زقاق مهجور وأروقة مستشفى
تبعثرت الأوراق مع صوت الرعد
فطعن الزقاق رغم وحدته
وٱنطفأ النور بالمشفى ..
تأوه المسكين من النزيف
فٱنتشر الخبر
نعم هناك زقاق يصدر أصواتا
أمر مخيف ..
قرعت الطبول
وجهت فوهات المدافع
سيعدم الزقاق المهجور الوحيد
المخيف ٠٠٠
في تلك اللحظات إسترسل عقله في بحر الذكريات
يوم كان يافعا يوم جاءت تلك العائلة تلك الفتاة
ترعرعت وهي تلاعبه وضحكاتها صداها إلى الآن بين أضلعه
كانت بين الفينة والأخرى تنظف المكان وكأنها تنظف فمه
بل في بعض الأحيان كانت تنام في أحضانه
بين فترة زمنية و أخرى كانت تعيد طلاءه
كأنها تحلق ذقنه أو تهندمه على أحسن صورة في جميع المناسبات ٠٠
أراد يوما أن يحتضنها فكاد أن يقع بمن فيه
عندها فقط فهم لعبة الأقدار
إنها لعنة الحياة ٠٠
وجاء اليوم المشؤوم تزوجت حبيبته و رحلت
أراد اللحاق بها لكنه لم يقدر ٠٠
مرة بعض السنين وهجر المكان
وبقي الزقاق وحيدا مع الذ كريات
كشيخ طاعن يروي أيام زمان ٠٠
سمع قائد الفيلق يصرخ إستعدوا
وسمع أيضا صرخة توقفوا
إهتز فؤاده
فقد جاءت حبيبته لتحميه
توقفوا لن تهدموا هذا المكان
لقد ترعرعت هنا أرجوكم
جاء شرطيان لأخذها عنوة
فٱلتفتت إليه باكية
رددت
إني أحب هذا الزقاق ..
نظر إليها الزقاق ٬إبتسم للمرة الأولى منذ سنوات
ثم مات ٠٠٠
فيصل القاسمي