أقتل الأقدام رحيلا
في فضاء رحابتي
طير في بوح السماء
موطئ سفينتي ذكري
في امتداد الخلاء
في داخلي اغتراب
ابحث علي شطان
شط خلعت فيه ملابسي
وشط مرساي لأقتل فيه هواجسي
بحري أعزر يتيم السواحل
أمتعتي طي حقائبي
لا بأمتعة المسافر
الجراح ينزف منها الصديد
وزيف الشروق يميت
الظلمة التي لا تغادر مدى
والفجر مغتال في الأفق البعيد
والقيد علي المعصم لم يصدأ
أرض بلا عشب
والسماء صامت عن الغيث
كل الذي مضي ؟
الناس في جدب
الورد لا يزهر بالشوك
أحمل علي أكتافي أكفان الموتى
وقد كنت أحمل باقات الزهور
في رحب الفضاء المكدس بالسموم
أسماء الورد لا تنسي ، لا تراها العين
لا أدري غير ما قلت
أخشي أن يكون هو التهاوي
أو السقوط من صندوق الدنيا في الجب
وهن العين في المدى
والصمت لا يكترث لضب
يحدثني ،يرغي ، يزبد
أهيم كي أللم الفاقد مني في الطريق
لا جدوى ، المفقودون يغطيهم التراب
شيء غامض في صندوق الدنيا
يمزق صدري ، يرعش لبي
تطبق الأسنان علي شفتي
والريشة ترسم صورة
وجه الناس ووجهي
هنا تختفي كل الابتسامات
وما كنت أجزئها
النسيم اليوم كاذب
والورد يسكنه الظمأ
والقول هزيل الأسلوب
يا ذا الحسرة علي تلك الأمة
يا ذا الحسرة من تلك الغمة
يا ذا العين كفي خريراً
ويا ذا الرحب الشاسع أدني
أجمع أطراف السماء لعيني
بدى أقطع سفري
أعود من رحالي
أوطن قدمي
وأشاهد وجه أمي وهي تضحك
أقف علي شاطئ
أقلع هذا الثوب الذي بلي فوق الجسد
كفاك أيتها الأقدام سيرا
كفاك رحيلاً
فقد ضمر جسدي
أين محطة الوصول ؟
أين قطار الرجوع ؟
كل المحطات لا تعرفني
أني المسافر بلا زاد
في غربة الفضاء المدخن
هم ، مر ، غربة ، ألم ، فزع
تيه بعد التيه .
اليأس يجول بكل أوصالي
بربك أقدامي توقفي
اغتسلي أيتها الروح وعودي
لم أسبح في هذا فضول
قد أدركتني النهاية
بقلمي @ سيد يوسف مرسي