أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: عندما يَحْمَرُّ الياسمين ..

  1. #1
    الصورة الرمزية بسمة عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 368
    المواضيع : 18
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي عندما يَحْمَرُّ الياسمين ..

    كعادتها عند الفجر.. مشَّطت جديلة الياسمين .. وسقت الأرض بعضا من حبها .. ثم اتجهت إلى المطبخ .. صنعت فنجان قهوة وحملته معها إلى غرفة ولدها .

    كانت الشمس حينها قد طلعت ومدت ضفائرها بين عرائش الياسمين ودوالي العنب لترسم على الأرض لوحةً روعةً للناظر , لوحةً تداعب الوجدان وتبعث في النفس إحساساً بالارتياح .

    لكن رغم ذلك كانت نفسها تكابد إحساساً غريباً أشبه بفرح وحزن قد امتزجا بشيء من السحر والمجهول .

    دخلت غرفةَ ولدها فلم تجده , ظنَّت أنه صحا قبلها ولم يرد إزعاجها بإيقاظها .. لكنه لم يفعلها من قبل .. فقد تعود أن يقبل كفي أمه وجبهتها قبل أن يخرج من البيت باحثا عن لقمة تسد رمقه ورمق أمه .

    بعثت الأم نظرةً شاملةً في الغرفة فلمحت شيئاً على الطاولة .. أمعنت النظر فبدا لها كأنها رسالة وضعت بقصد أن يراها أحد ما ولم يكن في المنزل سوى ابنها الغائب وهي . توجهت نحو الرسالة وفتحتها وكابدت عيناها تعب السنين وكبَرَ العمر حتى فهمت بمشقة فحواها . . . يا أمي خرجت أبحث عن هدية تليق بنبع الحنان الذي لم يعرف ولن يعرف يوما معنى النفاذ ، فإن عدت على غير عادتي ففتشي عنها في جيوبي جيدا .

    ظنت الأم في البدء أن وحيدها أحب أن يمازحها كي يملأ بعض الشيء الفراغ الذي يسببه غيابه عن المنزل ،لكنه عندما جاءها محمولاً على لوح خشبي فهمت قصده جيدا .

    عندما رأته معطراً بدمائه لم يكن بوسعها إلا أن تزغرد .. هكذا فعلت معظم جاراتها وكانت تجد في الأمر استغرابا .. أو يعقل أن تفقد أم ولدها وتزغرد ؟!

    لكنها لم تكن تعرف معنى هذه الزغرودة حتى وجدتها أشبه بإحدى الغرائز التي وضعها الله في الأنثى لتتحرك عند وداع ولدها شهيداً .

    خالطت دموعُها صوتَها المتعَبَ فكان كصوت ياسمينةٍ تُجْتَثُّ من جذورها ، كصوت عصفورةٍ أصيبت في جناحيها وهي تبحث عن طعام لأطفالها . . . كان مشهداً لا يوصف ، فما أصعب أن تفارق أمٌ ولدها الوحيد حتى ولو كان شهيداً .

    لم تكد تفتح عينيها حتى سمعت معظم نساء الحي يزغردن معها ، هكذا تعودن فإما زفاف أو شهيد وفي كلتا الحالتين عرس.

    فتشت جيوبه فوجدت ورقة وقد تعطرت بالدم ، لم تستطع إلا أن تضمها في يدها ، لم يساعدها لا بصرها ولا سمعها ولا كبر عمرها ولا أعصابها التي انهارت كليا في أن تفهم ما يلفظ من القول فكيف به إذا كان مكتوبا . وضعت رأسها على صدر ولدها أملاً في أن تسمع قلبه وهو ينبض بالحياة ، لم تكفيها الرصاصة التي استقرت في صدره لتتأكد من استشهاده ، لم تقتنع أنه فارقها ، ما فعلها من قبل ، حتى أنه ما نام ليلةً واحدةً خارج المنزل ، فكيف بها الآن وهو بعيدٌ عنها بعد المدى عن العين.

    قبَّلت جبينه ثم رفعت رأسها ، أحسَّت أن الدنيا تدور من حولها ، أحسَّت أن يديها تجمدتا ، توقف في عروقها الدم ، تقطَّعت أعصابها كأوتار عودٍ قديمٍ هجره الزمن ، أحسَّت أن الحروف كلها ، الكلمات كلها لم يعد لها معنى . كاد أن يغمى عليها لولا أن أحدهم أمسك إحدى كفيها وقبض عليه بقوة وقال لها : كلنا أولادك يا خالة .


    ما أن أنهى كلمته حتى انهمرت بالبكاء فظلت تبكي وتبكي وتشتم وتسب فترة أحسَّت بعدها أن وطء الفراق الأبدي قد خفَّ بعض الشيء, بعدها كانت كلما اقتربت منه بكت وكلما بعدت قليلا تغرغرت في عينيها الدموع . كلما اقتربت منه تذكرت حملها الوحيد ، طفولته ، صباه ، شبابه .

    كلما دارت حوله جالت في نفسها ذكريات معاناة وانتهت ، معاناة أسئلة صعبة ظلت تبحث في خاطر تلك الأم عن إجابة سنين عديدة حتى فَرضَتْ عليها الإجابة ، أسئلةٌ كانت تخاف الإجابة عنها وتشتهيها .!

    هل سيأتي زمان أضحي فيه بوحيدي شهيداً ؟ . متى يأتي ذاك الزمان ؟! . وكأنها كانت على علم أن ذلك الزمان سيأتي .!. لكن إن استشهد ولدي فمن يشرب معي قهوتي عند الفجر ؟، من يأمُّني في صلاتي ؟ ، من يناديني أمي ؟، من ..ومن ..ومن .. ؟ . أتعبتها الأسئلة وما عادت رجلاها بقادرة على حملها فجلست ، أخذت تتأمل بحرقة شوق وغصة ألم ولدها الممدد أمامها وأهل الحارة حولها يشاركونها عرس ابنها .

    كانت تعرف تماما أن كل الأجوبة التي اختصرتها الشهادة موجودة في الورقة التي في يدها .

    ما هي إلاَّ سويعات وحان موعد صلاة الفجر .. قبيل الموعد بهنيهات خرج معظم الرجال إلى الصلاة ليعودوا بعدها لحمل الشهيد ليواروه مثواه الأخير . كان لصوت المؤذن عند الفجر وقعٌ خاص في أذنيها وفي قلبها كان لصوت المؤذن تأثير مسكِّن عليها يفوق تأثير كل الرجال والنساء حولها ، بردت أعصابها بعد سماع الأذان وأصبحت قادرة على فهم بعض ما يقال لها بعضَ الشيء .

    عندما رأت موكب ولدها اجتاحتها رغبة في أن تشارك الموكب المسير .. لكنَّ النساء حولها أقنعنها بالمكوث في المنزل _ وداعٌ واحد كاد أن يقضي عليها ، فما حالها إذا كان هناك وداعٌ آخر قبل الدفن_

    اتخذت لنفسها موقعا تحت عريشة الياسمين وجلست فيه تتذكر الماضي ساعة فتبكي ، تتذكر الحاضر ساعة فتبكي ، تأخذها الأحلام إلى المستقبل الذي تحطم كليا ساعة أخرى فتبكي .

    بدأ عدد النسوة حولها يتناقص مع طلوع الشمس حتى غدا معدودا على أصابع الكف الواحدة . بعد أن انقشع ظلام الليل تماما و توضحت معالم الدنيا حولها ، قررت أن تقرأ ورقة ولدها .. قررت أن تقرأ آخر كلماته ..

    أولا رضاك يا أمي .. وثانيا رضاك يا أمي .. أما بعد:

    كنت أرى في عينيك يا أمي أسئلة كثيرة وخاصة عندما نسمع أن جارنا فلان أو ابن جارتنا فلانة قد استشهد وكنت أعرف تماما فحوى تلك الأسئلة وإن غطى عليها حنان الأم في عينيك فأنت أم ، يحق لك الاحتفاظ بي خاصة وأنا وحيدك .

    لكن يا أمي إن بقيت فأنا وحيد ، وإن استشهدت سيغدو شباب فلسطين كلهم أبناء لك .

    الشهادة يا أمي لا تحتاج لمبرر ، لكني سأبرر استشهادي ..


    أوصاني والدي قبل أن يتوفى أنه :
    يا ولدي عندما يحمر الياسمين فالأرض أولى بك من أمك)، ظلت هذه الكلمات ترن في أذني قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، ولم أكن أفهم فحواها حتى وجدته جليا أمام عيني .


    منذ أيام كنت مارا في إحدى الحارات المجاورة وكانت فيها فرقة إسرائيلية تهم باغتصاب منزل أحدهم لحجة أضعف من أن تكون حجة ، دافع الرجل عن منزله بكل ما أوتي من قوة ، وكان على استعداد لأن يضحي بنفسه وبكل أولاده فداءا لهذا المنزل ، تركت الفرقة المنزل لشدة ما رأت من تمسك الرجل بمنزله ، لكنهم قبل أن يرحلوا أصابوه في كتفه بطلقة سعرها بضعة قروش فتلطخت الياسمينة على باب المنزل بدمه ، وفهمت بعدها جيدا ما وراء حروف والدي ، ودعوت الله أن يهبني الشهادة في هذا اليوم لأقدمها ممزوجة بحبي واحترامي هدية .


    لي طلب واحد يا أمي أرجو ألا تبخلي عليّ به ، إن وقفت تحت عريشة الياسمين فاغرسي قدميك جيدا في التراب ، فإذا ما نظرت إلى سماء الجنة ، وجدت قدميك فقبلتها .




    للكاتب السوري حسن الخطيب

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة
    كعادتها عند الفجر.. مشَّطت جديلة الياسمين .. وسقت الأرض بعضا من حبها .. ثم اتجهت إلى المطبخ .. صنعت فنجان قهوة وحملته معها إلى غرفة ولدها .

    كانت الشمس حينها قد طلعت ومدت ضفائرها بين عرائش الياسمين ودوالي العنب لترسم على الأرض لوحةً روعةً للناظر , لوحةً تداعب الوجدان وتبعث في النفس إحساساً بالارتياح .

    لكن رغم ذلك كانت نفسها تكابد إحساساً غريباً أشبه بفرح وحزن قد امتزجا بشيء من السحر والمجهول .

    دخلت غرفةَ ولدها فلم تجده , ظنَّت أنه صحا قبلها ولم يرد إزعاجها بإيقاظها .. لكنه لم يفعلها من قبل .. فقد تعود أن يقبل كفي أمه وجبهتها قبل أن يخرج من البيت باحثا عن لقمة تسد رمقه ورمق أمه .

    بعثت الأم نظرةً شاملةً في الغرفة فلمحت شيئاً على الطاولة .. أمعنت النظر فبدا لها كأنها رسالة وضعت بقصد أن يراها أحد ما ولم يكن في المنزل سوى ابنها الغائب وهي . توجهت نحو الرسالة وفتحتها وكابدت عيناها تعب السنين وكبَرَ العمر حتى فهمت بمشقة فحواها . . . يا أمي خرجت أبحث عن هدية تليق بنبع الحنان الذي لم يعرف ولن يعرف يوما معنى النفاذ ، فإن عدت على غير عادتي ففتشي عنها في جيوبي جيدا .

    ظنت الأم في البدء أن وحيدها أحب أن يمازحها كي يملأ بعض الشيء الفراغ الذي يسببه غيابه عن المنزل ،لكنه عندما جاءها محمولاً على لوح خشبي فهمت قصده جيدا .

    عندما رأته معطراً بدمائه لم يكن بوسعها إلا أن تزغرد .. هكذا فعلت معظم جاراتها وكانت تجد في الأمر استغرابا .. أو يعقل أن تفقد أم ولدها وتزغرد ؟!

    لكنها لم تكن تعرف معنى هذه الزغرودة حتى وجدتها أشبه بإحدى الغرائز التي وضعها الله في الأنثى لتتحرك عند وداع ولدها شهيداً .

    خالطت دموعُها صوتَها المتعَبَ فكان كصوت ياسمينةٍ تُجْتَثُّ من جذورها ، كصوت عصفورةٍ أصيبت في جناحيها وهي تبحث عن طعام لأطفالها . . . كان مشهداً لا يوصف ، فما أصعب أن تفارق أمٌ ولدها الوحيد حتى ولو كان شهيداً .

    لم تكد تفتح عينيها حتى سمعت معظم نساء الحي يزغردن معها ، هكذا تعودن فإما زفاف أو شهيد وفي كلتا الحالتين عرس.

    فتشت جيوبه فوجدت ورقة وقد تعطرت بالدم ، لم تستطع إلا أن تضمها في يدها ، لم يساعدها لا بصرها ولا سمعها ولا كبر عمرها ولا أعصابها التي انهارت كليا في أن تفهم ما يلفظ من القول فكيف به إذا كان مكتوبا . وضعت رأسها على صدر ولدها أملاً في أن تسمع قلبه وهو ينبض بالحياة ، لم تكفيها الرصاصة التي استقرت في صدره لتتأكد من استشهاده ، لم تقتنع أنه فارقها ، ما فعلها من قبل ، حتى أنه ما نام ليلةً واحدةً خارج المنزل ، فكيف بها الآن وهو بعيدٌ عنها بعد المدى عن العين.

    قبَّلت جبينه ثم رفعت رأسها ، أحسَّت أن الدنيا تدور من حولها ، أحسَّت أن يديها تجمدتا ، توقف في عروقها الدم ، تقطَّعت أعصابها كأوتار عودٍ قديمٍ هجره الزمن ، أحسَّت أن الحروف كلها ، الكلمات كلها لم يعد لها معنى . كاد أن يغمى عليها لولا أن أحدهم أمسك إحدى كفيها وقبض عليه بقوة وقال لها : كلنا أولادك يا خالة .


    ما أن أنهى كلمته حتى انهمرت بالبكاء فظلت تبكي وتبكي وتشتم وتسب فترة أحسَّت بعدها أن وطء الفراق الأبدي قد خفَّ بعض الشيء, بعدها كانت كلما اقتربت منه بكت وكلما بعدت قليلا تغرغرت في عينيها الدموع . كلما اقتربت منه تذكرت حملها الوحيد ، طفولته ، صباه ، شبابه .

    كلما دارت حوله جالت في نفسها ذكريات معاناة وانتهت ، معاناة أسئلة صعبة ظلت تبحث في خاطر تلك الأم عن إجابة سنين عديدة حتى فَرضَتْ عليها الإجابة ، أسئلةٌ كانت تخاف الإجابة عنها وتشتهيها .!

    هل سيأتي زمان أضحي فيه بوحيدي شهيداً ؟ . متى يأتي ذاك الزمان ؟! . وكأنها كانت على علم أن ذلك الزمان سيأتي .!. لكن إن استشهد ولدي فمن يشرب معي قهوتي عند الفجر ؟، من يأمُّني في صلاتي ؟ ، من يناديني أمي ؟، من ..ومن ..ومن .. ؟ . أتعبتها الأسئلة وما عادت رجلاها بقادرة على حملها فجلست ، أخذت تتأمل بحرقة شوق وغصة ألم ولدها الممدد أمامها وأهل الحارة حولها يشاركونها عرس ابنها .

    كانت تعرف تماما أن كل الأجوبة التي اختصرتها الشهادة موجودة في الورقة التي في يدها .

    ما هي إلاَّ سويعات وحان موعد صلاة الفجر .. قبيل الموعد بهنيهات خرج معظم الرجال إلى الصلاة ليعودوا بعدها لحمل الشهيد ليواروه مثواه الأخير . كان لصوت المؤذن عند الفجر وقعٌ خاص في أذنيها وفي قلبها كان لصوت المؤذن تأثير مسكِّن عليها يفوق تأثير كل الرجال والنساء حولها ، بردت أعصابها بعد سماع الأذان وأصبحت قادرة على فهم بعض ما يقال لها بعضَ الشيء .

    عندما رأت موكب ولدها اجتاحتها رغبة في أن تشارك الموكب المسير .. لكنَّ النساء حولها أقنعنها بالمكوث في المنزل _ وداعٌ واحد كاد أن يقضي عليها ، فما حالها إذا كان هناك وداعٌ آخر قبل الدفن_

    اتخذت لنفسها موقعا تحت عريشة الياسمين وجلست فيه تتذكر الماضي ساعة فتبكي ، تتذكر الحاضر ساعة فتبكي ، تأخذها الأحلام إلى المستقبل الذي تحطم كليا ساعة أخرى فتبكي .

    بدأ عدد النسوة حولها يتناقص مع طلوع الشمس حتى غدا معدودا على أصابع الكف الواحدة . بعد أن انقشع ظلام الليل تماما و توضحت معالم الدنيا حولها ، قررت أن تقرأ ورقة ولدها .. قررت أن تقرأ آخر كلماته ..

    أولا رضاك يا أمي .. وثانيا رضاك يا أمي .. أما بعد:

    كنت أرى في عينيك يا أمي أسئلة كثيرة وخاصة عندما نسمع أن جارنا فلان أو ابن جارتنا فلانة قد استشهد وكنت أعرف تماما فحوى تلك الأسئلة وإن غطى عليها حنان الأم في عينيك فأنت أم ، يحق لك الاحتفاظ بي خاصة وأنا وحيدك .

    لكن يا أمي إن بقيت فأنا وحيد ، وإن استشهدت سيغدو شباب فلسطين كلهم أبناء لك .

    الشهادة يا أمي لا تحتاج لمبرر ، لكني سأبرر استشهادي ..


    أوصاني والدي قبل أن يتوفى أنه :
    يا ولدي عندما يحمر الياسمين فالأرض أولى بك من أمك)، ظلت هذه الكلمات ترن في أذني قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، ولم أكن أفهم فحواها حتى وجدته جليا أمام عيني .


    منذ أيام كنت مارا في إحدى الحارات المجاورة وكانت فيها فرقة إسرائيلية تهم باغتصاب منزل أحدهم لحجة أضعف من أن تكون حجة ، دافع الرجل عن منزله بكل ما أوتي من قوة ، وكان على استعداد لأن يضحي بنفسه وبكل أولاده فداءا لهذا المنزل ، تركت الفرقة المنزل لشدة ما رأت من تمسك الرجل بمنزله ، لكنهم قبل أن يرحلوا أصابوه في كتفه بطلقة سعرها بضعة قروش فتلطخت الياسمينة على باب المنزل بدمه ، وفهمت بعدها جيدا ما وراء حروف والدي ، ودعوت الله أن يهبني الشهادة في هذا اليوم لأقدمها ممزوجة بحبي واحترامي هدية .


    لي طلب واحد يا أمي أرجو ألا تبخلي عليّ به ، إن وقفت تحت عريشة الياسمين فاغرسي قدميك جيدا في التراب ، فإذا ما نظرت إلى سماء الجنة ، وجدت قدميك فقبلتها .




    للكاتب السوري حسن الخطيب

    أخيتي قصة رائعة مؤثرة

    جعلت دمع عيني وقلبي يسيل


    شكرا للكاتب والناقل

    ويا الله ما أجمل ريح الجنة



    وعرس الشهادة


    شكرا لك أخيتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أشكر لك نقلك أخيتي ، و يا لها من حكاية تروي قصة كل يوم في أرض كتلك الأرض ، و تقص مشهد كل رجل كرجال أصحاب ذاك التراب .

    تحيتي و تقديري .

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية بسمة عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 368
    المواضيع : 18
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان الاسلام
    أخيتي قصة رائعة مؤثرة

    جعلت دمع عيني وقلبي يسيل


    شكرا للكاتب والناقل

    ويا الله ما أجمل ريح الجنة



    وعرس الشهادة


    شكرا لك أخيتي
    اهلا بك اخي وشكرا لردك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية بسمة عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 368
    المواضيع : 18
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرة
    أشكر لك نقلك أخيتي ، و يا لها من حكاية تروي قصة كل يوم في أرض كتلك الأرض ، و تقص مشهد كل رجل كرجال أصحاب ذاك التراب .

    تحيتي و تقديري .
    اهلا بكِ اختي وشكرا لردكِ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية بسمة عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 368
    المواضيع : 18
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة فلسطين
    مشكورة اختي بسمة ويعطيكي الف عافية على الموضوع الرائع وبارك الله فيكي وجعله في ميزان اعمالك

    اختك في الله

    عاشقة فلسطين
    اهلا بكِ اختي وشكرا لردكِ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    أختي الكريمة بسمة:

    أرحب بك في واحتك واحة الفكر والأدب ملتقى النخبة ودار ندوتهم وأشكر لك هذا النقل المميز.

    هي قصة تتكرر في كل يوم في أرض دنسها الكفر فقامت فئة قليلة من عباد الرحمن يطهرونها تطهيراً بدماء زكية كتلك التي لونت زهر الياسمين. الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

    ولعلي لاحظت رغم تأثير القصة الحزين عدة هنات وقع فيها الكاتب أشير لأهمها هنا:

    لم تكفيها الرصاصة التي استقرت في صدره لتتأكد من استشهاده
    لم تكفها الرصاصة التي استقرت في صدره لتتأكد من استشهاده

    أحسَّت أن الدنيا تدور من حولها
    أحسَّت بالدنيا تدور من حولها

    أحسَّت بعدها أن وطء الفراق الأبدي قد خفَّ بعض الشيء
    أحسَّت بعدها أن وطأة الفراق الأبدي قد خفَّ بعض الشيء (الوطء أمر آخر لا علاقة له بالسياق مطلقاً)

    تغرغرت في عينيها الدموع
    تغرغرت عينيها بالدموع


    لك التحية والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. لن يّحْمَرّ الأفق مساء الغد
    بواسطة حنان الاغا في المنتدى مُنتَدَى الرَّاحِلَةِ حَنَانِ الأَغَا
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 26-08-2007, 12:36 AM
  2. الياسمين
    بواسطة حرف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30-05-2003, 07:23 PM
  3. من بين أنامله الياسمين (اولى مشاركاتى )
    بواسطة خلود علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23-05-2003, 12:54 AM
  4. فتاة الياسمين...
    بواسطة معارج الروح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 21-05-2003, 08:03 PM