بيتُ شعرٍ للإعراب

السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ

أعلمُ أنَّ في الواحةِ أساتذةٌ يُعتمدُ عليهم في اللُّغةِ والبلاغةِ والنَّحوِ , كما أنَّ معظمَ شُعرائِنا يَهمّهُم أمرُ النَّحوِ والبلاغةِ في لُغتنا العربيَّةِ,

لذا قرَّرتُ أن أفتَحَ هذهِ الصَّفحةَ لمنْ يريدُ أنْ يأتيَ ببيتِ شعرٍ لغرضِ إعرابِهِ وأتركُ المجالَ لأساتذتِنا ليدلوا بما جادَ اللهُ بهِ عليهُم منْ علمٍ ومعرفةٍ.

وعسى أنْ تجدَ خطوَتي هذه تَجاوبًا منْ قبلِ الأساتذةِ اللُّغويِّين أو منْ يفقهُ في النَّحوِ وقواعدِ اللُّغةِ العربيَّةِ من الأعضاءِ للإجابةِ أو لمنْ يشاءُ منَ الأعضاءِ بطرحِ بيتِ شعرٍ لغرضِ إعرابِهِ.

وسأبدأُ أوّلاُ بطرحِ بيتِ شعرٍ أرسلهُ لي صديقٌ عزيزٌ.

وأدعو كافَّةَ المُختصّينَ باللّغةِ والشِّعرِ والأدّبِ أنْ يَدلوا بِدلوِهم.

باركَ اللهُ فيكم جميعًا وباركَ اللهُ فيمنْ سيستجيبُ لدعوَتي بالإعرابِ, أو بطرحِ بيتٍ للإعرابِ منَ الشِّعرِ العَربي أو ما يرونهُ يتَطلَّبُ الإعرابَ منَ القصائدِ المنشورةِ في الواحَةِ .

تحّاتي وتَقديري

بيتٌ للشاعرِ إيليّا أبي ماضي :

أيُّها القلبُ الّذي في أضلُعي إنّما اللّذّةُ جَهلاً فاجْهَلِ

وسننتظرُ من يجودُ علينا بإعرابهِ
تحيّاتي وتقديري

[QUOTE=عادل العاني;1081954]بيتٌ للشاعرِ إيليّا أبي ماضي :

أيُّها القلبُ الّذي في أضلُعي إنّما اللّذّةُ جَهلاً فاجْهَلِ

أيها : منادى مبني على الضم ؛ لأنه نكرة مقصودة في محل نصب ، و الهاء حرف تنبيه .
القلبُ :بدل أو نعت مرفوع ، و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره
الذي :اسم موصول؛في أضلعي ؛جار ومجرور متعلقان ب الذي
إنما:كافة ومكفوفة.
(اللذة) مبتدأ مرفوع.
جهلا :مفعول مطلق منصوب؛سد مسد الخبر؛أي مصدر محذوف تقديره؛ أن تجهل
(فَاجهلِ) الفاء فصيحة أفصحت عن المحذوف؛ومضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير تقديره أنت.

السلام عليكم أهل الواحة الثقافية مجددا أرحب بالأساتيذ السائلين وكذلك المجيبين و بعد..

إنّـمــا الـلّــذّةُ جَــهــلاً فـاجْـهَــلِ

إن الملاحظ لهذا الشطر يُحس بخلل في كلمة (جهلا) فكان الأولى أن يقول الشاعر:
إنما اللذة جهلٌ فاجهلِ
وذلك لأن اللذة مبتدأ مرفوع وجهل هو خبر ..
لكن يمكن تخريج هذا الإعراب :
-- بإعراب( جهلا) حالا لعامل محذوف تقديره كما يبين بعض النحويين : ( أعرفها جهلا )وهذا العامل المحذوف هو خبر المبتدإ اللذة .
--أو كما بين الأستاذ عبد الستار النعيمي بقوله :مفعول مطلق منصوب؛سد مسد الخبر؛أي مصدر محذوف تقديره؛ أن تجهل.

(فَاجهلِ) الفاء فصيحة أفصحت عن المحذوف؛ومضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير تقديره أنت.

ويبدو أنكم سهوتم في إعراب فعل الأمر اجهلِ وحسبتموه مضارعا بينما إعراب :
اجهل :فعل أمرٍ مبنيٌ على السكون الظاهر على الكسر حفاظا على القافية .

جهلا خبر كان
انما اللذة ان كانت جهلا فاجهل
لان اللذة الطيبة المصدر لا تجهل
انما اللذة خيرا فافعل

حوار نحوي مفيد حول هذا السؤال على الرابط هنا

السلام عليكم

أبو ماضي له أفكاره الخاصة والتي لا تتفق بعضها مع مبادئ الإسلام؛لكنه شاعر كما نحسب حساب شعراء الجاهلية ؛فالشاعر في كل عصر يحمل راية لغته عاليا ويحاول أن يخرج بأبهى لغة عذبة ما فيها خطل عقلي أو خطأ نحوي؛لذلك نرى قوله(إنما اللذة جهلٌ)خطأ لغوي حيث لا يجوز لشاعر أن يغير الثوابت في الحياة وكيف له أن يقرر ويؤكد بحرف التوكيد(إنّ)بأن اللذة جهل!
لذلك استعمل من أدوات البلاغة ما يدع المتلقي شاهدا عليه في إثبات شعر بليغ ؛فجاءت (جهلا)بالنصب لحذف الشاعر (إن كان) --مثلا كما في رد الأستاذ رأفت أبو طالب
إن اللغة العربية بحر ولا يستطيع أي منا أن يجزم بصحة رأيه لأننا نتذكر قول الله سبحانه(وفوق كل ذي علم عليم)

ليس هذا فحسب بل من الممكن ان تكون توجيها فتنصب على المفعولية
انما اللذة ان اردتها جهلا فاجهل

ليس هذا فحسب بل من الممكن ان تكون توجيها فتنصب على المفعولية
انما اللذة ان اردتها جهلا فاجهل

نعم -هناك عدة أوجه للنصب إذا أخذنا الحذف بالاعتبار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايجوز النصب على تقدير أن تجهل جهلا والفاعل ضمير للقلب ولا الحال وأما الوجه الإعرابي فهو رفع جهلا لأن المشهور عند النحاة في هذا التركيب هو الإخبار عن اسم الذات والعين بالمصدر مثل : إنما زيد سيراً فينصب المصدر الذي هو الخبر لأن زيدا ليس سيراً ولا هو السير ويصير الخبر هو الجملة الفعلية المحذوفة الفعل أي إنما زيد يسير سيرا وحذف هذا الفعل واجب ولكن بهذا يفسد المعنى.
ورأيي هو أنه جعل اللذة إنساناً تفعل الجهل : إنما اللذة تجهل جهلا فاجهل فكأنه أخبر بمصدر عن اسم ذات مثل إنما زيد سيرا.
يدل على ذلك السياق وهو يتحدث عن الرزايا :
أَنا لا أَغبِطُها خالِدَةً
وَلَقَد أَحسُدُها لَم تَعقِلِ
كُلَّما راجَعتُ أَحلامَ الصِبى
قُلتُ يا لَيتَ الصِبى لَم يَزَلِ
أَيُّها القَلبُ الَّذي في أَضلُعي
إِنَّما اللَذَّةُ جَهلاً فَاِجهَلِ
المعاني في الكلام تترتب حسب تدفقها في النفس آخذ بعضها بزمام بعض فهو يؤكد للرزايا أنه يحسدها بأنها لم تعقل وليس يغبطها رغم أنها مناسبة في الوزن وهذا يعني أنه اختار أحسدها بعناية لأنها أقوى في التمني في زوال نعمة عدم وجود العقل من الرزايا حتى تجرب الشقاء الذي يعيشه صاحب العقل بيت :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الجهالة ينعم
وبعد أن حسد الرزايا في أنها لاعقل لها تذكر أيام صباه والصبا هي أيام الجهل والطيش قبل أن يكبر عقله ويعذبه بالتفكيروالشك وهذا معروف عند أبي ماضي ولذلك تمنى لو أن أيام الصبا دامت ولم يكبر ويكبر معه عقله ليعذبه.
إذن ماالحل؟
الحل أن يعود لأيام الصبا ولكن كيف؟
عن طريق الجهل فالشقاء الذي يكابده من العقل والعلم لا شفاء له الا بالجهل والسذاجة سذاجة الصبا فالعلم والعقل اللذان سببا له الألم والشقاء حتى أنه صار لايلتذ بشيء لا شفاء لآلامهما الا بالجهل والغباء فصارت اللذة عنده لو تجسدت لكانت إنسانا جاهلا غيرفاهم ساذجا سذاجة الصبا فأخبر عن اللذة بالمصدر :إنما اللذة تجهل جهلا فاجهل وهذا مجاز استعارة والجهل يظهر في اللذة وتفعله وتداوم على فعله لأن هذا التركيب الحصر فيه ينوب عن تكرار المصدر في التوكيد كأنه قال : إنما اللذة جهلا جهلا وإذا تكرر المصدر صار بدلا عن العامل الفعل الذي نصبه أي تجهل فلايجوز إظهار هذا الفعل ولو رفع جهلا لكانت اللذة نوعا من الجهل تظهر في الناس متلبسة بالجهل وهذا حقيقة.
وقريب من هذا قاله العلماء في قوله تعالى(ولكن البر من آمن بالله) على أن من آمن بالله إخبار عن البر أخبر عن المصدر باسم ذات فيصير المعنى هو أن البر هو المؤمن بالله أو لو تجسد لتجسد في صورة المؤمن بالله.
والله أعلم