ظلت أمانيك رهن الموت فاحك لها
من ذا سيفتح بابًا دربه عسر
.
من ذا سيشعل أضواء بك انطفأت
وحولك الناس كم عاثوا وكم كفروا
.
ظلت ثمارك رهن القطف فامض بنا
يا من لأجلك ناح القلب والبصر
.
ظل الأسى يرهق الأحياء ، واعجبي !
غباره من بلاء القحط ينتشر
.
عجافك الآن يسري بؤسها بدمي
وقمحك اليوم ينأى ثم يعتذر
.
طاطأت ، ويحك ، لا صبح فيضحكنا
ولا المهالك تبقينا ولا تذر
.
قد كنت ذا عزة من قبل يا وطني
فما الذي اغتال فيك العز ؟ ما الخبر ؟
.
بين الحروب وقحط الدهر كنت بنا
تمشي وخلفك يمشي الجوع والحذر
.
ميلاد عمرك لم نعرف له زمنا
كأنك الدهر ، قم لا هزك الخطر
.
حكاية الشيب آثار بك اندثرت
قد شيدتها ملوك ، فانتهى الأثر
.
كأن بلقيس ما كانت وتبعنا
أنى تركت صروح المجد تندثر
.
وأين وضاحنا يلقي قصائده
أم أن كل جميل فيك يحتضر
.
إنا فديناك من بأس ونازلة
فاعبر بنا إن دهاك الشر والبشر
.
وسر بنا للعلا وازرع بنا أملا
كم نشتهي أن يطل الفجر والسحر
.
فعش بنا حيث لا قبح يخالطنا
ولا فتور ولا ضعف ولا خور
.
أنت الذي في ثنايا الروح أحمله
عد للحياة ، فدتك الروح والعمر
ياسر المعبوش
البحر البسيط
الحديدة 12-2016م