|
ألِحُسنكَ الميّاسِ ترجو ميلا |
أم أنّ سراًّ يستميلُ عقولا |
ماذا تظنُّ الناّسَ إن هُمُ أدبروا |
قد لا يكونُ مُيولُهمْ تبجيلا |
قد لا يكونُ سوادُ جمعٍ حاكماً |
كم أخطأ التضليلُ فينا قيلا |
كمْ أوهمَ المدّاحُ دهراً مادحاً |
ظنّا بأنَّ القولَ أبلغُ طولا |
إنّ القلوبَ بطبعها ميّالةٌ |
لا تخطئُ المطلوبَ و المفضولا |
قد تُستمالُ ببارقٍ لكنّها |
أبداً تجيدُ على المدى تفضيلا |
ليس الكثيرُ دليلُ حقٍّ دائما |
ليسَ الرِّضا أن تستميلَ فلولا |
هيَ ذي الحياةُ عليلةٌ في شأنها |
يشقى بها من ظنّها إكليلا |
بينَ الجميلِ بأصلها أثمارهُ |
و هوًى تمازجَ بالقبيحِ حُلولا |
أقبلْ هناكَ إذا أردتَ وصالنا |
تجدِ الجمالَ مُرصّعاً مَجذولا |
واقطفْ بدربكَ حُسنَنا و كنوزنا |
لن تخطئَ العينُ الكحيلُ جَميلا |
أمّا إذا أرْمَدتَ عينكَ طالباً |
فينا نبيّاً لمْ تزلْ معلولا |
من ذا يلاقي في الخليقةِ كاملاً |
حسبُ الكرامِ وجودُهم موصولا |
حسبُ الكرامِ محامدٌ معدودةٌ |
و النُبْلُ فينا يُكْمِلُ المفصولا |
أدركْ شعوركَ في الأحبّة إنّهم |
لم يحملوكَ سوى وفاً و قبولا |
لم يقبلوكَ سوى الموفّق بينهم |
رأيا حكيماً أو ندًى و هطولا |
إنْ تُقبلنَّ و بالسماحةِ ماشياً |
و على التواضعِ لم تزلْ مقبولا |
إنْ تعدلنَّ عن التميّزِ ساعةً |
في غورِ نفسكَ تلْتقِ التفضيلا |
طُفْ في المدائنِ أو على أفلاكها |
عبثاً تُلاقي سرّها المجهولا |
سرُّ القلوبِ تواضعٌ و مساحةٌ |
بيضاءُ تسري في النفوسِ قبولا |
و الحبُّ دربٌ للذينَ توشحوا |
بدلَ العتابِ نقاوةً و أفولا |
ستظلُّ تلعقُ من عُدُولِكَ موجعاً |
و ترى الأحبّةَ في سماكَ عُذولا |
ستظلُّ ترشفُ من ظنونكَ غربةً |
و تعيشُ في وكرِ الهمومِ نزيلا |
هيهاتَ تُدركُ بالتمنّي منزلاً |
فالدّاءُ داءٌ قد شهدتَ عليلا |
أقصرْ فبعضُ الدّاءِ في إقبالها |
و شفا النفوسِ فطامُها تأصيلا |
تبغي نصوحاً ذي نصيحةُ شاعرٍ |
عرفَ الحقائقَ بالشعورِ وُصولا |
يبغي التحقّقَ أو تعذّرَ وصلُهُ |
كانَ التحقّقُ فكرةً فمثولا |