♧♧عشِقْنــا اللَّيْــلَ♧♧
عَشِقْنــا اللَّيــلَ لكــنَّ طيْــفَ النهــارِ مُتوَهِّــجٌ فــي الذاكــرة، وسامَرنــا الذكريــات لكنَّهــا ترتادُنــا أيضــا بِحُلْوِهــا ومُرِّهــا عنــدَ مشــارفِ الصبــاح..
فالشمــسُ والقمــرُ والنُّجــومُ كلُّهــا تظهــرُ وتغيــبُ باستمــرار، نفتقــدُ ضياءَهــا دائمــا لفــترةٍ فنشتاقُهــا، ونُدمِــن انتظارَهــا عنْــدَ الغيــاب، وبِنبْــضِ الحنيــنِ أو بذبيــبِ الإستغــراب عند البــزوغ أو الأُفــول نرانــا بحِسِّهــا نُصــاب، كما الذكريــات لهــا نبضيــن فــي النفــس والقلــبِ..
فالذِّكْريــات قد يكــونُ لهــا جــرَسٌ مؤلــمٌ عند حنايــا الصَّــدر، نتحاشــى سماعَــه لنجعلَــه محطَّــةَ تعليــمٍ وتنسيــم لأرواحِنــا، وهذا يتمثَّــلُ في النِّصْــفِ المظلِــم منَ القمــرِ وحــرارة الشمــسِ.. أو قــد يكــونُ أثــرا جميــلاً يبخِّــرُ عنــا ملامِــحَ الملــل، ويُجــدِّد فــي حياتِنــا نسائِــمَ الأمــل، يــزرع فينــا الحــبَّ والفــرحَ، ويولِّــدُ فينــا إقبــالاً وطُموحــاً مــن أجــلِ الأرقــى والأنقــى والأحلــى.. وبذلــك يتمثَّــلُ الضِّيــاءُ فــي نجــومِ السمــاءِ وبــدرِها وفي دفء صبْحهــا وانقِشــاعِ ليْلِهــا..
وهكــذا أنتــم دائمــا أيهــا الأصدقــاء، تعوَّدنــا عليكــم تظهــرون وتغيبــون، لنُدمِــنَ نحــن انتظــارَكم.. فحيــن تُطِلُّــون تنتعــشُ الــروحُ بِإطلالَتِكــم، ويسعــدُ القلــبُ بإشراقتِكــم، وحيــن تغيبــون يغيــبُ النُّــورُ ولا يرجــعُ إلا حين ترجعــون..
فحبُّكــم يظــلُّ حاضــراً منيــراً ظاهراً أو مستَتِــراً كمــلاك الرحمــةِ، يرانــا ولا نــراه، يغشانــا ولا نغشــاه، يؤْنِــسُ وَحْدَتَنــا، يُلَطِّــفُ أجواءَنــا بنــداه، راســخٌ وثابــتٌ فــي القلــبِ لا يغيــب أبــدا..
فوجودُكم نــار..
وغيابُكم نــار..
ونحــن بيــن الناريــن نتوهَّــج..
#صباح تفالي