الشجر المر
ديواني الثاني
#الشجر_المريحيى سليمان
بائية الإنكار في البلد المستعار
بلادٌ على جُرْفٍ وشعبٌ مغيبُ
ومازلتَ تُطْرِي في رُؤاك وتُطْنِبُ
..
وَتُجْزِلُ فِي شُكْرِ الملوكِ وَتَدَّعِي
بأنك ما بينَ الأعَاجِمِ مُعْرَبُ
..
تَبدَّلتِ الأيامُ والدَّهرُ واحِدٌ
وبُدِلَتِ الأسْمَاءُ لا كَيْفَ تُكتَبُ
..
أقعرُ وجْهِي كي أرَى مَنْ أبثُّه
تبارِيحَ قلبي وهو جُرْحٌ يُقلَّبُ
..
يغادِرُني منْ كان فِيَّ مُغادرًا
ويمكثُ مثلي في الخفَايا مُجرِّبُ
..
أقولُ لجارٍ لي إلام سنختبي
يقولُ وراءَ الشمسِ يوجدُ عَقْربُ
..
نراسلُ فيه الميتين لعلهم
يظنون أن الحالَ من بعدُ أطيبُ
..
على كل حالٍ لم نزلْ بسعادةٍ
نراقب أسعارَ "الدولارِ" ونحْسِبُ
..
نصدِّق أخبارَ الإذاعاتِ كلهَّا
ولا نخبرُ الجدرانَ حينَ نُكذِّبُ
..
وندْعُو بخيرٍ للوُلاة جَميعِهِم
أولى الأمرِ إذ هُمْ للسَّماواتِ أقْرَبُ
..
ونقرأ قول الله "يهلكَ قريةً"
لذلك نمشي في الجدار ونَرقبُ
..
أكانَ لنَا أنْ نُشعَلَ الصَّوتَ والصَّدَى
وهل كانَ من تلكَ الجسارةِ مهرَبُ
..
أنام وما لي في جفونِي شواردٌ
وقد كنت في فهم الخليل أُجَرِّبُ
..
وأكملُ في كافور مدحي وبهجتي
بمصر التي لا قاصدٌ يتغربُ
..
أنام وأنسى ما يكونُ من الورى
وليس يضيرُ الناسَ إذ أتدرَّبُ
..
على ألف عامٍ والمجازاتُ بيننا
ومن ألفٍ عامٍ والمجازاتُ تكذِبُ
..
ومازلتُ بين العارفينَ شويعرًا
فقولي لهم طفلٌ بحرفِهِ يلعبُ