الجليل والنقب ووصلوا إلى خليج العقبة
وقد ألحق قطاع غزة بمصر , وألحقت الضفة الغربية بالأردن كما قسمت مدينة القدس بين الأردن وإسرائيل .
وبعد ذلك اضطرت الدول العربية المجاورة لإسرائيل إلى توقيع اتفاقيات هدنة مع العدو الصهيوني عام 1949 م .
سادسا ً نتائج نكبة فلسطين عام 1948 :
صدور البيان الثلاثي عام 1950 م الذي تعهدت بموجبه الولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا بحماية إسرائيل .
ظهور مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى الأقطار المجاورة ورفض إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة بإعادتهم إلى ديارهم .
تأسيس وكالة غوث اللاجئين لتقديم المعونة لهم من قبل الأمم المتحدة .
استمرار الصراع العربي الإسرائيلي الذي أدى إلى نشوب حروب في المنطقة .
ومن نتائج هذه النكبة أيضا ً عدم استقرار المنطقة وتوتر الأوضاع فيها .