المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي
أحب أن أبين لك أن القراءات ليست محصورة في الشاطبية و الدرة
و قد عدَّ العلماء عشرات القراءات ، منها المتواتر و الشاذ فما عدَّ منها قرآناً فلا يرد بحال
و يستفاد من الضعيف و الشاذ في التفسير و النحو .
كلامك صحيح حول القراءة و أتراجع عن كلامي حول معنى الآية. ، فالحق معك .
أما صحة ( ربُّ) في جملة النداء ، فقد قال عباس حسن في مثل ما نحن فيه :
( ... بقيت اللغة السادسة ، ............... ، و تتلخص في حذف الياء مع ملاحظتها في النية و بناء المنادى على الضم كالاسم المفرد المعرفة ، و يقع هذا في الكلمات التي تشيع إضافتها ، ليكون العلم بشيوع إضافتها قرينة و دليلا على حذف المضاف إليه ، و أنه محذوف في اللفظ لكنه ملاحظ في النية ، كالكلمات :
رَبَ ، و قوم ، و أمّ ، و اب ، ..... و أشباهها مما يغلب استعماله مضافاً ، نحو : ياربُّ وفقني إلى ما يرضيك ، يا قوم لا تتوانوا في العمل لما يرفعكم) ، يا أمُّ أنت أكثر النَّاس عطفا عليّ ، و يا أبُ أنت أشدهم عنايةً بي ....)( النحو الوافي ، ج4 ، ص 59-61 )
وهذه اللغة و إن كانت لا ترقى لما قبلها _ حسب راي المؤلف_ إلا أنها وردت عن العرب و فيها خلاف لا على صحتها بل لاختلافهم في الحكم على نوع المنادى أيراعى أصله من ناحية أنه مضاف كما في لغة مقدمة على هذه اللغة ، أم يراعى حالته الحاضرة من ناحية البناء على الضم.
شاعرنا عبده الزبيدي
1- القراءات غير المتواترة نوعان منها ماصح نقله ولكنها لم ترقَ إلى مستوى التواتر وتعامل كالأحاديث الصحيحة ويستفاد منها في المعاني واللغة وقد ذكرها المفسرون في تفاسيرهم، وهناك قراءات شاذة لم تصح نقلا فهي كالأحاديث الموضوعة لا يحتجّ بها على شيء. ولذلك يجب تحري مصدر القراءة ومن قالها فقد تكون موضوعة.
2- (ياربُّ) تصح بالضم على أن تكون بمعنى النكرة المقصودة ، وهذا ما تعلمناه في النحو منذ المرحلة الإعدادية في المدارس ولا يلزمنا تبريرها في قول عباس حسن وغيره فهي بديهية في أسلوب النداء. ولكن كلمة (ربّ) قد تعني غير الله تعالى كرب البيت ورب العمل ورب الأسرة وكل ما هو بمعنى السيد كما لو قلت (يا سيدُ). فهذه المعاني تصح فيها النكرة المقصودة. ولكن إذا قصد القائل رب العالمين فإن المعنى لايصح عقيدة ولا أدباً مع الله تعالى، لماذا؟
ما معنى النكرة المقصودة ؟
عندما تقول (يا ولدُ) فهذا يعني أنك خاطبت ولداً لا تعرفه من مجموعة أولاد - وأنت تقصد خطاب هذا الولد بالذات وأنت لا تعرفه.
فلو قلت (ياربُّ) فنداؤك موجه لربّ مقصود من أرباب لا تعرفهم . فهل هذا يصح مع الله تعالى؟
المعنى قطعاً لا يصح لا أدباً ولا عقيدة ، ولذلك لم يرد إطلاقاً في القرآن الكريم إلا بصيغة الكسر ( ياربِّ - ربِّ) على أنه نداء معرف بالإضافة ولذلك تعرب منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم المحذوفة أي أن الكسرة نابت عن الياء المحذوفة.
وأما أن نقدر الجواز على النوايا وتصبح الصياغة تحتمل معنى النكرة المقصودة، فهذا غير مناسب بحق الله تعالى
وأنت حر فيما تستعمل وأنا أنصح أخوتنا الشعراء بعدم استعمال (ياربُّ-ربُّ) بالضم في النداء للأسباب المذكورة ، والألطف والأجمل أن تكون بالكسر (ياربِّ - ربِّ) ولا يتغير الوزن
شكراً لشاعرنا الزبيدي الذي أتاح لنا هذا الحوار المفيد للجميع
بارك الله بكم وجزاكم خيراً