أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الإسلامُ هو الحلُّ .. بأيّ معنى ؟

  1. #1
    الصورة الرمزية جلال دشيشة مشرف أقسام الفكر
    مشرف النثر والقصة
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Oct 2012
    المشاركات : 284
    المواضيع : 50
    الردود : 284
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي الإسلامُ هو الحلُّ .. بأيّ معنى ؟

    ( كتبتُ هذا المقال العام الماضي في بعض صفحاتي وموقعي الخاص ، وحذفته ، وأردتُ أن يكون حصريا للواحة الثقافية )
    ـــــــــــــــــــــ
    بيْنَ مشايخ أفرطوا في تقديس التراث ومشايخ تنكّروا له ، ضاع المسلمُ ، ولمْ يدْر ما الحق وما الصواب ، وما الصدقُ وما الكذب ؟؟
    فما أكثرَ منابر الوعظ التي تهتز منذ إلغاء الخلافة العثمانية سنة 1924 بالأدعية لانتصار المسلمين واستعادة مجدهم !! وما أقلّ الدعاء المستجاب !!
    منذ ذاك الحين ومحاولات الإصلاح والتجديد تنتفخُ هنا وهناك كالفقاعات ثم تنفقئ ولا شيء ذو بال .
    ما هو الشيءُ الذي لمْ نتوفرْ عليه حتى ننقلب خاسئين بعد كل هذه المدة ولا يُستجاب لمنبرٍ واحد ؟
    أكثرُ عديدنا ينادي : الحلّ هو الإسلام ..!!
    لكن "الإسلام " بأيّ نُسخة وإخراج ؟
    هل بإنشاء خلافة إسلامية بشكلها القديم ؟ أو بولاية الفقيه ؟ أو بالعمل الدعوي ؟ أو ....
    ما هي النسخة الصحيحة من هؤلاء التي تبْعَثنا مِنْ جديد في عالَم يتطوّرُ بسرعة ولا ينتظرُ العاطلين ؟!
    لقد قال سيدُنا الفاروق عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه " لقدْ أعزّنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله "
    وقال مشايخ العصر " الحل هو الإسلام " ، فما الفرق بين قول الفاروق وقول المشايخ ؟
    لا يوجدُ بين العبارتين أيّ جِناس أو ِوصالٍ ، والسبب :
    أنّ عمرَ بن الخطّاب رضي الله عنها كان يتجلى في ناظريه الإسلام كقِيمٍ عُلْيا جاءت من السماء لِتصُبّ في حقوق الإنسان ، حيث لا يمكن للإنسان أنْ يتخلّصَ من نظام الغابة إلا إذا أقامَ العدلَ والإحسان والرفق والرحمة والعفو والمحبة والوفاء ...وكلّ هذه القيم الفاضلة لا يُمكن أن تتحقق إلا بواسطة جهاز أو نظامٍ أو أيّ شكل أو أسلوب يُنتُجها وينشرُها ويجعلها هاجسَه .
    وقدْ كان الأمرُ كذلك في حياة النبي ص ، فعندما شرَعَ الله على لسان نبيه الصلوات الخمس ـ مثلا ــ كان هذا التشريع يستهدف أموراً عديدة كلها تصبُّ في حقوق الإنسان ، وبالتالي إقامة الصلاة تعني إقامة مجتمع فاضل و مسالم ومنتج ومتحضر ، وحتى نتبيَّنَ هذا لِننظرْ في أبعادِ الصلاة :
    ـ الصلاة بمعناها الحضاري : يقول الله تعالى { إنّ الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا } ، كان العرب قبل الإسلام يعيشون الفوضى والعبثية وسوء التنظيم والعشوائية ؛ حيث كان الوقتُ مهدورا في سفساف الأمور ، ولم يَرْقَ مُستواهم إلى إدراك أنّ الوقت موردٌ هامٌ يجبُ استغلالُه ، لذلك كان طابع البداوة يحجبُهم عن التحضّر وحسنِ تقدير الأشياء ومعرفة قيمتها ، حتى جاء الإسلامُ بجملة من التعاليم التي كان من بينها هذا التعليم { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } لإيقاظهم من سُبات الغفلة والضياع وسوء التنظيم ، وتوالت النصوص مرغّبة ومرهبّة ، فاستجابوا لله وللرسول ، وبدأتْ تتغيّرُ حياتُهم بالتدريج بإقامة الصلاة في أوقاتها ،وكانت النتيجة أنهم استعادوا الوعي بقيمة الوقت ، وأدركوا أن كل شأن ، يجبُ أنْ يحتويه الكتاب الموقوت ، وبهذا أصبحتْ مفردة "الكتاب الموقوت " وسيلة للتحضّر وإقامة حياة خالية من العبث ، وامتدت هذه المفردة الحضارية لتضيء سبيلهم في كل سلوكياتهم ومواقفهم وجهادهم وتحريرهم للإنسانية من براثن الاستعباد .
    ــ الصلاة بمعناها الاجتماعي: كان العربُ قبل الإسلام متفرّقين شذر مذر ، ولا أبلغَ من قوله تعالى في وصْفِ تفرّقهم وتنافرهم وهو يخاطبُ نبيه ص { لو أنفقتَ ما في الأرض جميعا ما ألّفتَ بين قلوبهم ولكنّ الله ألّفَ بينهم ..} وقد كان تشريع الصلاة ضِمْن خطة الوحي الإلهي في تأليف القلوب ، فشَرَعَ الله صلاة الجماعة لتجتمعَ قلوب المسلمين بالدرجة الأولى ، وليس لله حاجة في أنْ تجتمعَ الأجساد وأفئدتُها هواء ، فالمقصد الأساسي هو اجتماع القلوب واجتماع الكلمة وتوحيد الصفّ ، كأنهم بُنيانٌ مرصوص ، هذا هو مرادُ الله عزّ وجل ، لأنّ في الاتحاد قوة ، والقوة هي مناعتُنا ضد الانحلال الداخلي والغزو الخارجي .
    وبإقامة الصلاة يتعزّزُ مفهوم الأمّة الواحدة { وأنّ هذه أمتكم أمة واحدة } .
    إنه ليؤسُفنا أنْ نجدَ مفهوم الأمّة الواحدة متحققا لدى غير المسلمين ؛ فهذا الاتحاد الأوروبي ـ مثلا ـ لمْ تغمض له عَينٌ عندما مُسّتْ اليونان في اقتصادها ، فأعلن الاتحاد حالة طوارئ ، وكأنه جسدٌ واحدٌ أصِيبَ في عضو فتداعى له سائرُ الجسد بالسهر والتعب ..!!
    ــ الصلاة بمعناها الروحي : وهذه حالة الاتصال بالله عزّ وجلّ لتعزيز مفهوم الرقابة الإلهية واستحضارها واستشعارها لاستدامة المعنى الحضاري والاجتماعي ، فعندما يُنادي المنادي :" أرِحْنا بها يا بلال " فهذا يعني ضرورة التجاء الفرد إلى الجماعة ، وضرورة قيام الجماعة ضد الفردية التي تقود إلى التشرذم والتشتت .
    هكذا فَهِمَ العربُ مقاصد الصلاة فأصبحوا أساتذة الدنيا ، لأنها أنتجتْ في نفوسهم الضمائر الحية ، وفي واقعهم البنيان المرصوص والأمّة الواحدة .
    أمّا نحنُ فقدْ حوّلْناها إلى طقوسٍ فارغة من كل المحتويات الإنسانية والاجتماعية والروحية والحضارية.
    ما هو الحلّ إذن ؟
    لا بدّ من قراءة تعاليم الإسلام قراءة واعية ، فالشريعة الإسلامية ليست للابتلاء المحض بتكاليفها دون فهْم معانيها ومقاصدها ، فهذا أدّى بنا ـ للأسف ـ إلى ذهنيات طقوسية وتفكير طقوسي وأحكام على بعضنا لا تخلو من النزعة الطقوسية الشكلية ..!!
    يجبُ أنْ نتلمّسَ أهداف الشريعة وغاياتها الأساسية ، وأنْ نربِطَ الثوابَ والأجر بتحقيق الغايات وتجسيدها في الواقع لا بمجرّد أداء العبادات والظن بأنّ ذمتنا تبرأ بعد ذلك .
    نعودُ إلى سيّدنا الفاروق عمرُ بن الخطاب ــ رضوان الله عليه ــ فقدْ أوْقفَ حدّ السرقة في ظروف اقتصادية صعبة ، رغم أنّ القرآن صريحٌ في ضرورة إقامة حدود الله { والسارقُ والسارقة فاقطعوا أيديها جزاءً بما كسبا ....} ، فهل يصحّ القول إنّ عمرَ رضي الله عنه خالف حدود الله ؟ لو كان في عصر عمر بعض السطحيين لقالوا له : لقدْ عطّلْتَ الحدود ، قدِّمْ استقالتك ..!!
    هذا هو الفهمُ السطحي ، أمّا الفهمُ العُمَريّ فهو فهْمٌ مُحمّدي ؛ ينفذُ في الأعماق ويستخرج اللآلئ القرآنية .
    لمْ يكنْ نَظَرُ عمر بن الخطاب عند أرْنبَة أنفه ..!! لقد كان ينظرُ إلى مقاصد الإسلام التي تصبُّ جميعُها في حقّ الإنسان ، وإذا أردنا أنْ نفهم هذا الإجراء العُمري فلْنفكّر جيدا :
    ـ عندما ساءَ الوضع الاقتصادي عامَ الرمادة ؛ بدأتْ تنتشرُ بعض الأخطاء السلوكية مثل السرقة ، فهل من الحكمة أنْ تستمرّ الدولة في تطبيق الحدود : قطع اليد ، الجَلد ...إلـخ ، أمْ يتمّ معالجة المشكل من جذوره ؟
    لوْ لمْ يُوقِفْ عمرُ حدّ السرقة ـ مثلا ـ لرأيتَ ثلثَ السكان مَقطوعِي اليد ، وهذا المظهرُ لا يمكن أن يحلّ المشكل ، وليس في صالح الدولة الإسلامية آنذاك لاعتبارات كثيرة :
    ــ على المستوى الداخلي : سوف يدبّ اليأس والشك والإحباط في نفوس ضعاف الإيمان ، مما يؤدي بهم إلى تغيير الملة ، أو السخط على الدولة أو الإسلام ، أو نشوء حروب أهلية وفتن حالكة .... كلُّ هذا ممكنٌ .
    ـ على المستوى الخارجي : سوف تَتشوّهُ صورة الإسلام في أعين المِلل الأخرى ، وربّما يُطمِعُ هذا المنظر الأعداء في الدولة الإسلامية .
    هذه بعض الحسابات التي ربما تكون قد خطرَتْ على سيدنا عمر رضي الله عنه ، وهو ما يدلُ بوضوحٍ تام على أنّ تطبيق الحدود وسيلة تتصرّفُ فيها الدولة بقدر ما تُحقّق من توازن اجتماعي واقتصادي وسياسي ..إلــخ.
    وهذا يقودُنا إلى سؤال في غاية الأهمية ، هل إنشاء خلافة إسلامية غاية أرادَها الله لذاتها ؟
    ـ لو كانتْ الخلافة غاية لذاتها لقامَ النبي ص بتعيين الخليفة من بعده تصريحاً ، وبيّنَ شكْل هذه الخلافة .
    ــ ولو كانتْ غاية لذاتها لرأينا معاوية التزمَ طريقة الخلافة الراشدة ، فلماذا أبْدلها إلى نظامٍ وراثي ؟
    رغمَ أنّ معاوية رضي الله عنه كان من أصحاب رسول الله ص ، ولا يخفى عليه شيءٌ يتعلق بتسيير الأمّة .
    ربما كان معاوية مضطرا إلى النظام الوراثي حمايةً للدولة الإسلامية من العنصر الأجنبي ، وبخاصة أنّ ثلاثة من الخلفاء الراشدين تعرّضوا للاغتيال ، فأرادَ معاوية ألّا تتكرر هذه الاهتزازات أو تقلّ .
    إنّ الذي يفهمُه دارسُ التاريخ أنّ الخلافة بشكلها القديم لا دليل عليه، وأنّ الحدّ الأدنى من الفهم هو أنّ كلّ وسيلة أو أسلوب أو نظام ينجحُ في إقامة العدل فهو داخلٌ في رضوان الله ، وقد جاء في القرآن ما يؤكدُ أنّ الغاية من إرسال الرسل هو { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ..} .
    لماذا نبقى مأسورين لمقاربات تقليدية : (الخلافة ــ دار الإسلام ــ دار الكفر ..) ولمْ يأت دليلٌ قاطعُ ، ولا برهانٌ ناصعٌ في أمرها ، ونضيّعُ حقوق الإنسان التي اتفقتْ كافة الأديان على ضرورة حمايتها وإقامتها وتطويرها ، ولمْ يُبعث محمد ص إلا من أجلها وهو القائل " إنما بعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق " ، فهل من الحكمة أن نظلّ نستنزفُ طاقاتنا في الوسائل : كيف تكون بهذا الشكل أو بذاك ؟ أم أننا نختصرُ الطريق بتوظيف المفاهيم الدينية لصالح الإنسان الذي جاءت الأديان من أجل أن يعيش سعيدا ويحيا حياة طيّبة ؟
    منذ إلغاء الخلافة العثمانية والمشايخ ينادون : الحل هو الإسلام !! فماذا صنعوا ؟ وهل وقفوا إلى جانب الإنسان أم وقفوا ضد حقوق الإنسان ؟ إنّ النوايا الحسنة لا تبرّر السلوك الخاطئ ، والطريق إلى النجاح هي طريق القيم والأخلاق والغايات ، لا طريق الجمود على الوسائل والطقوس والشعارات .
    هذا هو الفرقُ بين إسلام مشايخ العصر ، وإسلام عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه .


    بقلم : جلال الدين الهاملي

  2. #2
    الصورة الرمزية يحيى سليمان شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : آن للمتعبِ أن يستريح
    المشاركات : 1,849
    المواضيع : 223
    الردود : 1849
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    والله تفكير في عمق القضية وطرح جميل
    لولا أن خان الحدس فيما يخص معاوية بن أبي سفيان
    فأصحاب رسول الله لا ينشقون ولا يقسمون صفوف المسلمين ولا يأججون نيران الفتن ولا يدسون السم في عسل
    الأئمة ولا يلدون عاقا سفاحا مثل يزيد قتله الله إن أردنا إصلاحا يا سيدي علينا بأن نقول أولا لا لتزوير التاريخ
    ولم أكن أتمنى أن آخذ الحوار إلى منحى طائفي ولكن الأمر إن تدبرناه جلل وإن أصر مشايخ الإسلام الذي لم ينتصر كما نشكو إلى الله- أن يحولوه لمشاحنة بين صحابيين متغافلين عن خمسين ألف قتيل في ساحة صفين .
    ياصاحبيَّ هباءٌ صارَ من خدَعِي ولمْ أكنْ منصتًا والريحُ تصطفقُ

  3. #3
    الصورة الرمزية جلال دشيشة مشرف أقسام الفكر
    مشرف النثر والقصة
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Oct 2012
    المشاركات : 284
    المواضيع : 50
    الردود : 284
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى سليمان مشاهدة المشاركة
    والله تفكير في عمق القضية وطرح جميل
    لولا أن خان الحدس فيما يخص معاوية بن أبي سفيان
    فأصحاب رسول الله لا ينشقون ولا يقسمون صفوف المسلمين ولا يأججون نيران الفتن ولا يدسون السم في عسل
    الأئمة ولا يلدون عاقا سفاحا مثل يزيد قتله الله إن أردنا إصلاحا يا سيدي علينا بأن نقول أولا لا لتزوير التاريخ
    ولم أكن أتمنى أن آخذ الحوار إلى منحى طائفي ولكن الأمر إن تدبرناه جلل وإن أصر مشايخ الإسلام الذي لم ينتصر كما نشكو إلى الله- أن يحولوه لمشاحنة بين صحابيين متغافلين عن خمسين ألف قتيل في ساحة صفين .
    الأخ الفاضل يحي سليمان :
    التاريخ كتاب مفتوح أمام الجميع ، وكلٌّ له ميزان في الفهم ، وبعض هذه الموازين لا تخلو من الذاتية ..
    إننا بحاجة إلى مقاربة هذا الملف بطريقة جديدة , تنطلق من أسس مشتركة .
    ـ مِن بين الأسس المشتركة بين الفريقين هو كتاب الله تعالى ، وكتاب الله يدعونا إلى العدل في القول { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى } ويكفينا أنّ جمهور أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى أنّ معاوية ـ رض ـ أخطأ في قتال علي ـ رض ـ وهذا الاعتراف والقرار يدلّ بوضوح على موضوعية عالية في تقييم الأحداث والحكم عليها ، فالجمهور يرى الحقّ مع علي رضي الله عنه .
    أخي الفاضل : هل توافقني على أنّ الجمهور من أهل السنة قد أنصف عليّا رضي الله عنه بهذا الحكم ؟
    إذا كنتَ توافقني ، فإنه لا يوجد داع إلى الحديث عن تلك التفاصيل التي قد تشتتنا ويضيع الهدف الحقيقي الذي جاء من أجله الإسلام ، وهو إقامة العدل { ليقوم الناس بالقسط } .
    هل نحن بحاجة إلى أنْ نتعبد ببغض فلان وحبّ فلان ونحن ـ المسلمين ـ عاجزون عن صناعة إبرة ..!!
    مودتي واحترامي .

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 623
    المواضيع : 248
    الردود : 623
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    *********

    أخى الفاضل : يحيى سليمان

    يقول سبحانه وتعالى : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

    فلا يجوز القدح فيمن سبقنا من المؤمنين .. ( لايجوز إلا الإستغفار لنا ولهم )

    *****
    وللبيان عن سيدنا معاوية بن أبى سفيان وابنه يزيد رضى الله عنهما :

    الخليفة معاوية بن أبى سفيان : هو أول خليفة من خلفاء بنى أمية كان عادلاً حكيماً غازياً شجاعاً .
    تولى خلافة المسلمين عام 41 هجرية وهذا العام كان يسمى بعام الجماعة أرسى فيه كيان الدولة وتوحيد كلمة المسلمين .
    وأحكم قبضته على البلاد والأمصار بحزم وقوة . واتخذ من دمشق عاصمة ومقراً للخلافة .
    أكمل الفتوحات الإسلامية للخلفاء الراشدين وقاد أول أسطول بحرى عرفه التاريخ
    وقام بإرسال أبو أيوب الأنصارى وإبنه يزيد تحت قيادة فضالة بن عبيد الأنصارى لضرب الحصار على الإمبراطورية الرومانية
    فى معقلها القسطنطينية براً بحراً استعداداً وتمهيداً لفتحها تأسياً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ....

    الخليفة يزيد بن معاوية بن أبى سفيان : سار على نهج أبيه وواصل الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً .
    أرسل مسلم بن زياد : لفتح سجستان وسمرقند .
    وأرسل عقبة بن نافع : لفتح شمال أفريقيا فواصل عقبة فتوحاته فى سهل تونس وبنزرت والقيروان ومراكش حتى انتهى إلى
    أقاصى بلاد الزاب وبلاد السوس وبلغ المحيط الإطلنطى وعند مصب النهر قال :
    ( اللهم فاشهد لولا هذا البحر لمضيت مجاهداً فى سبيلك أقاتل من كفر بك ) .

    حدثت فى عهده واقعة كربلاء التى استشهد فيها سيدنا الحسين رضى الله عنه . وفى ذلك يقول ابن خلدون فى مقدمته :

    ( لم يكن يزيد بن معاوية كما تصوره لنا الروايات التاريخية وكما يصفه لنا الوضاعون من الطعن والتشويه وماأثبتوه عنه من الأكاذيب والأضاليل
    ومن الجور والفسق فلقد بُويع يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين وقام بمبايعته مَن هم أهل الحل والعقد من الصحابة وهم رضى الله عنهم ليسوا ممن
    يأخذهم فى الحق هوادة فكلهم أجلّ من ذلك وعدالتهم مانعة منه فلا يجوز لأحد التطاول عليه وسبه أو لعنه ولا يجوز تأثيم من اتبع أو لم يتبع الحسين
    فكل شهيد مثاب وكل على حق واجتهاد فى رفع راية دين الله ولاينكر على أحد منهم ماذهب إليه ) .

    **************
    أخى : يحيى :

    يقول عز وجل : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

    عملنا نحن هو ما سوف نُسأل عنه

    **************

    ولكم تحياتى وخالص دعواتى

المواضيع المتشابهه

  1. حول شعار الإسلام هو الحل
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-10-2012, 09:17 PM
  2. معنى الديمقراطية وحكم الإسلام فيها
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-01-2012, 11:47 AM
  3. صباح الخير (59)عيد بأي حال جئت ياعيد...
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-10-2008, 09:20 AM
  4. ( بأي عينٍ تراها ؟ ) المقالة الثالثة في الحب
    بواسطة مأمون المغازي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 29-09-2007, 09:51 AM
  5. عُدت من جديد بأي حال عدت ؟
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 25-03-2006, 01:24 AM