إعتذر بداية عن تأخري في الرد على هذا النص الرائع للحبيب عصام فقيري ولطلب كريم متكرر من أخينا الكريم د. ضياء الدين الجماس وذلك لظرف خاص بي. وإنني إذ أشكر نص عصام وهو الذي عودنا على الألق والإبداع لأشكر الجميع على هذا الإسهام الكريم في حوار يثري المواضيع وما حولها ، ومنهج الواحة المعروف للجميع هو أن الحوار يكون لأرب وبأدب بعيدا عن التناجش أو المشاحنات الشخصية أو استعراض العضلات ، وقد رأيت وكالعادة أنكم أهل علم وأدب وأرب فشكرا للجميع.
الحبيب المكرم د. وسيم
كما أشرت أعلاه فإننا في الواحة نعتمد منهج الأرب والأدب وتحري الصواب والرشاد وليس ثمة قصد للمشاحنات أو لاستعراض العضلات فإن احتد النقاش هنا أو هناك فليس إلا ثمة حوار إخوان قد يحتد قليلا ولكن يظل الود والحرص والوفاء هو الأسلوب والمنهج والمأمول من الجميع فروح الأسرة أساس للتعامل والتواصل هنا في واحة الخير. وإني ما أيت منك في الواحة إلا رقيا وأدبا وأربا وأراك من أهل الواحة وخاصتها رغم حداثة عهدك بها ، وأشهد بالحق أن أخي عادل العاني من أكثر الناس أدبا وأكرمهم خلقا وأفضلهم دماثة وحرصا ، وما علمناه إلا محبا متسامحا ولا أحسبه قصد سوءا فلا يزعجنك من الأمر ما كان ولا تظنن بأخيك إلا الخير ولك العتبى ولنكن جميعا عباد الله إخوانا.
الأخ المبجل وأديبنا الفاره د. ضياء الدين الجماس
أكرر عذري لك لانشغالي عن طلبك الكريم ومثلك أهل للعذر. ثم إني قرأت ما دار من حوار وقبل كل شيء أود أن أشكرك كثيرا على حسن ثقتك بأخيك ورأيه وطلبك الكريم أن أبدي رأيي بعد كل هذا الحوار الكريم بين أدباء كرام.
ثم إني أود توضيح أمر مهم وهو أنني أحرص كل الحرص على أن لا أشتغل بالعروض أو أتعاطى مواضيع الاتفاق والخلاف بين علمائه لأنني أحرص أن تظل سليقتي وذائقتي هي ما تملي على الشعر وليس قوالب محددة أملؤها حروفا وكلمات. ولذا ورغم زعمي بأني ملم بأسس علم العروض وفقهه إلا أنني لا أرى أن أقدم نفسي يوما كعروضي وأرى دوما بأن العروض تابع للشعر وليس قائدا له أو قيوما عليه.
أما ما أشرت إليه من أبيات عصام فوصفه واضح ومحدد وهو أنني أمة للشعر مفتيا ومفتي الشعر غير مفتي العروض ، وأما شهادة عصام فهي كريمة من كريم ، ولكنها في نفس الوقت ليست أول شهادة ولا أظنها ستكون الأخيره ، ولقد شهد لي بمثل هذا وبأني ميزان الشعر وغيره الكثير الكثير من الأدباء الكرام الكبار ، ولسنا نجبر أحدا أيها الحبيب على أن يرى ما يرى كل أولئك الأخيار ولكن ليس من العدل ولا المنطق أن يصادر رأيهم في العمري.
أما قبل؛
فإن أكثر الذي تقدمتم به جميعا صحيح ورشيد وليس من الدقة إنكار حرفي اللين لإثبات عدم وجود عيب سناد والنقاش هو حول وجود السناد في حرفي اللين وأن نتفق في الفرق بين المد واللين. أما مسألة القراءات فإنني أرى أنها مختصة بالقرآن لا سواه وليس يصح أن يقرأ شيء بأحكام تلاوة إلا كتاب الله تعالى ولذا فالاحتجاج بأحكام التلاوة ليس صحيحا. وحتى لو فرضنا قبول هذا وأخذنا به فإن حروف اللين لا تمد لذاتها بل في حالة الوقف على ساكن بعدها وحينها تمد بمقدار 2 - 4 - 6 حركات وقفا طارئا فإذا لم يكن وقف سكت بعدها فإنها لا تمد بل تقرأ بشكل صحيح كأي حرف آخر.
ثم لعلني أذكر بأن سناد التوجيه لا يعتبر سنادا إلا بقافية مقيدة وإلا فلا عيب فيه.
وعليه فإن رأيي في هذا الأمر وهو ما أسير عليه وربما ورد في شعري مثله هو أن حرفي اللين لا يمثلان سناد ردف وإنما حروف المد، وأن السناد يكون فيهما في حالة الروي المقيد فقط وحينها يجب التزامه. وهنا في نص عصام ليس ثمة قافية مقيدة وليس ثمة سناد وليس ثمة حاجة لالتزام حرف لين قبل الروي والله أعلم.
أكرر شكري لجميع الكرام الكبار ونؤكد على أن مثل هذا الأمر فيه سعة وما قلنا إلا بما علمنا وبما عملنا والله ولي الرشاد.
تقديري