قرةُ العينِ قد بدا ان تناما
فهنا البغيُ يا بُنيَ تَنامى
قرةُ العينِ نِمْ فنومُك خيرٌ
من بقاءٍ أراكَ فيه مُضاما
قرةُ العينِ نِمْ سلاماُ فإنا
قد وأدنَا مع الركامِ السلاما
كمْ تمنّيتُ يا بُيني طويلاً
نغمةَ الروحِ حين تنطقُ "ماما"
كم تمنى أبوك مثلي اشتياقاً
لفظَ "بابا" وأن تُجيدَ الكلاما
كم تمنيت حين تلعب حولي
بسرور و قد بلغت الفطاما
كم تمنيتُ أن أرى حينَ تخطو
حين تعدو جذالة وابتساما
كم تمنيتُ يا بُني بلوغاً
يُبهجُ القلبَ طلعةً و قواما
كم تمنيتُ ان تكونُ وجيهاً
يجمعُ الناسَ حوله و إماما
كم صباحٍ يمرُ فيكَ جميلٍ
كم مساءٍ إلى الجمال ترامى
كنتَ حُلماً أعيشُهُ بحنينٍ
حين كانت حياتنا أحلاما
قرةُ العين لا تلمني إذا لم
أبكِ يوماً تحسراً و هُياما
نحنُ قومٌ على الجراح سمونا
و مضينا حياتنا إقداما
قد خُلقنا أعزةً وكراماً
وسنبقى أعزةً و كراما
ليس فينا مذلةُ و هوانا
لظلومٍ ولا نهابُ الحِماما
قد ألفنا صدى الرجومِ طبولاً
والرصاصاتُ أصبحت أنغاما
لن ترى قبلُ في القلوب انكسارا
أو ترى بعدُ في النفوس إنهزاما
تعرفُ البأس في عيون الثكالى
وترى العزمَ في قلوبِ اليتامى
فإذا الكفرُ زاد حقداً و بغيا
سوف نزدادُ بالعظيم اعتصاما
ليس فينا مؤمل من لئيمٍ
مد عونٍ وقد عرفنا اللئاما
أوجهُ البغي تملؤ الأرضَ قبحا
حين تُخفي العداءَ و الإجراما
كلُّهم جاءَ معولٌ في يديه
باطنُ الحرص يهدمُ الإسلاما
هل " لبوتينَ " غايةٌ غيرَ هذا
مثلما جاء قبلهُ " أوباما "
كيف أبقوا على العراقِ دمارا
وهنا اليوم قد ارادوا الشاما
ومن الخزي ردةٌ قد تجلت
في رؤوسٍ تُؤلِّهُ الأصناما
تدفعُ الناسَ للتمرد دفعا
حينَ مالت إلى اليهودِ سلاما
ومن العارِ أن يُميّعَ جيلٌ
بعدَ جيلٍ و جعلهم أقزاما
حينَ يَبني لنا العدو جيوشاً
نحن نبني قطيعةً وخصاماً
كلما لاح في السماءِ بريقٌ
يرأبِ الصدعَ صدّعوهُ اتهاما
ناصبوهُ عن العدو عداءاً
واستباحوه بيضةً و سِناما
قرةُ العينِ نم قريرا فلسنا
بعدكَ اليوم يا بُني عقاما
سترى الأرضَ حين تعدو المنايا
كالأعاصيرِ قد غدتْ أرحاما