في البدء كانت أنثى

قيل في الإنجيل : في البدء كانت الكلمة
والكلمة أنثى
حتى لو أنكرها البعض في وطني
تبقى تاء التأنيث بها ملتصقة
لكن ...
ما بال رجال بلادي
يرون الأنثى دوما في مؤخرة العالم
لا تصلح إلا ....
أن تكون شريكة سرير
أو طاهية
وإن فجرت
أصبحت عاملة مقهى .....


في البدء كانت الأنثى
كانت كلمة
فصارت أملاً
حباً
وأماً

فما بال رجال بلادي جعلوا منها ... دمعة

في البدء لم يكن شيء يذكر
لكنها جاءت في بدء البدء
وقبل كل شيء
فصار بعدها كل شيء

في البدء أنثى كانت
ولم يكن قبلها مذكر يذكر
فلما نصر بكل هذا التكبر
أن نجعل منها دوماً نصف الشيء في كل شيء

حين كانت في البدء
لم نكن
لكن بعد أن كنا
صرنا في حياتها كل شيء

السبب في كل شيء
آلم
أمل
برد
ودفئ
حزن
وفرح
صوت
وصمت

وبعد ذلك كله
نراها لا شيء

ونسمع صوت الأنثى في بوحها تقول :
أنت السبب .. دائما...
أحيانا سبب فرحتي ..
وأحيانا سبب قلقي..
وأحيانا سبب غضبي...
وأحيانا السبب في وجودي