(أمسِكُ النَّارَ كي أضيءَ )

(أمسِكُ النَّارَ كي أضيءَ )
_
لا تَلُومِينِي ما أَرَى الأحْمَرَ القَانِي عَلَى بَابِهَا يشدُّ الرِّكابَا
لا تَلُومِي وفِي دَمِــي نَدْبَةُ القَلْبِ وَحُلْمٌ فلم أجـــدْ أبوابا
ما تفجَّرْتُ غُرْبَـةً وحنيـــنا \\ لبلاد تغمدتــــني اغتـــــرابا
لا تلوميــــني فَتحُنا دَمَويٌ كانْتِحَــــــارٍ يُؤجِّلُ الأسبابَا
لا تلومينِي سائِرًا صَوْبَ مَوتِي في القِيامَاتِ نُنْكِرُ الأنْسَابَا
لُمْ أقُلْ أَنْ سُتنكِريْهِ صَبِــــيًّا ثمَّ هَا أنْتِ تَذْبَحِـــــــينَ الشَّبابَا
دمُهُمْ نَاصِعُ البَيَـــاضِ فَأنَّي تُوردِينَ الجُنودَ مِنهُ شـــرابَــــا
قَسَمَتْ مِنْ ظَهْرِ البَعِيْرِ التِّجَارَاتُ الذِي مَا اسْتَطَاعَ مِنْهُ انْتِصَابَا
وأدَارَتْهُ فِي السَّواقِي كَثـــَــــــوْرٍ ، كَحِمَارٍ يُدورُ أو يَتَغَــــابَى
وأرَادتْه أنْ يموتَ رخيْــــصًا وأبَى أنْ يمــــوتَ إلا مُهَــــابَا
قَالَتْ الأُمُّ لابْنِــــهَا كُنْ كَمَا شِئتَ ومَا شِئْتَ لا تَكُـــــــنْ كَذَّابَا
فلماذَا تُصْدِّرينَ لنَــــــا فِي كُلِّ يَومٍ مـؤدلِجًا مُسْتَتَابَـــا
إنْ تَكُنْ سُلْطَةَ السِّياطِ فَأولى بظُهورِ الرِّجَالِ ألا تَهَابَا
أنْتَ مَازِلتَ حَاكِمًا عَبْقريًّا عَسكَـــــــرِيًّا مٌؤلَّهًا وَمُجَابَا
أنت من بيننا وبينك سورٌ \\ لم يزل يَستُرُ الحَواشِي الكِلابَا
أنْتَ مَنْ تَدَّعِي بَأنَّكَ حرٌ \\ فِي اخْتِيَارِ المَصِيرِ ماذا أصَابَا
قل أخافُ القَوَى ثلاثين عاما \\ أيُّ عارٍ في أن تخافَ الذئابَا ..!!
قلْ هي الدولةُ التي تريد جهازا \\ كامِلا كَي يَذُبَّ عَنْها الذُّبَابَا
قلْ هيَ الدولةُ القليلُ عليْها حَاكِمٌ يَملكُ الرُّؤى والصَّوابَا
قلْ هوَ المَوتُ لا مَفرَّ لِقلْبِي \\ بينَ ندينِ فاجترحتُ الغيابَا
قل هي الوَحْشَةُ التي كُنْتُ أخْفِي \\ منذُ آخيتُهَا خطىً وسَرابَا
أمسِكُ الصوتَ هل تفرينَ مني \\أمسكُ القلب والهوى القلابا
أمْسِكُ الرِّيحَ كَي تَمُرَّ سَلامًا \\ أمسِكُ النَّارَ كي أضيءَ الصِّحَابَا
ودِّعيني كمَا يليقُ بقلبي\\بالعصافيرِ حينَ تنْوِي الذَّهابَا
وَدِّعِينِي بِمَا أَرَى العَيْشَ مُرًّا -بَعْدَ عَيْنَيكِ -وَالحَيَاةَ غلِابَا
ودِّعيني فرُبَّمَا اخْتَرتُ مَوتًا بَعْدَ دَهْرٍ مِنَ السُّؤالِ جَوَابَا
تَعِبَ المُاءُ وَالشَّياطِينُ وَالحُبُّ تَعِبْنَا فَما تَرَكْنَا عَذَابَا
هلْ هوَ الوَقتُ كَي أَشُدَّ القَوافِي فَوقَ قَلْبِي وَأنْ أُسِرَّ العِتَابَا
نَفذ السَّهمُ فِي بَهاءَاتِ ظِلِّي\\فانظُرٍِي للنَّزِيفِ فيمَ أجَابَا..!
فيمَ أخشَى ولا إلهَ لقَلْبي غَيرَ مَنْ كانَ وَحدَه الأربَابَا

يسرني أن أكون أول من يزيح الستار عن هذه القصيدة الشامخة
في زمن أبت الحكومات إلا أ تذل شعوبها إلا القليل منها إن وجد ..
تقديري لنبضك الأبي ولصوتك الحر ، ودمت محلقًا بإبداعاتك .

امر من هنا واسجل اعجابي بانتفاضة الشعر على واقع معاش
عسى ان يبدل الله الحال الى ما هو خير للبلاد والعباد
وتحية لقلمك شاعرنا يحي سليمان

.

إنْ تَكُنْ سُلْطَةَ السِّياطِ فَأولى بظُهورِ الرِّجَالِ ألا تَهَابَا
أنْتَ مَازِلتَ حَاكِمًا عَبْقريًّا عَسكَـــــــرِيًّا مٌؤلَّهًا وَمُجَابَا
قلْ هي الدولةُ التي تريد جهازا \\ كامِلا كَي يَذُبَّ عَنْها الذُّبَابَا
قلْ هيَ الدولةُ القليلُ عليْها حَاكِمٌ يَملكُ الرُّؤى والصَّوابَا
أمسِكُ الصوتَ هل تفرينَ مني \\أمسكُ القلب والهوى القلابا
أمْسِكُ الرِّيحَ كَي تَمُرَّ سَلامًا \\ أمسِكُ النَّارَ كي أضيءَ الصِّحَابَا

ثم روعة الخاتمة

هلْ هوَ الوَقتُ كَي أَشُدَّ القَوافِي فَوقَ قَلْبِي وَأنْ أُسِرَّ العِتَابَا
نَفذ السَّهمُ فِي بَهاءَاتِ ظِلِّي\\فانظُرٍِي للنَّزِيفِ فيمَ أجَابَا..!
فيمَ أخشَى ولا إلهَ لقَلْبي غَيرَ مَنْ كانَ وَحدَه الأربَابَا

هي قصيدة رائعة بما حملت من مضمون كبير ، ولعلها لم تكن أجمل قصائدك شعرا ولي في بعضها بعض رأي ولكنها بحق من أقوى قصائدك، وإني أقيم الرجال في المواقف والذي تفعله أنت هو موقف شاعر حر وقبلها موقف إنسان أبي كريم يقول الحق لا يخشى إلا الله. لله درك كم ازددت رفعة في عيني بعد هذه القصيدة!

للتثبيت تقديرا

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

لُمْ أقُلْ أَنْ سُتنكِريْهِ صَبِــــيًّا = ثمَّ هَا أنْتِ تَذْبَحِـــــــينَ الشَّبابَا
دمُهُمْ نَاصِعُ البَيَـــاضِ فَأنَّي = تُوردِينَ الجُنودَ مِنهُ شـــرابَــــا

السلام عليكم
شعر ينطق عن خلفية فلسفية خاصة بالشاعر .
ممتزج في نبرته المؤلم من التجربة العامة في السياسة والوطن . مع المؤلم من الثورة وفشلها وخيبتها في التجربة الخاصة .
ووراء كل بيت نقرؤه نتوقف لحظات لتدبر المعنى وتأمله ، وكأنه شرط للقراءة قبل المرور إلى البيت التالي. وليس هذا بسبب صعوبة اللغة التعبيرية ، ولكنه بسبب العمق الذي صيغت فيه المعاني.
تحية إعجاب

للأبداع زمــــــانٌ يضيء ، ومكـــــانٌ بدهشةٍ يذهب ويجيء ، وحسبك هنا كنت بهما شراعًا وبيرقًا ، شاعرًا جميلاً وكبيرًا ، لا فض فوك .

لا تلوميهِ يرْفضُ الأنْصابا
........................أعلنَ الرَّفضَ بل تلاهُ كتابا
لا تلوميه بعدَ أنْ أفضى
..................بصَدى الصَّدْرِ واستفاضَ عتابا
أيُّها الحرُّ تملأ النفسَ جَمْراً
.......................... بحروفٍ لَها الأبيُّ أجابا
وأبيْتَ القذى وَكنتَ بَهيّاً
...................مُذْ سَكبتَ النبْضَ اللذيذَ شرابا
فاترَع الكأس نستقي بعضَ رحيقٍ
..................من قفير النحل استُطيبَ فطابا
فأضئْني لأجعلَ النارَ نوراً
.....................يمسَحُ الليلَ أو يُزيلَ ضبابا
في عُيونٍ ترمَّدتْ بغبارٍ
....................أو غزاها الهَوى فمَدَّ سَرابا

الأستاذ يحي سليمان

قصيدة عالية الكعب قوية السبك والمعنى لا يشوبها إلا كسر هذا الشطر:

قلْ هي الدولةُ التي تريد جهازا

تحيتي والتقدير

حين يتدفق الشعر بلغة وبلاغة يوحي بأننا مازلنا نعيش العصر الذهبي للإبداع الشعري العربي,

هنا نرى الشعر المصاغ بيد شاعر فنان وصائغ مجيد , فكانت هذه اللوحات المعبّرة أيّما تعبير ,

وكل بيت فيها قصيدة بحد ذاته.

وأتفق مع الأخ الدكتور عبدالستار فيما أشار إليه.

وأتحفظ على هذا البيت :


هلْ هوَ الوَقتُ كَي أَشُدَّ القَوافِي فَوقَ قَلْبِي وَأنْ أُسِرَّ العِتَابَا

فحكم ( القوافي ) هو النصب مفعولا به ويجب أن تظهر الفتحة على آخره ( القوافيَ )

ويبقى هذا رأيا ليس إلا ...

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

شاعر أنيق أنت
إعجابي