هُم لا بلادَ لهُم لكي يتشرّدوا
حُزنانِ يبتسمانِ؛ ذاك مؤكّدُ
يتقاسمانِكَ كلَّ يومٍ ثم لا
يتوافقانِ؛ لأنَّ بؤسَكَ سيّدُ
أجّلتَ من تعَبٍ نشيدَكَ موقنًا
أنَّ البكاءَ على مقامِكَ يُنشَدُ
أرأيتَ ما أبقَيتَ، بعضَ تلهّفٍ
ودَمًا يتوقُ لهُ الّذينَ تمرّدوا
هُم يشتهونَكَ منقذًا لكنَّهم
ضلّوا وصوتُ ضلالِهم يتردّدُ
وتفرّقوا هم لم يرَوكَ وهروَلوا
لما قُتِلتَ على دِماكَ توحّدوا
يا أرضُ، ما الإنسانُ، قُبلةُ موعدٍ
أجّلتُها حتّى يحينَ الموعدُ
يا أرضُ ما الأرقامُ، دمعةُ طفلةٍ
تستذكرُ الألعابَ إذ تتنهّدُ
يا أرضُ، صوتُ الموتِ، نالَ إقامةً
لكنّهُ يبكي الّذين استُعبِدوا
إلّا صغيرًا هبَّ يكرهُ مِيتةً
للذّلِّ في حلبٍ وأقسَمَ يصمِدُ
إلّا صغيرًا والكرامةُ كلَّما
ماتت تقومُ بصوتِهِ تتجدّدُ
في الشّامِ، أُنثى الشّامِ تنزفُ مسجدًا
ولكم بكى شرفَ الحرائرِ مسجدُ
في الشّامِ جرحُ كنيسةٍ ينهالُ مِن
عينَيْ مُحمّدَ والصّليبُ مُهدّدُ
في الشّامِ كفُّ اللهِ تنزِفُ مَن لها
أم أنّ نزفَ الياسمينِ مؤبّدُ
حلمٌ من الإسفنجِ يصرخُ بالعروبةِ
ردَّ صوتُ بكائِهِ لا تُوجَدُ
حلمٌ على الحدباءِ يُحمَلُ مَن لهُ
أم يا تُرى هُم أدمنُوا وتعوّدوا
يا شامُ، نادَى اللهُ فيكِ نبيّةً
إنّي ابتعثتُكِ ذي جراحُكِ تشهَدُ
هي وحدَها بالصّبرِ تنهضُ عزّةً
والواقعُ العربيُّ وهمٌ مُقعَدُ
يا شامُ، لو شحّت سواعدُنا أسىً
لا تيأسي، إنْ بعضُ أهلِكِ أبعَدُوا
جفَّ الزّمانُ على يديكِ ولم تزَلْ
خضراءَ منكِ مؤبّدَ الأبدِ اليدُ
والعاشقون؛ سيخلُدونَ لأنَّ مَن
وهَبَ التّرابَ الأصغرَين سيخلُدُ
ووصيّةُ الشّهداءِ، كوني حرّةً
لا تقبلُ الإذلالَ لا تُستعبَدُ
هذا اختصارٌ للهوى الشّاميِّ يا
أحبابَها، ودروبُها تتعبّدُ
ماتوا لأجلِكِ مرّتينِ وبعدُ لم
يجِدوا مكانًا في الحياةِ ليُولدوا