أَلَــدُّ مِــنْ نِــقْمَةِ الْــمَوتُورِ مَــا اقْــتَرَفَهْ
أَغْــرَاهُ عَــرْفُ الشَّغَافِ الْعَفِّ فَاقْتَطَفَهْ
سَــالَتْ عَــلَى وَجْــنَةِ الْــوَجْدِ ابْتِسَامَتُهُ
وَتَــرْجَمَتْ مِنْ حَدِيثِ الصَّمْتِ مَا نَزَفَهْ
لَــمْ يَــدْرِ أَنَّ الَّــذِي يَــخْشَى عَــلَى يَدِهِ
بِــالظُّفْرِ يَــنْسِجُ مِــنْ خَيْشِ النَّوَى تَلَفَهْ
مَــا اعْــشَوْشَبَتْ بِالْهَوَى الْعُذْرِيِّ أَفْئِدَةٌ
إِلَّا وَأَرْعَــى بِــهَا مَــهْمَا اتَّــقَى صَــلَفَهْ
تَــبَــرَّأَ الْــوَعْدُ مِــنْ كَــفٍّ مَــدَدْتُ لَــهُ
وَمِــنْ يَــمِينٍ عَــلَى صَدْرِ الصّبَا حَلَفَهْ
مَـــا حَــمْــحَمَتْ خَــيْــلُهُ إِلَّا وَسَــرْبَلَهَا
دِرْعَ الْــوَقَــارِ فَــأَيَّــانَ الْــهَــوَى ثَــقَفَهْ
لَــوْلَا تَــأَنَّى فَــلَمْ يَــأْنَسْ إِلَــى قصَصٍ
مِــنْ شَــهْرَزَادَ وَلَــكِنْ صَرْفُهَا صَرَفَهْ
بِــنْتُ الْــخَيَالِ هَــوَتْ بِــالصَّدِّ عَــاكِفَةً
عَــلَــى جُـــذَاذِ فُــؤَادٍ حَــطَّمَتْ رَهَــفَهْ
وَابْــنُ الْــخَلِيلِ نَمَى الْحُبَّ الْحَنِيفَ فَمَا
يُــوَجِّــهُ الْــقَــلْبَ إِلَّا مُــسْــلِمًا شَــغَــفَهْ
أَحْــنَتْ عَــلَى بَــدْرِهِ شَــمْسِي فَحَادَ بِهَا
صَوْبَ الْكُسُوفِ وَنُورِي الْبَرُّ مَا خَسَفَهْ
وَالــشَّمْسُ مَــا أَفَــلَتْ فِــي لَيْلِ غُرْبَتِهَا
وَإِنَّــمَا مِــنْ قُــصُورِ الْــعَيْنِ أَنْ تَصِفَهْ
أَزْلَــفْتُ قَــلْبِي غُــلُوًّا فِــيكِ مِــنْ وَمَقٍ
كَــصَائِمٍ يَــرْتَجِي الرِّضْوَانَ فِي عَرَفَةْ
وَجِــئْتُ أَنْــحَرُ عِــرْفَانِي عَــلَى طَــبَقٍ
وَلَــوْ حَــبَبْتِ فُــؤَادِي الْــحَتْفَ لَازْدَلَفَهْ
يَــا مَــنْ تَــبَوَّأْتِ جَــنَّاتِ الــنُّهَى نُــزُلًا
وَفِـــي جــنَانِكَ لَــمْ يُــبْدِ الــنَّدَى كَــلَفَهْ
لَا تَسْكُبِي الْيَأْسَ فِي كَأْسِ السِّنِينَ أَسَى
فَــرَشْفَةُ الــسُّمِّ لَا تُــبْقِي الَّــذِي رَشَــفَهْ
وَلَا تَــدُعِّــي حَــنِينَ الــطِّينِ مِــنْ وَرَعٍ
فَــصَــبْوَةُ الْــمَاءِ لَــيْسَتْ نُــطْفَةً وَتَــفَهْ
وَلَا تُــرَاعِــي إِذَا مَــا الْــهَجْرُ أَيْــوَبَنِي
فَـــإِنَّ لِــلــشَّوْقِ إِلْــحَــافٌ وَلِــي أَنَــفَةْ
مَـــا أَنْـــتِ إِلَّا أَنَــا رُوحٌ تَــشِعُّ عَــلَى
جِــرْمَيْنِ مِــنْ عَــسْجَدٍ ذَابَا بِهَمْسِ شَفَةْ
وَالــنَّفْسُ سِــرٌّ سَــرَى لَا حَدْسَ يُدْرِكُهَا
وَلَا يُــحِيطُ بِــهَا فَــصْحٌ صَــفَا وَصِــفَةْ
وَأَنْــتِ شِــعْرِي الَّذِي لَوْ عَنَّ فِي زَمَنٍ
لَــبَــشَّ مِــنْهُ زُهَــيْرٌ وَانْــتَشَى طَــرَفَةْ
كَــأَنَّــهُ عَـــادَ مِـــنْ سِــرْدَابِ غَــيْبَتِهِ
لِــيُدْهِشَ الــذَّوْقَ مِــنْ إِبْدَاعِ مَا اغْتَرَفَهْ
وَمَـــا تَــسَــلَّقَ قَـــدْرِي غَــيْرُ مُــنْتَهِزٍ
كَــالْفَأْرِ مِــنْ حَوْبَةِ اللَّيْثِ امْتَرَى شَرَفَهْ
لَا كُــنْتَ يَــا قَــلْبُ إِنْ أَمْــسَيْتَ إِمَّــعَةً
يَــرَى الْــوُجُودَ وَلَــكِنْ لَا يَــرَى طَرَفَهْ
إِنْ كَــانَ يَــسَفَعُ نَــخْلَ الْــحلْمِ نَمْلُ أَذَىً
فَــكَيْفَ يُــسْعِفُ نَــحْلَ الْــمُجْتَنِي سَعَفَةْ
قِفْ فِي مَدَى الْحُبِّ لَا تَعْدُ الْمُنَى بِهَوَىً
فَــأَيُّ عِــشْقٍ لِمَنْ يُضْنِيكَ مَحْضُ سَفَهْ
وَلِــلْــمَشَاعِرِ بَــيْــضَاءَ الـــرُّؤَى دِيَــمٌ
تَأْسَى بِعَصْفٍ وَإِنْ أَبْدَى الصَّدَى أَسَفَهْ
فَــنَــرْجِسُ الْــقَلْبِ لَا يَــسْمُو بِــلَا ثِــقَةٍ
وَلُــؤْلُــؤُ الْــحُبِّ لَا يَــنْمُو بِــلَا صَــدَفَةْ