أساء الظنَّ
أساءَ الظنَّ بي ناسٌ وهُمْ ما.......دروا شيئًا و لا فهموا خطابي
و لو فهموا خطابي صَفَّقوا لي.........و قالوا إنَّه عينُ الصواب
أحاولُ أنْ يظلَّ معي سُروري.......نشيطًا مثلَ غيْثٍ ذي انسكاب
و لكنْ ما ألاقي مِنْ أُمُور...................تسلّمُني لدنْيا الاكْتئاب
رأيتُ الحرَّ بين الناس أضْحى…......يَعيشُ حياتَه ملْءَ اغتراب
فلا عجبٌ إذا زادتْ شَكاتي….........فإنِّي ضِقْتُ ذرعًا بالضباب
أنا مازلتُ أبحثُ عنْ سكون....... ينَقِّي النَّفْسَ منْ كلِّ اضطراب
فلنْ أرتاحَ إلا في حَياةٍ...............يكونُ العيشُ فيها ذا اجتذاب
أنا مثلُ الهزارِ يَودُّ دومًا ...............ملازمةَ الربا بدلَ الخرابِ
يعيشُ المرءُ مقهورًا إذا ما ..........تَخلَّى عنْ مقارعة الصعاب
مذاقُ الفوز بعد الجُهْد حلْوٌ............كمثل حلاوة الشهْد المذاب
لقدْ شاهدْتُ في كلِّ اتِّجاهٍ....................عُيوبًا لا تُغطَّى بالثياب
أحبُّ المرْءَ يَهْوى العيشَ صدْقًا....ويأبى العيشَ في كنف الكِذاب
وجدْتُ الصمْتَ أَفْضلَ مِنْ كلام..........يجرُّ وراءه كمْ مِنْ عتاب
و لن يتراجعَ الإجْرامُ إلا …….....على الجاني بتطبيق العقاب
نطاقُ العدْل لا ينهار إلا…….........إذا ما لمْ يُصَنْ منْ كلِّ باب
و كلُّ حَقيقةٍ يومًا ستبدو…….…...بشكْلٍ واضحٍ مثل الشهاب
و كل مُقرَّب فإلى ابتعاد....................و كل مُبعَّد فإلى اقتراب
و كمْ مِنْ دَوْلةٍ بالعلم صَارتْ.........تُحلِّقُ في السماء مع العُقاب
وَ كَمْ منْ دَولةٍ بالجهل صَارتْ...........حَبيسةَ ظلْمةٍ ذات التباب
وخيْرُ الناس منْ يبقى مُصرًّا........على تَخْفيف أَوْجاع المُصَاب
رأيتُ الدهرَ لا يصْفو لشخْصٍ.........و حَتَّى لوْ صفا فإلى انقلاب
يُصَاحِبني كِتابي في مسيري....فيُغْني النفسَ عَنْ باقي الصحاب
و أَعْلمُ أنَّ فعلَ الخير فعلٌ ….….....يُجازى بالكثير منَ الثواب
سَيُدْفنُ عنْ قريبٍ كلُّ شخص….......و يُبْعثُ منْ جديدٍ للحساب
ويُسْأل كمْ سؤالٍ عنْ أمور......ويُجبَرُ في الحساب على الجواب
فإمَّا أن يُحالَ إلى حَياةٍ......................مُحفَّفة ٍ بأنهار عِذاب
وإمَّا أن يُحالَ إلى حياةٍ.................. تَضمُّ جميعَ أنواع العذاب
فطوبى للذي دنياه تَمْشي...............بأَكْملها على خطِّ الصواب