بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلال سورة الإخلاص
د. ضياء الدين الجماس
حِصْنٌ مُحَصِّنةٌ للإنس والجان= يا سورةً هطلتْ من غيث حنّانِ
فيها شفاءٌ من العين التي حَسَدَتْ = ترُدّها حسرةً في جُعبَةِ الجاني
نِعْمَ الحروفُ كنجم الليلِ في غَسَقٍ = تنيرُ ظلمتَهُ من نورِ قرآني
آياتُها اكتملت كالبدر كاملة = نورًا لمنهجنا من بحر عرفان
أنعم بألقابها العشرين قاطبةً = في حرفها ألقٌ كالدرِّ نوراني
وقلبها ازدان "بالإخلاص" جوهرةً = سبحانَ مُنْزِلها منْ عَرْشِ رحمنِ
ثلْثُ الكتاب بها فاغنمْ تلاوتها = من ماتَ ينطقها كانت كبرهانِ
تتلى مُحلِّقَةً في الصدرِ خافقةً = يجري اللسانُ بها من ثغر عدناني
قلْ خالقي أحَدٌ ربٌّ لنا صَمَدٌ = وما له وَلَدٌ حاشاه من ثان
وما له والدٌ إذْ لا شريكَ له = وما له كفؤ حتى ولا دان
رَوْحٌ بأحرفها كالنهر جارية = دومًا نُدَنْدِنُها في كلِّ ميدانِ
كأنها عَنْبرٌ والمِسْكُ خالطهُ = يجري النسيمُ بها من روض بستان
تأتي مفرِّجَةً عن كلِّ مُكرَبةٍ = لو كنتَ في قلَقٍ من كيد شيطانِ
في الفرض أقرؤها أجلو بها بصري = لم أنسها أبداً في طيف وجداني
تزور نافلتي والماء في يدها = تسقي به مهجتي والله أحياني
الله جامعُنا يوماً ليسألَنا = تأتيكَ شافعةً في نورها الحاني
والحمد لله ربّ العالمين
==========
الجان : مخففة من الجانّ وهم من المخلوقات الخفية المكلفة كالإنس ، ومنهم المؤمنون ومنهم الكافرون.
العين : في البيت الثاني ، تعني الإصابة بالعين ، وفيها الحديث الشريف ( العين حق).
ألقابها : أي ألقاب السورة الكريمة التي اشتهرت بها عند العلماء مثل المعوذة والنور والبراءة والمانعة... توجد في الكتب الشرعية كالتفسير الكبير.
رَوْح : كل ما يريح النفس من رحمة الله تعالى ..
العنبر والمسك : من أجود العطور الدوائية تفيد في الاستشفاء من المرض.
مُكرَبَة : النفس المثقلة بالكروب المشدودة بها ، وبضم الراء على وزن مُكحُلة بمعنى آنية الكرب .
الفرض : صلاة الفرض
النافلة : الصلاة الزائدة على الفرض