الدليل القلبي والدليل العقلي

الدليل القلبي والدليل العقلي


سعد عطية الساعدي


ما صحة قول الناس ( القلب دليل / أو قلبي دليلي ) وأيهما يؤخذ دليل القلب أم دليل العقل فما الفرق بينهما في الاعتبار وما خصيصة كل منهما -

لغرض بيان حقيقة بالفرز والتعين نقول :

أولا : الدليل القلبي

هو دليل عاطفي بحس وجداني فيما يشغل النفس ومركز التوجس والحس العاطفي الوجداني القلب بالظن لحدوث شيء أو لفهم أمر ما وقد يصيب بقدر ما ما دام هو مبنيا على العاطفة والوجدان دون حقيقة حاصلة في االواقع المعاش فعلا - وهذا الدليل يتساوى فيه العالم والجاهل



ثانيا : الدليل العقلي

وهو دليل مصاديق التصورات والظنون الذهنية والوقائع الحقائقية أي كانت فعلية أو مسائلية عقلية وهو دليل البحث والدرس والتحقيق والأستنباط والاستقراء وكل ما يوصل الى الحقيقة وبه يستحصل على العلم والمعرفة بكل مسمياتهما وتخصصاتهما - وهو الدليل الذي لا يتساوى فيه العالم والجاهل

كل قضية ليس عليها دليل عقلي يجب علينا أن نتوقف عن تصديقها ما لم يكن عليها دليلا عقليا.

الأستاذ : سعد عطيّة الساعدي
سلام الله عليك وأمّا بعد :


اضافة لمّا تفضلت به أخي الكريم ، يعد موضوع الدليل القلبي و الدليل العقلي في مجالات معرفيّة عدّة لا يسعني الآن استجمالها جميعا.
وسأرد ببعض الأمثلة علّ تصوبنا أو ما زالت الابل عند المورد :
القلب و العقل ،هذا الأخير المعروف دون بداية تعلم ، لا يمكن وصفه بالعضو فالأعضاء الأخرى تحت سيطرته و يؤخد منها و تعيش ،
أيمكن أن نقول "جهاز " أرى السهم اليه قليل وتوصيف مادي نالت منه الحضارة الحاليّة فهو الرأس وان به الهمة للانسان متاحة،
ترى أخي الكريم ، لا نجد كلمة طيبة في تحديد شيء بين أيدينا وهو المسير لجميع الوظائف في الجسم فلا تقسيم فنلج مجالاته الّتي بعده ولدت.

العقل بحيازةٍ النعمة الكبيرة من الله سبحانه وتعالى للتعايش في هذا العالم المادي و المعنوي و التغير بخطوات شمس وقليلا عقبها فيه
التذكر و التحصيل لما يفيذ الانسان شاغلته وهي الدنيا بكلّ تلوناتها كل يوم و كل عصر وكلّ طبيعة فانسان بالأخضر ليس بنفس الزاد و
من بصحراء ومن بجبال ومن بماء طاف أو بمعتبر ، قلت حيازةً فهو يحوز ويبلور ما يحوز ويستنطق ويحتفظ بمداخله ما مكتوب له باعازٍ
ربّما من محيطاته المذكورة أو لغاية في نفس يعقوب ... الناقص الوحيد فيه النوم مثلا فبناؤه عضويّ ماديّ يحتاج الراحة و الاسترجاع.

في مجال بحث ما أو استقراء ما ، تحته عقول، يجدد هذا العقل استدراكاته و تحصيلاته لتوقع حلٍ أو تفسيرٍ لما ألمّ به في ظرفٍ ما أو محدد
سميّ هذا التواجه علما وهو في الحقيقة عاقبة بها ما استدرج نحوها وفي الغالب نافعة له تحت هذه الشمس دومَا ، أعدتها ليتبين حدوده كذلك.

"العقل باختصار ، والدليل امكانية وجوده في حال ما ، الجزء الرئيسي الذي به الانسان وحدود مرئية و محسوسة ، ظنّي ، مجملة".

وقد حاولنا اعطاء نظرة معروفة للعموم و بعض الـخاص لذاك المتحكم في الذات وله هذا الجسم علبة لتموجه و تقدمه في زمن له مختار
وأقول مختار لأنّ المتتبع لسطوة العلوم ليدرك أنّ ايعازات ودَفعات و أسهم دلت العلماء لما تحصلوا ووصلوا اليه وكذلك الحاجة .

أمّا القلب وهو عضو فاعل في جسم الانسان ، عدا ضخه الدم ، يعبر عنه كذلك كمفردة لما يجول خاطر الانسان و فؤاده ، لن نفصل
في الأمر وكلّ مدارس الحياة توصف ذاك التأمل في عقبة ما بما رأته حسب محيطاتها و مجتمعاتها ... ونختصر فيما أشرت به الدليل.

هذا الأخير ذكرًا ، الأول تنصيبا ، وحتّى قبل وجود العقل ، لابد عالمه أكبر بحدسنا للتأويل الذي ناله فترة الـخَلق ، يتودد في سير الانسان
و النسيان ترات باشارت قبليّة للعقل في تصفح متاح مار فاجأه أو عرض لتحصيل ، اعذرني أخي الكريم فلغة هكذا نحن و ولاجات عقبٍ،
قلت وسمعك الأجلّ ، هذه المضخة وكأنّها اضافة لما تبلي دما بعروق كذلك تضخ أفكارًا بفضاء وهذا وصلنا حسبي لما تفضلت وشاركتنا به.

" الدليل القلبي يمكن التقرب منه و أنّه سهام داخلية تطفو مرء العقل في مواكبة ما ، علما تسمى حدسا وفلسفة ".

أرجوا أن لا أكون أزعجت ذهنك أخي الكريم سعد عطيّة الساعدي.