|
أعودُ إليكَ يحملنُي شراعُ |
وما لي غيرُ عاطفتي متاعُ |
أناجي غربة التيّارِ حــينــًا |
لعلّ حديثنا الخافي مشاعُ |
وحينـــًا أسكب العبراتِ غــيــثـــًا |
فليس لسِفر سَفرتنا قــــناعُ |
أبعثر ذكرياتي أغنياتٍ |
ليمزجَها مع الأنّــــــات قاعُ |
أهـــدّي بالأضالع حيث أرنو |
إلى أفــــقٍ بدولارٍ يُــــــــــــباعُ |
أعود إليك ، والشوق انتماءٌ |
فـلومــا عــدتَ ، فالعشّاق جاعوا |
تـمـنّـوْا أن يروك ، بلا سرابٍ |
يُــتــعْـتعهم ، ولكن ما استطاعوا |
تمنّوْا أن يكون الذوقُ زادًا |
فلا تلوي المفاهيمَ الذراعُ |
وألاّ يصبح الفَهم احتكارًا |
يشاكس بالهوى وهو المطاعُ |
وأن يتدارك التمييز ناسٌ |
فـــإقبالٌ جميلٌ ، وامتناعُ |
ليغدو النقد موفورًا بهيًا |
فما يوهي العبارات التماعُ |
أعود إليك يا ألق ابنِ جنبي |
ووادي الصبر أطربه السَّماعُ |
إذا وافاه من لحنٍ مَــقامٌ |
يهيم مكبّرًا منه اليراعُ |
فما يدري خليٌّ أم شجيٌّ |
أم الإيقاع من خــــلدٍ يذاعُ؟ |
يشمّ عبيرَه الزاكي فيطغى |
على أنفاسه الحيرى اندفاعُ |
إذا ما صـــفّــق البعضُ احتفاءً |
بمن ظهروا هنالك ، أو تداعوا |
مضى متوازنَ الفكر اقتداءً |
لأنّ العقل مـتزنٌ ، شعاعُ |
مضى مستنطقًا بالقلب يجلو |
بحالٍ لا تطاوله القلاعُ |
فوحدة أمّتي يا أهلَ ودّي |
بغير الرُّوح تأريخٌ مضاعُ |
سلوا الأجيال إن كانت تلبّي |
متى دانت لبهجتنا البقاعُ |
وقولوا للذي يهوى العلالي |
هل استغنى عن القلب الشجاعُ |
أعود إليك يا وطني أسوفًا |
ولي أملٌ بأن تفنى الوجاعُ |
ولي لقيا تردّ الآه نعمى |
وإن طالت أياديها السِّباعُ |
كفى بالحبّ للمضنى علاجـــًا |
به تخفى السمائمُ والدماعُ |
على بغداد تنتحب القوافي |
فوجدٌ ، واحتراقٌ ، والتياعُ |
وهذي حكمة القهّار فينا |
لكي تدنو إلى الحُفَر الضباعُ |
غـــدًا – واللهِ – يمضي كلّ وغدٍ |
صراعٌ ليس يسبقه صراعُ |
غــدًا – والله – أمريكا ستفنى |
وأوربّا ، وقد قرُبَ النزاعُ |
بأمر الله لا شيءٌ محالٌ |
وثــأرٌ فيه للظلم انصداعُ |
بكلّ قطيرةٍ سالت بأرضي |
مدائنُ بالدمار لها وداعُ |
بكلّ براءة الأطفال لمّا |
نعتها للمدى الغافي الطماعُ |
بكلّ خميلةٍ عبثًا تنادي |
ولا همسٌ يجيب ، ولا طباعُ |
هنالك سادتي تصحو الأماني |
وتهتزّ الرَّوابي والرباعُ |
ويدركنا اللطيف بعزّ نصرٍ |
يعود به لشرعتنا الشراعُ |