استيقظت باكرا كعادتي .. تفحصت قائمة أعمالي لهذا اليوم فوجدت جدولي مزدحما للغاية
ارتديت ثيابي على عجل، واتجهت بسيارتي إلى كلية الطب، حيث يبدأ يومي بمحاضرة فيها.
شخصيتي الجادة الصارمة تجبر الطلبة عادة على الانتباه والتجهم والهدوء ـ ولكني واجهت
اليوم وجوها مبتسمة وسمعت همهمة خفيفة .. تفاءلت بيوم مشرق سعيد.
هرعت بعد ذلك إلى المستشفى حيث تلقيت منهم اتصالًا يخبروني فيه أن غرفة العمليات قد
أعدت و أنهم في انتظاري .. دخلت لإجراء عملية قيصرية ، حاولت ممرضتي الثرثارة أن
تخبرني بشيئا؛ فنهرتها وقاطعت مبادرتها... ليس الآن.. وعندما بشرت الوالد بالولد الذي كان يحلم به
وهو أب لابنتين ـ أصبغت السعادة وجهه ـ فكشفت ضحكة أظهرت نواجذه وأخذ يشكرني، تركته وأنا
أتعجب من شغف الرجال لإنجاب الولد وكأنه سيورثه الأرض وما عليها.
دخلت غرفتي، طرحت لبس العمليات ، وتناولت حقيبتي وأنا في عجلة من أمري ـ أوقفتني ممرضتي
قائلة: دكتورة .. انتظري يجب أن أقول لك .. قاطعتها قائلة : مرة أخرى يا عزيزتي فالاجتماع لابد أن يكون قد بدأ.
ومع لفيف من الأطباء وإداريّ المستشفى كان الاجتماع الذي استمر عدة ساعات.
مجهدة عدت إلى غرفتي لأستريح قليلا قبل مباشرة عملي في العيادة ـ قلت لممرضتي : رغم الإجهاد والتعب
سعيدة أنا فالجميع اليوم كانوا يبتسمون في وجهي ـ غالبت ممرضتي ضحكها وهى تشير إلى قدمي وتقول:
حاولت أن أقول لك يا دكتورة ، ولكنك لم تستمعي لي.
نظرت إلى قدمي فشهقت وأخفيت وجهي خجلا .. فقد اكتشفت إني كنت ألبس فردتي حذاء لا يمتّا إلى بعضهما بصلة:
الأولى بنية اللون مقفولة، والأخرى مفتوحة لامع جلدها حمراء فاقع لونها.
وانفجرت رغما ضاحكة.
4/ 12 / 2016م