|
يا صبرَ أيّوب - أنّى يورقُ الشّظــفُ |
|
|
كــم يشتهي المـوتُ أقمـــاراً فيغتــــرفُ |
يا صبــرَ أيوب - بلـوانا بلا أمــــــلٍ |
|
|
هـــل يتعـبُ المـوتُ أوعنّـــا سينصـرفُ |
خَمّـتْ من المـوتِ وديانٌ - قـوارعهــا |
|
|
قــل لي بربكَ أنّى يرتـوي الشّـــرَفُ ؟ |
هانتْ على الكــون أرواحٌ مبعثـــرةٌ |
|
|
تهوي كما الشّهبِ في صمتٍ و ترتجـفُ |
فالله أكبـرُ كــم نُضْــرى على وطـــنٍ |
|
|
وتستشيـطُ دُجـى أرحامهــــا النُّطَّــــفُ |
يا صبــر أيوبَ لا ترحـلْ و تتـــركنا |
|
|
نهـبَ الضياعِ رؤساً زمَّهـــا الخــــرَفُ |
قــد كنتَ فيــنا مخــــــاريزاً منشَّـــــبةً |
|
|
ليــلَ العقـــاربِ منهــا ينفـثُ التـًّلَـــفُ |
بمــن نلــوذُ وهــذي الأرضُ فاغــــرةٌ |
|
|
في كل يـــومٍ بهــــا شمـسٌ ستنكسفُ |
يا سيد الحــرف هـل فجــرٌ سيجمعنــا |
|
|
و تستفيــق عنــــا أعماقنــــا الشُّــرُفُ |
مجـــــدٌ سيبكـوك يُتمــاً كنــتَ كافلـــهُ |
|
|
فهــل سيمخـضُ من بلـــوائنا الخلَــفُ |
فارقــدْ سلاماً سكــوناً كنت أروعهــــا |
|
|
أبليتَ عمـرَكَ ضـوءاً وهي تغتــرفُ |
للأرضِ درّك صـاحِ وهي مُوجفــــةٌ |
|
|
ضَــمَّ العظــامِ ومنهـــا يقطـــرُ الكَلَــفُ |
نفسي أضمّـكَ عهـداً تُــدَّ مــن زمــنٍ |
|
|
ُنبلـى خفـــافاً و يمضي الشامـخُ الأنفُ |
طوبى لنجـديك شعــراً رائعــاً وطنــاً |
|
|
فقـــــد جـزلتَ ويبقــى بعـــدك الأسـفُ |
مرحى أبا الحرف والدنيـا بها شغـفُ |
|
|
قـد كنـتَ شمساً بأرضٍ سوف تعتـرفُ |
يا سيَّد الحـــرف يامن حرفــه لهَــفُ |
|
|
يشتـاقـكَ الطـينُ والشطــآنُ والسَّعَــفُ |
يشتــاقُك النخــل مهمــوسَاً على وترٍ |
|
|
بمــا يلــذُّ و ينــدى العـــاشقُ الـــذِّنِفُ |
فكــم همستَ بأُذن الــريحِ وشوشــةً |
|
|
مغنـاجَ أرخى عليهـا الناعسُ التَّــرِفُ |
ما زلــتَ تقطـرُ عشـقاً نــزفَ أوردةٍ |
|
|
صــبَّ الإيـاةِ أُجـــاجَ البحــــر تنــذرفُ |
صًـبَّ الغــُـواة مــداداً في دفاتـــرهم |
|
|
فصَــبَّ وجــدَك مـــن أفلاكــه النــَّـزفُ |
يا سيد الحـرف يا من حرفـه نَـزَفُ |
|
|
نبــع الضميـر وينعـــاً باعُــــهُ الشَــرَفُ |
نسجْتَ روحَـكَ والأضلاعَ خارطـةً |
|
|
عُـري المـزارِ يحـاكي واهَــها الصَّلــفُ |
يا صبرَ أيوبَ لا ترحلْ على وَهَـنٍ |
|
|
داجـــي المحطّــاتِ في تصهالهـا القَـرَفُ |
هناك روحي بشاطى الكرخِ قَدْ نَبَتَتْ |
|
|
دُفْـــــلاء شـوقٍ بهـا الآصــالُ تختلـفُ |
أوقدتُ عمري شموع الخَضْرِ من دَنفٍ |
|
|
حنّـاءَ ياسٍ لصّـوْبِ الكَـْرخِِ تنشغفُ |
أوراقُ روحـيَ ملح الأرضِ نشوتها |
|
|
مسلّةُ الحــرف عنهـا الــدّودُ ينصـرفُ |
فيها العراق إذا ما احتـدَّ من خَطَلٍ |
|
|
تشآى الى النجــمِ من مهماههــا النُطَـفُ |
محّصتَ قرنين أقعــتْ دونها أمــمٌ |
|
|
عُمــــق المتاهات حيث استافها الكلــفُ |
من ذا يباهيك حرفـاً صاغه النـزفُ |
|
|
دلّى لـه المجـدُ والأضــواءُ و التُحــفُ |
لمّـا صَبَـبْتَ دنـانَ السَّحـر كركــرةً |
|
|
عشـقَ العنـاٌق تراخـى كرمَهــا الأَنِـفُ |
يا سيد الحرفِ يا من حرفهُ حِمَـــمٌ |
|
|
ميّــــأرُ بلــوى بـه الأفـــــلاكُ تعتصـفُ |
بلوى ضميرٍ يصبُّ النـار راعفــةً |
|
|
ما يسرق الضـوءَ من أقمارها الصَّــدَفُ |
يا سارقَ النـارِ من كـانونِ مَتْلَفـةٍ |
|
|
يُرهّـــجُ الخبـــزَ في إعراقهــــا الوهــفُ |
سلَلْتَ حرفكَ من أســفارِ زخرفهــا |
|
|
فـارَّورَقَ الشعـرُ والآفــاقُ والسّـــدفُ |
مـاس المــداد ودادا من ضمير ِشَجٍ |
|
|
كمــا يرود وضيــفَ النــاقة الــوزفُ |
تُرتّــــلُ البــوَّ تحنـــاناً أضالعهـــــا |
|
|
خـَـطّ الشحوبَ ضنى تحنانهـا الأسَفُ |
شُنّاؤكَ الصُّفـرُ قد عاجوا على نُصُـبٍ |
|
|
وبايعـوأ النـارَ أنَّـى العــار يعتـرفُ |
ضحّـوا بعيـركَ لما نـاخَ مُختضبـــاً |
|
|
يا صبــرَ أيـوبَ لا ملـــحٌ ولا ألفـُــــوا |
نبعاً من الطيبِ من دجــلاتِ فاختةٍ |
|
|
سود الجبـاهِ توضّى فوقهـــا الصَّلَــفُ |
باعـوا عـراقك لمّا ناخَ من وَهَـنٍ |
|
|
برءَ الضفاف التي من فيضها اغتـرفوا |
لمّـا نبـذْتَ كعودِ الطيبِ من حُــرَقٍ |
|
|
و بـات غــيرُكَ في الإبلاسِ يرتجــفُ |
قد حامقوك وشأواً زهوكَ احترقوا |
|
|
بئس العُفــاةُ نكوُصــاً حيثمـا ثُقِفــــوا |
ياسيد الحــرف يامن حرفهُ شرفُ |
|
|
أنقـى من الطُّــهرِ والأجيــالُ تغــترفُ |
يا سيد الحرف قلبي الآن يرتجــفُ |
|
|
يكفيــك أنك والأحقـــــابُ تنـصـرفُ |
صنـاج دهـــركَ والأنـواء شاهــدةٌ |
|
|
والشـّــطُّ والنــاسُ والآلاءُ تعــترفُ |
ياسيد الحرف تغــراباً على كِــبَرٍ |
|
|
ما غيـر مجـدك في الترحـال يُلتـَحـفُ |
أسفارك البيد من منفى الى نكـدٍ |
|
|
وحسبك النُّـبلُ أن يُغـْـرى بك الشَّظـفُ |
فالأرضُ أبقى وأوفى رغـمَ سكرتها |
|
|
تدريك ملحٌ وتخشى لَسْعَـهُ الجيفُ |