أحدث المشاركات
صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 67

الموضوع: نقد كتاب د.أحمد سالم (فقه العروض) /ثناء صالح

  1. #21
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    يتساءل الأستاذ أحمد سالم في مقدمة كتابه
    ف"هل استجاب علماء العروض بعد الخليل لهذه الدعوة ؟"
    ويجيب عن تساؤله بنفسه
    قائلا:***" يصف لنا أبو الحسن العروضي - المتوفى سنة*342*هجرية - حال علماء العروض بعد الخليل - المتوفى سنة*174*هجرية -* فيقول*:
    ( فإني رأيت جماعة ممن ألف في هذا العلم كتبا , فكل أتى بما ليس فيه مقنع , بل زاد الشيء انغلاقا وصعوبة , ولم يشف غليلا , ولا أوضح سبيلا , ولا فرج كربة ولا غمة , وإنما فضل المتأخر على المتقدم , زيادة في شرح لفظ يستغلق , أو حل شك يلتبس ,* ففتحه بذهنه وكشفه , ورأيت بعضهم لم يزد في نقله على من تقدم شيئا البتة ,غير أنه نقل الشيء من أوله إلى آخره ثم نحله نفسه .)(1)
    ب العروض مع الخليل في مسألة هنا وأخرى هناك , وفي بعض الجزئيات والفروع (2), سواء منهم القريب العهد به كالأخفش*, ومن أتى بعده في العصور المختلفة* كالجوهري*وحازم*القرطاجني*و يرهم , إلا أن أحدا منهم لم يمس القواعد الأساسية التي وضعها الخليل , فساروا جميعا على نهجه, واقتفى كل منهم أثره , ما جعل إسهامهم في التراكم المعرفي عبر تلك العصور يبدو متواضعا إذا ما قورن بعمل الخليل .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
    (1)*************الجامع في العروض والقوافي لأبي الحسن العروضي صـ 33 , تحقيق الدكتور : زهير غازي زاهد* , والأستاذ : هلال ناجي .(2)*************وأحيانا في مسائل يراها البعض هامة كما يقول د. محمد العلمي في مقدمة كتابه العروض والقافية دراسة في التأسيس والاستدراك صـ 7 (أما الجوهري والقرطاجني فإن دراسة عملهما ترجع لمخالفتهما للخليل في أمور مهمة )).

    انتهى الاقتباس .
    لا شك أن ما قدمه الأستاذ أحمد سالم في كتابه هذا يختلف مع منهج الخليل في نظريته الدوائرية في كثير من مناحيه الأساسية.ولا شك أن تأييده ﻷبي الحسن العروضي في أن العروضيين لم يقدموا بعد الخليل الجديد والمختلف إلا في أمور يسيرة خلال الألف عام التالية صحيح إلى حد بعيد.
    غير أننا نعتب على أستاذنا أحمد سالم عدم تنويهه بالمؤلفات العروضية التي بدأت تقدم الجديد والمختلف عن منهج الخليل في علم العروض منذ بدء فترة الحداثة وما تلاها حتى اليوم. فقول الأستاذ أحمد سالم أن أيا من العروضيين (( لم يمس القواعد الأساسية التي وضعها الخليل , فساروا جميعا على نهجه, واقتفى كل منهم أثره , ما جعل إسهامهم في التراكم المعرفي عبر تلك العصور يبدو متواضعا إذا ما قورن بعمل الخليل .)) ينقصه أن يستثني الكتب العروضية التي اعترض مؤلفوها على أسس ثابتة في منهج الخليل . وقد لاحظنا تأثيرها في كتابه " فقه العروض " هذا الذي بين أيدينا .
    فكيف لا ينوه الأستاذ أحمد سالم بما قدمه كتاب ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي " وكيف يغفل عن الإشارة إلى أن مؤلفه د أحمد مستجير قد سبقه إلى افتراض (التفعيلات الجذعية) ؟ فهو أول من افترض التفعيلتين الجذعيتين الثلاثية 222 والرباعية 2222 . اللتين كررهما الأستاذ أحمد سالم تكرارا ولم يبتكرهما ابتكارا.
    كما أن د. أحمد مستجير هو من نادى بتحريك ساكن السبب الخفيف للحصول على السبب الثقيل .وهو ما كرره الأستاذ أحمد سالم مرة أخرى ولم يبتكره.
    والأمر الثالث أن د. أحمد مستجير لم يعتبر الوتد المجموع أصلا بل اعتبره ناتج عن التغيرات التي تطرأ على السبب الخفيف بحذف سبب ساكن السبب الخفيف الأول من سببين خفيفين متجاورين . وهو ما كرر الأستاذ أحمد سالم قوله أيضا.
    و كيف لا ينوه بكتاب الأستاذ سليمان أبوستة "(في نظرية العروض العربي ).الذي سبقه إلى الاعتراض على محاولات الخليل اصطناع الشواهد المناسبة التي تدعم وتؤيد وجود الوتد المفروق كوحدة إيقاعية مستقلة وقائمة بذاتها.
    وكيف تجاهل اعتراض د. عمر خلوف على السبب الثقيل والوتد المفروق قبله
    حيث يقول د. عمر خلوف في كتابه ( كن شاعرا ) ص24منتقدا العروضيين" الغريب أنهم على الرغم من إقرارهم بذلك، فهم يقبلون مقطًعا عروضيًا كالذي يسمونه
    السببالثقيل (// ) والوتد المفروق (/ه/ )! وهي مقاطع وهمية، لأنها تنتهي بمتحرك، فلا يصح
    الوقوف عليها أصلاً. " ؟
    وكيف يتجاهل الإشارة إلى الكثير من المسائل التي يتفق فيها مع الأستاذ خشان في العروض الرقمي والتي سنذكرها في حينها؟
    لا نأخذ بهذه الملاحظات على الأستاذ أحمد سالم كونه تأثر بآراء العديد من العروضيين المعاصرين . فمن الطبيعي أن بستقي الباحثون في أي علم أفكارهم بعضهم من بعض. ﻷننا مقتنعون مثله بأن العلوم تتطور وتنموتراكميا. ولكننا نأخذ عليه أنه يتجاهل في مقدمته هذه الكتب التي ساهمت إلى حد بعيد في تكوين رؤيته الشخصية ومذهبه الخاص في استقراء العروض العربي وتأطير ما اكتشفه أولئك العروضيون مما يرونه (مشكلات) في منهج الخليل .ليكون ذلك دافعا عنده يدفعه لاقتراح منهح جديد لمعالجة تلك (المشكلات) العروضية المترتبة على منهج الخليل والتي أشبعها العروضيون قبله بحثا و تمحيصا واعتراضا . وهي كلها تمس القواعد الأساسية في منهج الخليل

  2. #22
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    بالنسبة للإشارة لدكتور مستجير ولكتابه فقد أوردناها في الصفحة 18 من الكتاب ولم نهملها , وفي نفس الصفحة نسبنا تحريك ساكن السبب الأول من السببين المقرونين لأول من قال به وهو الأخفش , وهذا نص صفحة 18 من الكتاب :

    ************************************************** ****
    الأسباب الخفيفة والتفاعيل الجذعية والتفاعيل الأساسية :

    المادة الأولية التي يتكون منها الإيقاع الموسيقي للشعر العربي هي الحركة ورمزها الخط المائل / والسكون ورمزه الدائرةO , ومن الحركة والسكون تتكون وحدة البناء الأساسية السبب /O ,

    ومن السببين المتجاورين يتشكل الوتد بحذف ساكن السبب الأول,
    /O/O //O
    وذلك على مستوي الوزن كله وليس على مستوى التفعيلة فقط ؛ فحيثما وجدنا حركتين بعدهما ساكن فهو وتد تشكل من سببين متجاورين بحذف ساكن الأول ؛(1)
    وإذا اقترن السببان في تفعيلة واحدة تتكون الفاصلة المترددة بتحريك ساكن السبب الأول , ونرمز (للحركة المترددة) بـ Ø .
    /O/O ← /Ø/O
    ويسمى السبب الذي تحرك ساكنه بالسبب الثقيل .

    يقول الأخفش :( والسبب حرفان الآخرمنهما ساكن , وهو كل موضع يجوز فيه الزحاف , وقد يقرن السببان فيكون فلْ فلْ وهوصدر مستفعلن /O/O//O [ وآخر مفاعيلن //O/O/O ] , وهما السببان المقرونان ؛ويكون السببان مفروقان , سبب في أول الجزء وسبب في أخره مثل فاعلاتن /O//O/O, ويكون السبب المقرون متحرك الثاني فلُ فلْ نحو صدر متفاعلن /Ø/O//O وآخر مفاعلتن //O/Ø/O) (2) .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    (1) فإذا وصل أحدهم لهذا التحليل البسيط ثم حصره على مستوى التفعيلة الخليلية فقط دون الوزن كله حتى أخرج لنا مفعولات كتفعيلة أساسية يستخدمها في وصف الأوزان عاد أسيرا لعروض الخليل وقوانينه بعد أن كاد يتحرر من أغلالها , وهذا ما فعله الدكتور أحمد مستجير في كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي , بل وأضاف تفعيلة خماسية شقيقة لمفعولاتُ هي مفعول ُليزداد الأمر تعقيدا.
    (2) كتاب عروض الأخفش تحقيق سيد البحراوي صـ 44 .


    **************************************
    وبالنسبة لكتاب الأستاذ سليمان أبو ستة فلم أقرأه إلا بعد وضع الكتاب , وقد اتخذ كل منا منهجا مختلفا في تحقيقه , فهو قد ناقش الشواهد العروضية نفسها , أما أنا فقد انتزعت اعتراف الأخفش بوضع المسائل , وكما يقال ( الاعتراف سيد الأدلة )

    وكما قلت أيضا في مقدمة الكتاب صفحة 41 :
    و رغم وضوح وسهولة الأفكار التي نقدمها في هذا الكتاب , إلا أن المهمة كانت مزدوجة وشاقة , حيث نقوم بهدم البناء القديم , واستخدام الصالح من أنقاضه لإعادة البناء الجديد ؛ فالأمر كان أشبه باستخلاص الذهب من المناجم ؛ ففي كل طن من الصخور نجد بضع جرامات من الذهب الخالص.



    وأنتظر ما هو متشابه مع العروض الرقمي ومؤلفه م / خشان خشان , لنذكر أصل كل فكرة مما يبدو متشابها , ونذكر تسلسل كل فكرة عبر الزمن , لنقول من أول من قال بالفكرة , ونتتبعها في مراحل نموها وتطورها , ونوضح الفروق الجوهرية لكل منها ونذكر ما لها وما عليها .


    دمت أستاذتنا الفاضلة في خير وسعادة


  3. #23
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    لماذا يعترض الأستاذ أحمد سالم على منهج الخليل ؟

    كتب الأستاذ أحمد سالم ملاحظاته التالية :

    (( ملاحظات على صيغ البحور في نموذج الخليل :

    بنظرة سريعة إلى أوزان البحور الخمسة عشر كما صاغها الخليل نلاحظ ما يلي :
    (1)خمسة بحور يقول عنها الخليل أنها لم تستعمل إلا مجزوءة ,وهي (المديد, الهزج , المقتضب , المضارع , و المجتث ) .

    (2)بحران يقول عنهما الخليل لم يستعملا إلا تامين , وهما (الطويل , والمنسرح) (1) .

    (3) وأما عن ( الوافر, السريع , والرمل ) فيقول الخليل :

    الوافر لم يستخدم إلا مقطوفا , والسريع لم يأت إلا مكشوفا مطويا أو مكشوفا مخبولا , والرمل لم يأت إلا محذوفا ؛ وكل هذه المصطلحات تعني أن الجزء الأخير نقص منه سبب , فجاء على خمسة أحرف بدلا من سبعة .

    (4) أما المتقارب فيقول الخليل عن مجزوءه أنه لم يأت إلا محذوفا , ويقول عن التام أن الجزء الأخير يجوز فيه الحذف , والواقع الشعري يقول الأكثر أن يأتي محذوفا , وإن جاء تاما يأت على فعولُ المقبوضة وتكون واوه حرف لين(2).

    (5) والبحر البسيط رغم أن الخليل ذكر أنه يأت تاما ومجزوءا, وذكر للمجزوء أربعة أعاريض , فلم يكتب البقاء إلا لوزن المخلع , وأما الأعاريض الثلاثة الأخرى فماتت مبتسرة قبل أن تخرج من العصر الجاهلي ولم تقم لها قائمة بعد(3).

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

    (1) صنف أيضا تحت المنسرح وزنا منهوكا .

    (2) نذكر التفاصيل مع الإحصاء في باب البحر المتقارب .

    (3) بحث بعنوان ظهور واضمحلال مجزوء البسيط للـ د /سليمان أبو ستة .

    (6) لم يبق من بحور الخليل إلا ثلاثة (الرجز, الكامل ,والخفيف) , وهي التي نظم الشعراء على أوزانها تامة سالمة الأجزاء , كما نظموا على مجزوءاتها .

    مع ملاحظة أن عروض الطويل لا تأتي إلا مقبوضة , وعروض البسيط لا تأتي إلا مخبونة , وعروض المنسرح والمقتضب لا تأتي إلا مطوية , ويقول الأخفش أن أصل مستفع لن في الخفيف مفاعلن وأن أصل مفعولات في المنسرح والمقتضب فاعلات .

    (7) ونضيف لما سبق البحور السبعة المهملة التي استخرجها الخليل من دوائره , والتي لم يكتب لأي منها أن يولد لا تاما ولا مجزوءا على مدى أكثر من ألف ومائتي عام بعد الخليل وإلى اليوم , إلا محاولات البعض لنظم عدة أبيات عليها .

    ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البون الشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري

    ولم يعطنا الخليل ولا العروضيون من بعده تفسيرات شافية لما ذكرناه من تلك الملاحظات – وغيرها الكثير لم نذكره - والتي كانت ولا زالت مواضع للخلاف بين العروضيين قديما وحديثا .))
    ؛))
    انتهى الاقتباس .

    إذن ،نفهم الآن أن جزءا من الادعاء الذي يقدمه الأستاذ أحمد سالم في أن منهج الخليل يستحق الهدم، يقوم على حجة واضحة، وهي وجود البون الشاسع بين النظرية والواقع الشعري في منهج الخليل .
    وسنفترض مبدئيا أن الأستاذ أحمد سالم محق في هذه الحجة . وبهذا يحق لنا مطالبته بتقديم نموذج نظري بديل* يتطابق حقا مع الواقع الشعري كي يتفوق على نموذج الخليل الآيل للهدم.
    فأرجو أن نحتفظ بهذا المطلب في أذهاننا إلى حين محاكمة نموذج الأستاذ أحمد سالم .
    ومن جهة ثانية ،علينا أن نقدم بينتنا التي تثبت خطأ الادعاء. وتنقض الحجة الضعيفة المقدمة من الأستاذ أحمد سالم .إذ ليس ثمة مأخذ حقيقي يؤخذ على الخليل في منهجه.
    وليس ثمة أي تناقض بين نظرية الخليل والواقع الشعري .
    بل هناك توافق وتلاؤم بين النظرية والواقع . ودليلنا على هذا الكلام يعرفه الأستاذ أحمد سالم كما يعرفه كل عروضي . وهو ( قوانين الزحافات والعلل )* التي اكتشفها الخليل بنفسه. والتي تفسر وتبرر الفروق الإيقاعية بين النظرية والواقع تفسيرا كاملا شاملا لا يشوبه نقص. وإن وظيفة هذه القوانين هي إحداث التلاؤم التام بين النظرية الخليلية والواقع الشعري .

    ف[COLOR="black"]لماذا لا يعتد الأستاذ أحمد سالم بوظيفة هذه القوانين التي تتلخص بإحداث التوافق والتلاؤم بين النموذج النظري والواقع الشعري ؟ مع العلم أن الواقع الشعري لم يأت ردا على نظرية الخليل ، كي يحتج الأستاذ سالم بأن الواقع كذب النظرية .
    بل إن الواقع الشعري سبق النظرية بأكثر من قرنين، و عندما بدأ الخليل بحثه العلمي بدأه من ملاحظة واستقراء الظاهرة الواقعية لا من الخيال العلمي . وبالتالي فإن ما لا ينبغي لنا تجاهله هو أن الخليل لاحظ تعدد أنماط التغيرات التي تطرأ على الوزن في كل بحر سواء في بدء البيت أو في الحشو أو في منطقتي العروض والضرب في القصيدة نفسها .

    ومن منطق التفكير أن نتوقع أنه حاول البحث عن الشكل النموذجي الأصلي التام الذي يقبل كل تلك التغيرات ويستوعبها مع الحفاظ على شكله الأصلي . ولبس من الصعب على الخليل أن يدرك ذلك الشكل عند ملاحظته أن غالبية الأبيات في القصيدة الواحدة تأتي به.
    إذن ، هل كان على الخليل أن يغض النظر عن وجود الوزن التام ؟ أم كان عليه أن يعتبر أن كل تغير يطرأ على الوزن في القصيدة نفسها يعطي وزنا مستقلا بحيث تصبح القصيدة الواحدة منظومة على عدة أوزان ؟
    طبعا تبدو هذه الأسئلة غير وجيهة وغير منطقية ، ولكنها نتيجة طبيعية للفكرة التي يطرحها الأستاذ سالم عندما يعترض على محاولة الخليل إيجاد الوزن التام لكل بحر .
    وربما يرغب الأستاذ سالم بمناقشة وزن كل بحر على حدة ﻹظهار المفارقة بين الواقع
    [/COLOR] الشعري ونظرية الخليل.
    فلنستعرض إذن ملاحظاته السابقة لنضع يدنا على تلك المفارقة إن وجدت .
    يقول :
    ("1) خمسة بحور يقول عنها الخليل أنها لم تستعمل إلا مجزوءة ,وهي ( المديد , الهزج , المقتضب , المضارع , و المجتث ) .
    "
    أين المفارقة ؟
    إذا كان الخليل يصف ملاحظاته للواقع الشعري فلا تثريب عليه. والتثريب يأتي من عدم مصداقية الخليل في توصيف الواقع الشعري.
    والحقيقة أن هذه البحور قد استعملت مجزوءة مع ندرة النظم على بعضها كالمقتضب والمضارع وربما المجتث .فأما ندرة النظم فيتحكم بها ذوق الشعراء ولا سلطة للخليل عليه.
    يقول أستاذنا :

    " (2)بحران يقول عنهما الخليل لم يستعملا إلا تامين , وهما (الطويل , والمنسرح) (1) ."
    وقد صدق الخليل وأحسن الإحصاء .
    يقول أستاذنا:


    " (3) وأما عن ( الوافر, السريع , والرمل ) فيقول الخليل :

    الوافر لم يستخدم إلا مقطوفا , والسريع لم يأت إلا مكشوفا مطويا أو مكشوفا مخبولا , والرمل لم يأت إلا محذوفا ؛ وكل هذه المصطلحات تعني أن الجزء الأخير نقص منه سبب , فجاء على خمسة أحرف بدلا من سبعة ."
    نعم صحيح. وصدق الخليل في توصيفه لواقع الشعر في هذه البحور .

    (4) أما المتقارب فيقول الخليل عن مجزوءه أنه لم يأت إلا محذوفا , ويقول عن التام أن الجزء الأخير يجوز فيه الحذف , والواقع الشعري يقول الأكثر أن يأتي محذوفا , وإن جاء تاما يأت على فعولُ المقبوضة وتكون واوه حرف لين(2).

    هنا ، مفارقة بين الواقع الشعري وملاحظة الخليل من حيث القيمة الإحصائية فالتقدير الإحصائي لأحد التغيرات عند الخليل لم يتوافق مع القيمة الواقعية له . لكن علينا أن ننتبه إلى أن هذه المفارقة لم تطرأ بين الواقع الشعري والنموذج النظري الخليل. بل هي لم تغادر الواقع الشعري . ﻷن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري . والمسألة محصورة بسوء تقدير القيمة الإحصائية في الواقع الشعري.
    (5) والبحر البسيط رغم أن الخليل ذكر أنه يأت تاما ومجزوءا, وذكر للمجزوء أربعة أعاريض , فلم يكتب البقاء إلا لوزن*المخلع*, وأما الأعاريض الثلاثة الأخرى فماتت مبتسرة قبل أن تخرج من العصر الجاهلي ولم تقم لها قائمة بعد (3) .
    حسنا. أين خطأ الخليل في موت ثلاثة من أربعة من أعاريض مجزوء البسيط؟ وما علاقة النموذج النظري بهذا الموت ؟ وأين المفارقة بين النموذج النظري والواقع الشعري ؟
    هل كان ينبغي على الخليل مثلا أن يتنبأ بموت أعاريض مجزوء البسيط، ولأنه لم يتنبأ فقد ارتكب خطأ ؟ أم كان ينبغي له أن يمتنع عن القول بأن البسيط يأتي مجزوءا ولو على سبيل الممكن. ..؟


    (6) لم يبق من بحور الخليل إلا ثلاثة (الرجز, الكامل ,والخفيف) , وهي التي نظم الشعراء على أوزانها تامة سالمة الأجزاء , كما نظموا على مجزوءاتها .

    مع ملاحظة أن عروض الطويل لا تأتي إلا مقبوضة , وعروض البسيط لا تأتي إلا مخبونة , وعروض المنسرح والمقتضب لا تأتي إلا مطوية , ويقول الأخفش أن أصل مستفع لن في الخفيف مفاعلن وأن أصل مفعولات في المنسرح والمقتضب فاعلات .

    الرجز والكامل والخفيف والبسيط والطويل والمنسرح والوافر والمتقارب والسريع كلها تأتي تامة مع أنواع مختلفة من التغيرات تطرأ على* حشوها وعروضها وضربها . كما قد تأتي مجزوءة باستثناء الطويل والمنسرح. وهذا الواقع الشعري الذي لاحظه الخليل واستقرأه واستنتج منه قوانين الزحافات والعلل ليربط النموذج النظري الأصلي واحتمالات ما قد يطرأ عليه من تغيرات.

    (7) ونضيف لما سبق البحور السبعة المهملة التي استخرجها الخليل من دوائره , والتي لم يكتب لأي منها أن يولد لا تاما ولا مجزوءا على مدى أكثر من ألف ومائتي عام بعد الخليل وإلى اليوم , إلا محاولات البعض لنظم عدة أبيات عليها .

    ليس هناك ما يثبت بان الخليل قد استخرج البحور المهملة . بل إن تسميتها بالبحور (المهملة ) تثبت براءة الخليل من استخراجها.فهي مهملة ﻷن الخليل أهملها .
    وأما القول :

    ((ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البون الشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري ؛))
    إن ما ذكر من ملاحظات لا يعطي إلا دلالة واحدة فقط ؛ وهي أن العروضيون يحاولون تحميل الخليل مسؤولية تنوع أو تطور ذائقة الشعراء في انتحائهم أوزانا معينة بنسبة إحصائية أعلى من غيرها . أو في لجوئهم أصلا إلى إحداث تغيرات طفيفة على الأوزان الأصلية التامة* .
    وأخيرا القول :

    ((ولم يعطنا الخليل ولا العروضيون من بعده تفسيرات شافية لما ذكرناه من تلك الملاحظات – وغيرها الكثير لم نذكره - والتي كانت ولا زالت مواضع*للخلاف بين العروضيين قديما وحديثا .))
    فالرد عليه: أنه لا الخليل ولا العروضيون بعده يمكنهم أن يغيروا ما كان من الواقع الشعري في مسألة إحداث أنواع معينة من التغيرات العروضية التي* طبقها الشعراء* فطريا على أوزان البحور . وحسب الخليل أنه اكتشف العلاقة الرابطة بين كل تغير في الوزن وبين نظام الوزن الأصلي التام .ثم جمع هذه العلاقات الرابطة كلها واستنتج منها قوانين جامعة شاملة يمكن تطبيقها على الأجزاء المتماثلة من أوزان كل البحور . فلا نكاد ننلاحظ تناقضا في شموليتها المذهلة . حتى أن هذه الشمولية الواضحة ألهمت الأستاذ خشان أن يجمع الدوائر الخمسة في نظام بنيوي متكامل في غاية الدقة والتكثيف أطلق عليه اسم ( ساعة البحور ) . ومن أراد استطلاعه مع قراءة العلاقات الرابطة بين الدوائر جميعا عبر خصائص محاور الساعة ( وهي المواضع الثابتة للأوتاد والأسباب في كل دائرة ) التي تتكرر عبر كل الدوائر التي تخترقها سيصاب بالدهشة والذهول بسبب تكرار خصائص تلك المحاور من جهة ، وبسبب فتحها لمجال التنبؤ بما يمكن أو لا يمكن من الزحافات والعلل التي ترتبط بها في الواقع الشعري.
    فنحن نستطيع من معرفة موضع محور كل سبب أو محور كل وتد في ساعة البحور أن نتنبأ باحتمالات زحافاته أو علله في الواقع الشعري .
    وما ذلك إلا لقابلية إظهار تكامل المنظومة الإيقاعية الكاملة للدوائر الخمسة بترتيبها ترتيبا يكشف عن اتساق أنساقها الإيقاعية وانتظامها في تكوين بنيوي ذي هندسة دورانية ( دورية) أقرب إلى منظومات الطبيعة في بنيان الأشجار وأوراقها وأزهارها ، وبنيان نجوم البحر وقنافذه ومحاره، من حيث التطبق.
    و أقرب إلى الترتيب الدوراني لجدول ماندلييف للعناصر الكيميائية من حيث تكرار الخصائص حسب المواقع.
    وما هذا التماثل والانسجام مع المنظومات الطبيعية إلا دليل على وحدة الناموس الإلهي في تكوينه للمنظومات الفطرية الطبيعية .

  4. #24
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    ورد خطأ في قولي "إن ما ذكر من ملاحظات لا يعطي إلا دلالة واحدة فقط ؛ وهي أن العروضيون يحاولون تحميل الخليل مسؤولية تنوع أو تطور ذائقة الشعراء في انتحائهم أوزانا معينة بنسبة إحصائية أعلى من غيرها."
    والصواب : "أن العروضيين يحاولون "

  5. #25
    الصورة الرمزية عصام إبراهيم فقيري مشرف قسم الشعر
    مشرف قسم النثر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 2,089
    المواضيع : 128
    الردود : 2089
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    موضوع جدير بالمتابعة والتأمل

    سأحرص على متابعته باستمرار لأستفيد من علمكم وحواراتكم الجميلة

    شكرا لك أديبتنا القديرة على هذا المجهود الذي يذكر فيشكر

    تحيتي لك أديبتنا ولأديبنا العروضي د. أحمد سالم وللجميع .
    لَا أسكنُ الشِّعـر إنَّ الشِّعـر يَسكُننِي = إنْ أطلقِ الحَرفَ عَادَ الحَرفُ فِي بَدَني

  6. #26
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    ربما يتعجب البعض من قول الأستاذة الفاضلة ثناء :
    (ليس هناك ما يثبت أن الخليل قد استخرج البحور المهملة , بل إن تسميتها بالبحور (المهملة) تثبت براءة الخليل من استخراجها , فهي مهملة لأنالخليل أهملها .)
    والعجب هنا من أمرين :
    الأمر الأول : أن ما يتغنى به الرقميون (ومنهم الأستاذةثناء ) ويعتبرونه دلالة على عبقرية الخليل وذكائه الخارق هو تصميمه لتلك الدوائر واستخراج الأوزان المستعملة والمهملة منها , الآن تعتبره الأستاذة ثناء اتهام يجب تبرئة الخليل منه .

    الأمرالثاني : وهو أكثر عجبا من الأول , هو دليلها وحجتها في نفي التهمة حيث تقرر أن سبب تسميت البحور المهمل بهذا الاسم هو أن الخليل أهملها وليس لأن الشاعر العربي هو من أهملها , وبناء عليه سيكون من باب الفكاهة أن نقول بأن البحور المستعملة سميت بذلك لأن الخليل هو من استعملها وليس الشاعر العربي .

    وسيزول العجب لو ركزنا قليلا في قول الأستاذة ثناء
    (فأرجو أن نحتفظ بهذا المطلب في أذهاننا إلى حين محاكمة نموذج الأستاذ أحمد سالم
    ومنهجه

    ثانية , علينا أن نقدم بيِّناتنا التي تثبت خطأ الادعاء , وتنقض الحجة الضعيفة المقدمة من الأستاذ أحمد سالم .)
    وأنا أقول أن للناقد دور يختلف عن دور المحامي , فإذا تقمص الناقد شخصية المحامي فإن عقله الباطن سيعمل ( بطريقة لا واعية ) ويستخدم نفس لغة وأدوات وأساليب المحاماة , ولا يخفى على أحد مهارات المحامي في طمس ما يستطيع من أدلة الادعاء وقدرته على قلب الحقائق لصالح موكله , والهروب من بعضها , وإنكار البعض الآخر حتى ولو كان ثابتا متواترا عبر القرون الماضية راسخا في وجدان العروضيين متيقن من صحته , كما يملك المحامي من القدرات العقلية ما يمكنه من جر الخصم إلى ساحات مختلفة ليجهده ويشتت القضية ويضيع معالمها .

    وبالطبع أنا لا أستطيع مجاراة الرقميين في نقاش حول علاقة العروض الرقمي وما يزعمه الأستاذ / خشان خشان من اكتشافه لمنهجية وعبقرية العروض الخليلي واندماجهما معا فيما يسميه بـ ( الرقمي الخليلي ) وعلاقة ذلك بالمنظومة الكونية بما تحتويه من :
    عالم البحار وأصدافه وقنافذه ونجومه ,
    عالم النبات وأشجاره وأوراقه وأزهاره ,
    عالم الحشرات ونحله وهندسته في بناء بيوته ,
    علم الرياضيات وأرقامه ومعادلاته ,
    علم الهندسة ومعماره وتصاميمه وأرابيسكه ونقوشه ,
    علم الكيمياء وجدول مندليف وعناصره ,
    وعالم الملك والملكوت وناموسه الإلهي وسننه وقوانينه .

    من لا يعرف العروض الرقمي ربما يظن أن ما ذكرته هو من قبيل السخرية , لكنه بالفعل بعضا مما يزعمه أهل الرقمي وأشارت إليه أستاذتنا الكريمة الفاضلة في نهاية مرافعتها .

    لكنني وإن عجزت عن مجاراتهم فيما سبق إلا أنني سأناقش العروض الخليلي والعروض الرقمي فيما يتعلق بأوزان الشعر العربي وما وصلنا من القصائد عليها .

    ونبدأ بالعروض الخليلي :
    وسنبدأ بتعريف بعض المصطلحات لأننا سنحتاج لكثير من اليقظة , ومزيد من المنطق , وللعديد من البديهيات اللغوية حتى لا نقع فريسة في شراك العقل الباطن ( للناقد المحامي ) .
    تعريف القاعدة : هي حكم كلي ينطبق على جميع الجزئيات , أي الأصل والقانون الضابط .
    وبالطبع لاتوجد قاعدة مثالية مطلقة , فلكل قاعدة ما يشذ عنها ,
    لكن أقل ما يفترض في القاعدة لنسميها بهذا الاسم أن تكون جامعة لعدد من الظواهر موضوع الدراسة أكبر من المستثنى منها , وإلا أصبحت القاعدة هي الاستثناء والاستثناء هو القاعدة .

    والنص المقتبس الذي قدمته الأستاذة ثناء ليس اعتراضا مني على منهج الخليل كما استهلت مرافعتها بقولها : ماذا يعترض الأستاذ أحمد سالم على منهج الخليل ؟)
    , لأن المناهج تخضع للتقييم ولا تخضع للاعتراض
    وتقييم القاعدة يكون بعدد الظواهر المندرجة تحتها مقارنة بعدد الظواهر الشاذة عنها , وكلما زادت المندرجة وقلت الشاذة حازت القاعدة على قبول أكبر , والعكس صحيح , إلى أن يقل عدد الظواهر المندرجة تحت القاعدة عن الشاذة , وهنا ترفض القاعدة ويجب البحث عن قواعد أخرى .

    إذن فالنص المقتبس هو تقييم لقاعدة لم تذكرها الأستاذة ثناء في البداية لكنها بدأت من أول خطوات التقييم ثم ذكرتها في سياق المرافعة ولنا عودة لكل ما قالته .
    ما هي هذه القاعدة الخليلية وما أهميتها لتكون محور الانطلاق لتقييم بناء الخليل النظري استعدادا لهدمه ولإقامة البناء الجديد ؟؟
    القاعدة الخليلية هي : أن أصل البحور التمام مع سلامة الأجزاء ؛ ثم يطرأ عليها التغيير في عدد حروف الأجزاء سماه الزحافات , ونقص في عدد الأجزاء (التفاعيل) سماه الجزء .

    ويندرج تحت هذه القاعدة عدةبنود يعرفها كل عروضي وهي :
    (1) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل السباعية يتكون من ست تفعيلات تامة سالمة الأجزاء , ثلاثة في كل شطر .
    (2) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل الخماسية يتكون من ثمان تفعيلات تامة سالمة الأجزاء , أربعة في كل شطر .
    (3) أصل الأوزان في البحور ذوات التفاعيل السباعية والخماسية يتكون من ثمان تفعيلات , أربعة في كل شطر .
    (4) أن كل البحور قابلة للجزء حتى وإن لم تستعمل إلا تامة , وأن كل البحور قابلة لأن تأتي تامة حتى وإن لم تستعمل إلا مجزوءة .

    ربما يعترض البعض على البند الرابع ويقول أن العروضيين لم يتفقوا جميعا عليه , وأنا أقول لهم ومتى اتفق العروضيون على شيء ؟؟ ثم ما الهدف إذن من القول بأن أصل الوزن كذا ؟ هل هو من قبيل العبث ؟؟!! فعلى سبيل المثال ماذا كان يمنع الخليل من القول أن أصل المجتث هو مستفعلن فاعلاتن وفقط ماذا يريد من زيادة فاعلاتن ثانية هل هي زيادة بلا هدف ؟؟ ثم إنني جئت بفقه العروض لأهدم ما بناه الخليل والعروضيون من بعده فلا فرق عندي إن اتفقوا أو اختلفوا , ولا فرق عندي بين صحة ماينسبونه للخليل من عدمه فأنا أختصمهم جميعا .

    ذكرنا نص القاعدة السابقة (بدون بنودها لأن كل عروضي يعرفها) في الصفحة رقم 9 وبداية النص المقتبس من قبل الأستاذة ثناء يقع في صفحة 14 والصفحات الأربعة التي تفصل بينهما ليس فيها إلا التذكير بالزحافات والعلل وبأوزان البحور الخمسة عشر كما استخرجها الخليل من دوائره , والتي هي موضوع التقييم وإليكم نص الصفحة رقم 9 :
    ***************************
    تصنيف الأوزان إلى البحور ومجزوءاتها :

    صنف الخليل الأوزان التي جمعها إلى خمسة عشر وزنا رئيسيا , سماها البحور التامة , اجتهد في استخلاصها مما جمعه ودرسه من الشعر في عصر الاحتجاج (1), واضعا قاعدة عامة في نموذجه النظري وهي : أن أصل البحور التمام مع سلامة الأجزاء ؛
    ثم يطرأ عليها التغيير في عدد حروف الأجزاء سماه الزحافات , ونقص في عدد الأجزاء (التفاعيل) سماه الجزء .

    وفي محاولة منه لاستنباط الصيغ التامة لأوزان البحور التي لم يجدها مستعملة إلا مجزوءة , عمد الخليل إلى وضع الدوائر العروضية الخمسة , استخرج منها خمسة عشر بحرا تاما سالم الأجزاء ,وسبعة بحور مهملة (لم ينظم عليها العرب شعرا) .

    ثم ألحق كلا من الأوزان الثلاثة والستين - التي استخلصها من أشعار العرب - كأوزان تابعة للصيغ الأصلية المستخرجة من الدوائر.

    ولتقريب النموذج النظري - الأوزان الأصلية المستخرجة من الدوائر - مع الواقع الشعري وضع الخليل "قواعد" للتغييرات التي تطرأ على التفاعيل (قسمت للزحافات والعلل) , كما وضع مفهوم الجزء ليصنف الأوزان المتشابهة معا تحت بحر واحد (2) .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    (1) عصر الاحتجاج يمتد لـحوالي ٣٠٠سنة (١٥٠عاما قبل الإسلام ومثلها بعده) , ويبدأ تقريبا في عصر امرئ القيس , وينتهي بعصرالشعراء الأمويين .
    (2) وضع الخليل والعروضيون من بعده الكثير من المصطلحات لوصف التغييرات التي تحدث سواء في كامل الوزن أو على مستوى التفعيلة , بعضها له وجود في الواقع الشعري, وبعضها مجرد فروض نظرية تولدت بالقياس والتعميم , حتى أصبحت هذه المصطلحات عبئا ثقيلا على علم العروض , زادته تعقيدا حتى نفر منه ليس فقط طلاب العلم بل والكثير من الشعراء أنفسهم , كما يقر بذلك العروضيون
    .

    ***********************
    إذن من الواضح أنني أقيّم مبدئيا أهم قواعد الخليل وهي أصول الأوزان التي استخرجها من الدوائر , ولأني لا أعطي أحكاما مسبقة , فقد أجلت الحكم على تلك القاعدة بعد أن قدمت البنود السبعة مجتمعة ,
    ولأني أناقش علم العروض في أصوله العليا فاكتفيت بالاختصار ولم أتطرق إلى كل التفاصيل , فهذه ليست إلا (عريضة الدعوى) لقبول النظر في القضية , وأما المرافعات والمداولات وتقديم الأدلة التفصيلية وانتظار الحكم النهائي , فكل ذلك مذكور بالتفصيل في أبواب وفصول الكتاب , لذلك لم نطلب حكما نهائيا واكتفينا بقولنا:
    ما ذكرناه من ملاحظات يعطي دلالات أولية على البونالشاسع بين نموذج الخليل النظري والواقع الشعري ؛

    إذن البنود السبعة مجتمعة بما تحتويه لم تكن إلا ( نظرة سريعة ) لتقييم (أولي ) للقاعدة السابقة , يتبعه التفاصيل , فإذا كانت البحور التي تندرج تحتها 3 بحور فقط والتي تشذ عنها 12 بحرا فهل تسمى هذه قاعدة ؟؟!!!! .

    أما ما ذكرته الأستاذة الكريمة ثناء في الرد على كل بند من البنود السبعة فيبدو كمحاولة بائسة من العقل اللا واعي للمحامي الناقد والذي سيطر عليها من أول كلمة في مرافعتها لآخر كلمة ,
    وعلى ما يبدو فإنه محام هاو ٍ متطوع ليس لديه وقت لقراءة أوراق القضية ,فهو يعطيها بعضا من أوقات فراغه , وعلى ما يبدو فقد غرّه اتساع صدر المحكمة وهيئة المحلفين , كما غرّته الفسحة التي أعطاها له صاحب الدعوى , فاستهتر غير مرة في تناول القضية , وظن أن بإمكانه نظر عريضة الدعوى ليلغي القضية في ذهن من لا يعرف الفرق بين المحامي والناقد .

    ولأن هدفي من إطالة القضية هو أن تكون مباراة بين محترفين ليستمتع بمشاهدتها الحضور الكرام وليعرفوا أكثر عن منهج الخليل ومنهج فقه العروض لذلك ترفقت غير مرة وطلبت أن ينضم عدد آخر من المحامين الرقميين وغير الرقميين لأنني أريد هيئة دفاع قوية عن الخليل .
    لكنني لن أسمح بتسطيح القضية وتشويهها لذلك يجب استثارة روح التحدي وإشعال حماسة هذا المحامي الكسول ليبذل قدرا أكبر في البحث ولكي يستعين بمن يستطيع من زملاءه ليقدموا له يد العون , بدلا مما فعله والذي نبينه في التعليقات التالية على كل بند من البنود الستة , ونكتفي بما قلناه في البند السابع ونذكر به مرة أخرى حتى لا ننساه :


    ربمايتعجب البعض من قول الأستاذة الفاضلة ثناء :
    (ليس هناك ما يثبت أن الخليل قد استخرج البحور المهملة , بل إن تسميتها بالبحور (المهملة) تثبت براءة الخليل من استخراجها , فهي مهملة لأنالخليل أهملها .)
    والعجب هنا من أمرين :
    الأمرالأول : أن ما يتغنى به الرقميون (ومنهم الأستاذة ثناء ) ويعتبرونه دلالة على عبقرية الخليل وذكائه الخارق هو تصميمه لتلك الدوائر واستخراج الأوزان المستعملة والمهملة منها , الآن تعتبره الأستاذة ثناء اتهام يجب تبرئة الخليل منه .

    الأمرالثاني : وهو أكثر عجبا من الأول , هو دليلها وحجتها في نفي التهمة حيث تقرر أن سبب تسميت البحور المهمل بهذا الاسم هو أن الخليل أهملها وليس لأن الشاعر العربي هو من أهملها , وبناءعليه سيكون من باب الفكاهة أن نقول بأن البحور المستعملة سميت بذلك لأن الخليل هو من استعملها وليس الشاعر العربي .

    يتبع


  7. #27
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    كيف ظهرت الأسئلة الغير وجيهة والغير منطقية في نقد كتابنا فقه العروض ؟؟
    هذا ما سنعرفه من تناول الأستاذة / ثناء للفقرة المقتبسة عاليه , حيث تقول :

    هل كان على الخليل أن يغض النظر عن وجود الوزن التام ؟؟
    أم كان عليه أن يعتبر أن كل تغير يطرأ على الوزن في القصيدة نفسها يعطي وزنا مستقلا , بحيث تصبح القصيدة الواحدة منظومة على عدة أوزان ؟؟
    طبعا تبدو هذه الأسئلة غير وجيهة وغير منطقية ،ولكنها نتيجة طبيعية للفكرة التي يطرحها الأستاذ سالم عندما يعترض على محاولة الخليل إيجاد الوزن التام لكل بحر .

    هل حقا هذه الأسئلة الغير وجيهة والغير منطقية هي نتيجة طبيعية للفكرة التي طرحتها أنا ؟؟
    الإجابة كلها تكمن في معاني الكلمات المستخدمة في صياغة الأسئلة ,
    فهل تعرف الأستاذة / ثناء الفرق بين الوجود الواقعي و الوجود الافتراضي حين استخدمت كلمة وجود ؟؟
    وهل تعرف أن استنكار المطالبة بــــ غض النظر يكون عن الوجود الحقيقي , وليس عن الوجود الافتراضي ؟؟
    وهل تعرف الأستاذة / ثناء الفرق بين الوزن التام و الوزن الأصلي ؟؟
    وهل تعرف الفرق بين التغير الطارئ و التغير اللازم ؟؟ وهل تطرقت أنا في الفقرة المقتبسة للتغير الطارئ ؟؟


    يجب توضيح عدة أمور , كنت أظنها لا تخفى على أساتذة العروض الرقمي :
    في المنهج الخليلي هناك ثلاث مراحل لوصف وتصنيف الأوزان :
    المرحلة الأولى : يسميها الخليل بــ الوزن الأصلي للبحر وهو صيغة الوزن المستخرج من الدائرة .
    المرحلة الثانية : صيغة أو صيغ أوزان كل بحر في الواقع الشعري وما يتبعه من الأوزان بتنوع أعاريضها وضروبها , وتنتج صيغ الأوزان في المرحلة الثانية من صيغ أوزان المرحلة الأولى بعد دخول التغييرات اللازمة عليها - إن وجدت -, مثل العلل اللازمة والزحافات اللازمة لينتج الوزن التام , كما ينتج منه الوزن المجزوء والمشطور والمنهوك وأعاريض وضروب كل منها .
    المرحلة الثالثة : عبارة عن صيغ أوزان المرحلة الثانية وقد دخلها التغييرات الغير لازمة , مثل الزحافات الغير لازمة والعلل الغير لازمة .

    وفي كل مرحلة من هذه المراحل وقع الخليل في العديد من الأخطاء , بالطبع هذه الأخطاء ليست ناتجة عن عدم وعي الخليل على حقيقة الظواهر العروضية ولكنها نتيجة لنظرياته التي صاغ بها نموذجه النظري , وقد تناولناها بالتفصيل في أبواب ومباحث فقه العروض , لكن الأستاذة ثناء قامت بخلطها معا بشكل عجيب,
    فالنص المقتبس الذي قدمته يتحدث عن الفرق بين أوزان الخليل في المرحلتين الأولى والثانية وبين الواقع الشعري , لكن الأستاذة ثناء أخذتها من سياقها هذا وحولته للمقارنة بين المرحلة الثانية والثالثة , وهو ما ظهر في دفاعها عن فكرة الزحافات الغير لازمة والعلل الغير لازمة , فظهرت تلك الأسئلة التي تصفها بالغير وجيهة والغير منطقية , لكنها ليست بسبب الطرح الذي طرحته أنا .

    كما ظهر ذلك في ردودها على كل بند من البنود الستة الأولى , وربما لا تعرف الأستاذة ثناء حتى الآن أنها كانت تقارن بين الخليل والخليل بين الخليل في صياغاته لأوزان المرحلة الثانية حين يقر بالواقع الشعري وبين الواقع الشعري نفسه الذي أقره الخليل , لذلك فمن المنطقي أن لا تجد فرقا بين الخليل الواقعي وبين الواقع الشعري .

    ولم نتدخل نحن بين الخليل والخليل إلا في مواضع محدودة عندما وجدنا فرقا بين تقدير الخليل للواقع الشعري وبين تقديرنا له , مثل وزن المتقارب التام , ومن المبشر أن الأستاذة ثناء أقرت بالفرق , وقد أسعدني ما قالت في ردها على البند الرابع , حيث قالت :
    هنا ، مفارقة بين الواقع الشعري وملاحظة الخليل من حيث القيمة الإحصائية فالتقدير الإحصائي لأحد التغيرات عند الخليل لم يتوافق مع القيمة الواقعية له
    ولن يقلل من سعادتي بهذه الخطوة المتقدمة محاولتها تلطيف الأمر بقولها :
    لكن علينا أن ننتبه إلى أن هذه المفارقة لم تطرأ بين الواقع الشعري والنموذج النظري للخليل . بل هي لم تغادر الواقع الشعري .ﻷن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري . والمسألة محصورة بسوء تقديرالقيمة الإحصائية في الواقع الشعري .
    ورغم خلطها مرة أخرى بين التغيرات العروضية اللازمة والغير لازمة وخلطها بين أوزان المرحلة الأولى والثانية إلا أن الأمر يستحق التقدير , ونؤجل الحوار حول جملتها التي تقول فيها : لأن التغيرات العروضية لا مكان لها في النموذج النظري لوقت أخر .
    وأبشر الأستاذة ثناء أنها في باب الزحافات والعلل ستجد الكثير من المفارقات بين الواقع الشعري وما قرره الخليل ,
    لكنها ليست ناتجة من سوء تقدير الخليل للقيم الإحصائية في الواقع الشعري , لكنها ناتجة من الإهمال التام للواقع الشعري وإحصائه , وفرض نظريات القياس والتعميم على هذا الواقع .

    يتبع


  8. #28
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام فقيري مشاهدة المشاركة
    موضوع جدير بالمتابعة والتأمل

    سأحرص على متابعته باستمرار لأستفيد من علمكم وحواراتكم الجميلة

    شكرا لك أديبتنا القديرة على هذا المجهود الذي يذكر فيشكر

    تحيتي لك أديبتنا ولأديبنا العروضي د. أحمد سالم وللجميع .
    أهلا ومرحبا بكم أستاذي الشاعر الكبير عصام الفقيري
    تسعدني متابعتكم
    ودمتم بطيب حضوركم

  9. #29
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    يتعجب الأستاذ أحمد سالم من قولي إن البحور المهملة إنما سميت مهملة ﻷن الخليل أهملها .
    وإنني بدروي لأتعجب من تعجبه أشد التعجب .
    إذ أن العروضيين جميعا يعلمون أن الخليل لم يورد أمثلة على البحور الستة التي تنتج من الفك العكسي لدوائره. فهو وإن كان يدرك أنها تنتج نظريا من الفك العكسي لدوائره إلا أنه أغفل الحديث عنها بشكل كامل. ولم يهتم باختراع أمثلة لها ليبين أوزانها، وما قد تحتمله من زحافات وعلل، وهو الحريص على اختراع الأمثلة الشعرية التي يبين فيها مواضع التغيرات العروضية المحتملة نظريا من عنده عندما يتعذر عليه الإتيان بأمثلة تلك التغيرات في الواقع الشعري. بل كان موقفه منها شبيها بموقفه من الألفاظ غير المستعملة عند العرب والتي أهمل الحديث عنها أيضا في معجمه ( العين ). ثم إنه ثبت عن المولدين استخدامهم لتلك الأوزان التي أهملها الخليل.بما ورد عنهم من أبيات. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر ص 230:
    "يكاد يجمع أهل العروض على أن للمولّدين أوزانا مخترعة لم يسبقوا إليها، وقد سمّيت بالبحور المهملة."
    إذن ، فمن الذي استعمل هذه البحور الخليل أم المولدون؟ومن الذي أهملها، الخليل أم المولدون ؟
    لكن للدكتور إبراهيم أنيس نفسه وجهة نظر مقنعة ينسب فيها ما جاء على الأوزان المهملة من شعر المولدين إلى العروضيين لا إلى الشعراء. ويبرر ذلك بقوله
    "وذلك لأننا نرى أمثلتها وشواهدها تتكرر هي بعينها في كتبهم غير منسوبة لشاعر معروف، وتبدو عليها سمة من الصنعة العروضية."(موسيقى الشعر ، ص231)
    وما يدفعني لتأييد وجهة نظره ما كتبه السكاكي الذي عاش في عصر المولدين
    (يوسف بن أبي بكر السَّكَّاكي (555 - 626 هـ / 1160 - 1229 م) ) في كتابه ( مفتاح العلوم ) (ص523)في سياق الدفاع عن الخليل الذي أخذ عليه معاصرو السكاكي من العروضيين - فيما يبدو - إهماله للأوزان التي زادوها على أوزانه كما يتضح من، فأخذوا عليه إهماله لها، كونه لم يشملها في ما حصره من أوزان نسبت إلى العرب.
    يقول السكاكي مدافعا عن الخليل ومبررا إهماله لتلك الأوزان تحت عنوان ( في تتبع الأوزان) :
    " إعلم أن النوع الباحث عن هذا القبيل يسمى علم العروض ،وما أهم السلف فيه إلا تتبع الأوزان التي عليها أشعار العرب, نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي, ولا حاكم في هذه الصناعة إلا استقامة الطبع وتفاوت الطباع في شأنها معلوم, وهي المعلم الأول المستغنى عن التعلم, فاعرف وإياك إن نقل إليك وزن منسوب إلى العرب لا تراه في الحصر أن تعد فواته قصورا في المخترع فلعله تعمد إهماله لجهة من الجهات أو أي نقيصة في أن يفوته شيء هو في زاوية من زوايا النقل لا زوايا العقل).
    فالسكاكي لا يرى لمن ضم تلك الأوزان ﻷوزان الخليل فضلا عليه. ويبرر له إهماله لها بكونها لا تتوافق مع الطبع المستقيم عند العرب.
    فلو كان الخليل قد استعمل تلك الأوزان وهي مما لم يستعمله العرب لا قبله ولا في عصره - كما يتهمه الأستاذ أحمد سالم - سواء أكانت أوزانا ناجمة عن الفك العكسي لدوائره أو سواها من الأوزان التي تخالف الطبع المستقيم عند العرب، لما احتاج السكاكي أن يبرر له ما أخذ عليه من إهمالها، وقد زيدت بعده. وهو في معرض الدفاع عنه.
    فالثابت الذي تعجب منه أنه أهمل تلك الأوزان، كما أهمل من قبلها الألفاظ التي لم يستعملها العرب في(معجم العين )وهو منهجه الثابت في الاستعمال والإهمال.

  10. #30
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    الأستاذة ثناء وليسمح لي الدكتور أحمد

    هذا اقتباس من ردّك :

    فلو كان الخليل قد استعمل تلك الأوزان وهي مما لم يستعمله العرب لا قبله ولا في عصره - كما يتهمه الأستاذ أحمد سالم - سواء أكانت أوزانا ناجمة عن الفك العكسي لدوائره أو سواها من الأوزان التي تخالف الطبع المستقيم عند العرب، لما احتاج السكاكي أن يبرر له ما أخذ عليه من إهمالها، وقد زيدت بعده. وهو في معرض الدفاع عنه.

    وأنا هنا فقط أريد أن أستفسر منك هل يعبر هذا عن رأيك أيضا ؟

    البحور المهملة هي ليست ناجمة عن فك عكسي لدوائر عروض الفراهيدي بل هي ناتجة من عملية التدوير وبدونها لا تكتمل دوائره , أما لماذا لم يذكرها فهذا قد يكون بسبب عدم وجود شواهد عليها , رغم أنه نظم بعض الشواهد في المشتبه وكذلك في توثيق بعض الزحافات. ولو يذكرها الفراهيدي مثلما لم يذكر المتدارك والذي لاتكتمل بدونه دائرة المتفق وهذا أغرب ما يكون منه.
    وهذه البحور أو الأوزان اعتمدت في العصر العباسي ولكن على نطاق ضيق ولم تكتب لها ديمومة الإستمرارية.
    ونحن لا يمكن أن نسمي دوائر الفراهيدي دوائرا بدون المرور بها فهي تنتج تلقائيا بل أن أي دائرة كاملة متعلقة بها تتضمنها تلقائيا , والقول بالفك العكسي ليس صحيحا والقول زيدت ليس صحيحا ..وهي كبحور تتوفر فيها أسس البناء الشعري وقواعده .

    تحياتي وتقديري

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فقه العروض (قواعد البناءالموسيقي للشعر العربي كما لم تعرف من قبل)
    بواسطة د. أحمد سالم في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 85
    آخر مشاركة: 18-06-2022, 01:51 PM
  2. قراءة في قصيدة للشاعرة أ. ثريا نبوي / ثناء صالح
    بواسطة ثناء صالح في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-08-2020, 01:54 PM
  3. القراءات النقدية لثناء صالح في شعر الشاعر خالد صبر سالم
    بواسطة ثناء صالح في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-10-2019, 04:13 AM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM