تُعد القضية الفلسطينية واحدة من أهم القضايا العربية في العصر الحديث ، وتشغل هذه القضية تفكير مواطني العالم العربي من المحيط إلى الخليج إلى يومنا هذا .

وما زالت هناك مجموعة من الجهود المبذولة من قِبل قادة العالم العربي ؛ لتخفيف حجم هذه المشكلة على كاهل الشعب الفلسطيني ؛ الذي ذاق مرارات سوء مُعاملة المحتل ؛ عن طريق قتل المدنيين ، واغتصاب النساء ، وترميل الزوجات ، وقتل الأطفال الرُّضع ، والشيوخ الرُّكع ، والبهائم الرُّتع ، بالإضافة إلى الإغارة المستمرة على الأرض والعِرض .

ولقد اتصلت المشكلة الفلسطينية اتصالاً كبيرًا بخفض الروح المعنوية عند العرب ؛ إذ أفقدت هذه المشكلة عددًا كبيرًا من سكان الوطن العربي الثقة في قادة العرب ، والقائمين على اتخاذ القرار ؛ لأن الوضع الاستعماري ما زال مستمرًا ، وحجم القضية ما زال يزداد ألمه مع مرور الزمن ، وعبور الأيام .

وكان لتيودور هرتزل المتوفى عام ألف وتسعمائة وأربعة من الميلاد دور كبير في تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ؛ وهو كاتب يهودي نمساوي له كتاب تحت عنوان ( الدولة اليهودية ) .

ولقد أسهم وعد بلفور في الثاني من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر من الميلاد في وضع إحدى الأسس القوية لقيام تجمع يهودي من جميع دول العالم في فلسطين ؛ حيث قال أرثر جيمس بلفور – وزير الخارجية البريطاني – " إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ؛ على أن يُفهم جليـًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع به الطوائف غير اليهودية المُقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى " .

ولقد أُطلق على هذا الوعد البريطاني الجائر " وعد من لا يملك لمن لا يستحق " في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، ولقد تمت الأعمال التي من شأنها أن تنتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المُقيمة في فلسطين منذ سنين إلى اليوم ؛ بعد هجرة اليهود إلى فلسطين ، وتملك الأراضي الفلسطينية بالمال ثم القوة ، والعمل على تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى دول أخرى ؛ لممارسة سياسة التوسع بعد زيادة أعداد المهاجرين اليهود الجدد إلى إسرائيل .

وهناك فارق كبير بين لفظة الإسرائيليّ ، ولفظة اليهوديّ ، ولفظة الصهيونيّ ؛ إذ تُنسب اللفظة الأولى إلى إسرائيل المذكور في القرآن الكريم ؛ وهو يعقوب ، عليه السلام ، وتُنسب اللفظة الثانية إلى يهوذا بن يعقوب ، وتُنسب اللفظة الثالثة إلى جبل صهيون في فلسطين ، ولقد اختار الكيان الصهيوني لنفسه أن يندرج اسمه تحت مُسمى إسرائيل ، واختار لنفسه نجمة داود ؛ كي تُوضع على الراية الخاصة به ، ويعتقد في نفسه أنه شعب الله المختار ، وغيره يقع دونه في المكانة والمنزلة .

وهناك فارق كبير بين التوراة ، والتلمود ، وبروتوكولات حُكماء صهيون ؛ إذ إن التوراة كتاب سماوي من عند الله أُنزل على موسى ، عليه السلام ، وأما التلمود ؛ فهو من صنع كهنة اليهود ، وأما البروتوكولات فمن صنع الصهاينة الذين يُنسبون إلى جبل صهيون السابق ذكره .

ولقد اهتمت بعض قوى الغرب العُظمى بتوطيد دولة إسرائيل ، وترسيخ كيانها في المنطقة العربية ، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية ؛ التي تـُعد الأم الحانية لإسرائيل .

ويبدو أن قوة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تتصل بالناحية الاقتصادية في المقام الأول ؛ لأن سياسة المنفعة بالنسبة لهما هي التي تمثل حجر الأساس في العلاقة الحميمة بينهما ، وخاصة في تجارتي الذهب والسلاح ، وغيرهما من مصادر الثروة .

وعلى العرب أن يتعاونوا تعاونـًا حقيقيـًا قائمـًا على الوحدة والتكامل مع جميع الدول العربية في الناحية الاقتصادية ؛ عن طريق تقليل التعامل بعملة الدولار في التبادل التجاري ، وإنشاء عملتين عربيتين مشتركتين مع جميع الدول العربية كالدينار والدرهم ؛ لذكرهما في القرآن الكريم ، ولعل الاتحاد الأوربي قد فطن إلى أهمية تنوع ميزان القوى ، وخاصة في الناحية الاقتصادية عندما اتخذ لنفسه عملة اليورو ؛ لتكون عملة الاتحاد .

ولقد زادت مشكلة الشعب الفلسطيني بشكل خاص ، والأمة الإسلامية بوجه عام بسبب الانتهاكات الواقعة على المسجد الأقصى الذي يُعد أولى القبلتين ، وثالث الحرمين عند المسلمين ؛ حيث زادت أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى ؛ الذي ذكره الله في القرآن الكريم ؛ حين قال ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... )... وإذا تأملنا النص القرآني الكريم فسوف نجد أن الله – تعالى – لم يقل ( الذي باركنا تحته ) ، وإنما قال ( الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) ... وصدق الله العظيم ؛ فلقد كثر الحفر تحت المسجد الأقصى ؛ وإن المنطقة المحيطة بالمسجد لمن أكثر المناطق بركة في النفط واللؤلؤ والمعادن وعدد السكان ... ولقد أصبح المسجد الأقصى في حاجة إلى مواضع البركة حوله .

مـــُــــــرَاد مــُـــــــصـْـــــلـِـــ ـح نـــَــصـــَّـار .
مــِـــــــــــــــــــــ صْـــــــــــــــــــــــ ــــر .