لسـت مطلوبـا لعينيـك أسـيـرا
لسـتّ يـا أختـاه للقمـع جديـرا
.
كـلّ طيـرٍ هـائـمٌ فــي جــوّه
وغرامي فـي سمائـي أن أطيـرا
.
وأنــا قـيـدي قـديـمٌ عـاجـزٌ
أذرف الشكـوى فيـرتـدّ قـديـرا
.
فاقتليـنـي إنّ قتـلـي رحـمــةٌ
واحرميني ضحكة العيـش صغيـرا
.
وامنعـي الأقـلام عـنّـي إنـنـي
بدمائـي أشعـل السطـر سعـيـرا
.
أحكمـي إغـلاق سجـنـي ربــما
زارني النجـم مـن الثقـب منيـرا
.
واحـذري منّـي خيـالا طائـشـا
يركب الريح علـى الوغـد مغيـرا
.
وافرضي الصمـت هـدوءا ناعسـا
وامنعي الصوت ولو كـان شخيـرا
.
قد غدا يا سجـنُ جلـدي مسرحـا
وغـدا المخـرجُ فنّـانـا أجـيـرا
.
فاجعلـي للسـوط ظهـري ملعبـا
واجعلـي القمـع سخيـا ووفيـرا
.
وتباهَيْ أننـي عن أمتي
صرت للدمع وأوجاعي سفيـرا
.
فـإذا عـشـت طليـقـا ربـمـا
أعلـن التخريـب نهجـا ومصيـرا
.
وإذا زرت رفـاقــي ســاعــة
ربما أعلن فـي النـاس النفيـرا
.
أطلقـي فـي كـلّ دربٍ مخـبـرا
وضعـي بالبـاب قـوّادا غفـيـرا
.
وخـذي الثـأر بشـتّـى مخـلـبٍ
وافرشي الموت على الأرض حصيرا
.
وإذا شـئـتُ شـرابـا فامنـعـي
وإذا شـئـتُ طعـامـا فشعـيـرا
.
وادّعي فـي النـاس أنّـي مجـرمٌ
في ربى لبنان أرديـتُ (الحريـرا)
.
وسلـي غــزّة كــم أمطرتـهـا
حمـم المـوت وفسفـورا غزيـرا
.
وقــف العـالـم مشـدوهـا ومـا
حرّك الإجرام في النـاس ضميـرا
.
فاحظـري نومـي وحيـدا ليـلـة
فلقـد أعـددت للـنـوم سـريـرا
.
ولقـد أعــددتُ شوقا دافـئـا
ولقد أسرفـتُ فـي الحلـم كثيـرا
.
أسرعـي شُـدي وثاقـي إنـنـي
بعد قسط النوم قد صـرت خطيـرا
.
ومن السّاق إلـى الأعلـى ارفعـي
وضعي في العنق حبـلا أو جريـرا
.
وإذا خـفـتِ هـروبـي جـنّـدي
للحاقـي كـل مـن كـان خطيـرا
.
كـلّ كلـبٍ فـي قـنـاعٍ زائــف
كـلّ مـن عـاش ذميمـا وحقيـرا
.
كــل مـذيـاعٍ وتلـفـازٍ غــدا
لفـم الحاكـم بـوقـا ونصـيـرا
.
أشـهـد الـجـدران والله الــذي
خلـق الحكـام والشعـب الفقيـرا
.
مـا أذل الـحـق فيـنـا هـامـةً
أو أحال النّاس في الأرض حميـرا
.
بيـن كفيـك أسيـر قـد قـضـى
وأنـاخ الـروح واجتـاز المسيـرا
.
بـيـن كفـيـك شهـيـدٌ ملـهـمٌ
في دجى العميان قد كـان بصيـرا
.
ركـب المـوجَ إذا المـوج عــلا
لم يخف بحرا ولا خـاف الهديـرا
.
واذرفي عني مآقي غربتي
وارشفي وقتا من الحـزن قصيـرا
.
وافتحـي الباب كفانـا غفـلـة
واسمحي للضـوء يجتـاح الأثيـرا
#أشرف_حشيش