أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إلى العراقِ الجريح

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : العراق
    العمر : 44
    المشاركات : 27
    المواضيع : 16
    الردود : 27
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي إلى العراقِ الجريح

    سقمٌ عراكَ و ما لهُ من آسِ
    وطباعُكَ اسْتعْصتْ على الدُّرَّاسِ
    لو حُمِّلتْ بلواكَ أطباقُ السما
    لهوَتْ لإرضِكَ تشتكي و تُقاسي
    لكنَّكَ استذْكرْتَ من بِكَ أُلْحِدوا
    فحملتَ ما فيهم من الإحساسِ
    وحملتَ رغمَ جراحكَ الملأى دماً
    صبرَ الحسينِ و غيرةَ العبّاسِ
    فإذا تعثَّرْتَ انتفَضْتَ و لم تَهِنْ
    ما أهونَ البلوى على المُرَّاسِ
    يا تربةً ضمَّتْ جهابذةَ الورى
    قبلَ الجسومِ عزيمةً ، و تآسي
    التربُ في أرجاكَ تِبْرٌ صارخٌ
    و التبرُُ يسمو فوقَ كلِّ نحاسِ
    يا موطناً حتّى النخاعِ عشِقْتُهُ
    و مزجْتُ أدْمعَهُ بخمرةِ كاسي
    مُلئتْ كؤوسُ سواكَ شهداً سائغاً
    فنبذتُها عنّي ، و عن وسواسي
    و طفقْتُ أجرعُ صابَ عِشْقِكَ ناشياً
    تالله ـ إلا منهُ ـ ما أنا حاسي
    الموتُ فيكَ حياةُ كلِّ مُجاهدٍ
    رمضاؤكَ اصطكّتْ بها أضراسي
    ملكُ المشارقِ و المغاربِ مُبْعَداً
    عن رحبتيكَ و فرعِكَ الميّاسِ
    أ يعيشُ يا ملكَ الهوى جَذِلاً على
    تلكَ الربوعِ كعيشةِ الكنّاسِ
    سَغَبي إليكَ يزيدُ إذْ ما زادَ في
    جوفي ، و أُثْرى فيكَ في إفلاسي
    ما زلْتُ أحطِبُ في همومِكَ مُبْحراً
    حتى انحنى ظهري و أوْهِيَ فاسي
    ما زلتُ أخطبُ عنكَ حتّى أصبَحَتْ
    تربو على صحفِ الورى أكداسي
    إنَّ الذي في القلبِ من وحيِ الشجى
    مرآتُهُ ما كانَ في الكرَّاسِ
    و إذا استزادَ الكرْبُ في روحٍ ترى
    أنَّ امتطاءَ الشعرِ سهْلُ مِراسِ
    غنّى و لعْلَعَ في امتداحِكَ مِذوَدي
    حتّى استفاضَ العِطْرُ من أنفاسي
    عبِقاً كأغنيةِ الصّباحِ يصوغُها
    من جُلَّنارٍ ، من نسيمِ الآسِ
    *********************
    أوّاهُ يا أَلَقاً يسافِرُ في دمي
    لا في فمي .. عذْبٌ هواكَ القاسي
    هذا هواكَ قدحْتُ فيهِ حشاشتي
    حُزْناً فأشْعَلَ بالسحائبِ راسي
    انا أستشفُّ الحزنَ فيكَ فلا تَبُحْ
    فالدرُّ لا يخفى على الغطّاسِ
    و أراكَ إنْ عميتْْ عيونُ عشيرتي
    زيتاً على سطْحِ الحقيقةِ راسي
    ********************
    طالعْتُ في عينيكَ تبكي بسمةٌ
    هيَ وَحْشةٌ تاقتْ إلى الإيناسِ
    هيَ قصّةُ الحَمَلِ الوديعِ إذا رعى
    في روضةٍ تكتظُّ بالأشراسِ
    دخلوكَ كي يستعبدوكَ فقلتَ : لا
    و اسْتُجْلِبوا من سائرِ الأجناسِ
    ظنّوكَ مثْلَ السالفينَ تُباعُ أو
    تُشرى ، تنوشُكَ أذرُعُ النُّخَّاسِ
    كلا وربِّ الذارياتِ و بارئ الـ
    ـأنسامِ و المحْصي فِعالَ الناسِ
    و من البسيطةُ مدّها مدّاً و من
    أرسى على الأرضِ الوهادِ رواسي
    أنتَ العراقُ و أنتَ أعرقُ من سمى
    و كسَتْكَ أيدي اللهِ خيرَ لِباسِ
    فإذا انتفضْتَ على الطغاةِ و زهْوِها
    فَلَقَدْ جَنَحْتَ لِعرْقِكَ الدسّاسِ
    فلقد رُزِقْتَ الحزمَ ـ قدماً ـ و الحجا
    و العزْمَ من ليثِ الوغى الفرّاسِ
    و البأسَ من صِنْوِ النبيِّ محمَّدٍ
    وحبيبِهِ ، أكرِمْ بهِ من باسِ
    *********************
    سأراكَ يا وطنَ الأكابرِ في غدٍ
    أملاً يبرْعِمُ في صحارى الياسِ
    وأراكَ تهتفُ إنَّ ربّي عالمٌ
    ما فيَّ من محنٍ و من أنكاسِ
    لا تقفلوا مني الحدودَ وتحرسوا
    أسوارَها فعيونُهُ حُرّاسي
    فاللهُ أثْبَتَ في جناني مبدءاً
    هوَ أنْ تكونَ مآتمي أعراسي
    ***********************
    كم عاشقٍ قد ودَّ أن ينسى الذي
    يهوى فبئسَ العاشقُ المتناسي
    و أنا إذا عافتْ طيوفُكَ أعْيُني
    أشعلْتُها بفؤاديَ الحسّاسِ
    سأبثُّ ما تشكوهُ من وجْدٍ و لنْ
    يسْطيعَ حجّاجُ الخنا إخراسي
    إنَّ الذي كادَ المكائدَ و البلا
    ولكبريائكَ يرتضي بمساسِ
    و يرومُ بيعَكَ للزنيمِ من الورى
    هو خاسئٌ .. هو خاسئٌ .. هو خاسي
    ما عُدْتَ تدري من أتاكَ مُصافِحاً
    أ أتاكَ يشمتُ أمْ أتاكَ يواسي
    إنَّ المصيبةَ جُلَّها يا موطني
    إنْ قورِنَ الأطهارُ بالأرجاسِ
    *******************
    أ أنامَ عِشْقُكَ يا عراقي صحوتي ؟
    أمْ أوقظتْ منكَ الهمومُ نعاسي ؟
    قد يكتبُ الشعراءُ فيكَ قصائداً
    لِيُقالَ شاعِرنا الهمامُ (( سياسيّْ ))
    كتبوا عليكَ بحبْرِهم لا دمعِهم
    كيما يعودوا مالئي الأكياسِ
    كم نمّقوا كلماتِهم لكنَّها
    كانت طباقاً خاوياً بِجناسِ
    من قال فيكَ الشعْرَ إيماناً فذا
    تاجي ، زهى بالدرِّ و الألماسِ
    و من استقى من ذا المديحِ دراهماً
    فمقامُهُ ـ والعذرَ ـ تحتَ مداسي
    ما اخترْتُ مدْحَكَ كي يُطالعَني الورى
    شعراً ، لردِّ الحقِّ في إبخاسي
    كلا و لا كنتُ المسطِّرَ أحرفاً
    لأعدَّ أخماساً على أسداسِ
    ما الشعرُ إنْ لمْ يجترحْ طرقَ السّما
    قبلَ الندامى الكثُرِ و الجُّلاسِ
    أنا شاعرٌ لو ماتَ أبْقى صوتُهُ
    رنّاً بسمعِ الدّهْرِ كالأجراسِ
    انا شاعرٌ لو أُرْمِسَتْ أعضاؤهُ
    تُرْباً ، فما في الشعْرِ من إرماسِ
    ما ماتَ من أهدى الورى نَفَحاتِهِ
    روحاً ترفرفُ في ربى الأقداسِ
    لغةُ المساميرِ انتضيتُ ثيابَها
    و رفعْتُ عن شعري رِيا الأقواسِ
    و لبِسْتُ ثوبَ الصّدْقِ من عهدِ الصِّبا
    عُمْراً ، فكانَ على تمامِ مقاسي
    أهَبُ الحروفَ كما تشاءُ سليقتي
    من عفّةٍ ، و رصانةٍ ، و حماسِ
    فإذا أفَلْتُ مع النجومِ تضئُ لي
    تحتَ الثرى قَبَساً من الأقْباسِ
    خلَدتْ ملوكٌ حينَ قيلَ بحقِّها
    شِعْرُ فأُوْصِلَ ذِكْرُها للناسِ
    لكنَّني لكَ يا عراقي شاكرٌ
    ها أنتَ قدْ خلّدْتَ شِعْرَ فراسِ

    فراس القافي

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    تالله إنك لشاعر مبدع موهوب!

    قصيدة في الذرى أخذتني بجرسها ونبض مشاعرها حتى قرأتها بنفس واحد رغم طولها.

    هي قصيدة تستحق الحفاوة والتقدير والاهتمام. وإني قد لاحظت عليها بعض ما يجدر الإشارة إليه لتتبوأ مكانها واحدة من عيون الشعر العربي فإن أذنت أشرت.


    تحياتي وانبهاري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    أخي الكريم فراس القافي
    أوافق أخي سمير العمري في أنها من القصائد العيون و إن طالت
    قرأتها من قبل و كتبت تعليقا و لكنه لم ينشر لسوء الشبكة
    و اليوم أستزيد من جديد
    و بالفعل لقد لاحظت أيضا بعض الهنات البسيطة التي يمكن تداركها لتزداد القصيدة تألق
    سأنتظر رد د. سمير لتوضيحها لتعم الفائدة
    تقبل الود الخالص
    د. جمال

    و أراكَ إنْ عميتْْ عيونُ عشيرتي
    زيتاً على سطْحِ الحقيقةِ راسي
    البنفسج يرفض الذبول

  5. #5
    الصورة الرمزية بندر الصاعدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 43
    المشاركات : 2,930
    المواضيع : 129
    الردود : 2930
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأخي الكريم
    السلام عليكم
    حياك الله في واحتك شاعرًا قارئًا كريمًا مفيدًا
    قصيدة ذات نفس طويل ثرية الألفاظ جليلة المعاني على أساليب كبار شعراء العراق قديمًا حكمة وفخرًا
    وعلى عجالة أشير إلى نقطتين هما :
    - أعرق من سمى
    سما مِن يسمو وليس سمى .
    - أوقظت هي أيقظت .

    ولي عودة نلتلمس بعض معانيه الرائعة
    لك التحية .

  6. #6
    الصورة الرمزية عيسى جرابا شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    المشاركات : 359
    المواضيع : 35
    الردود : 359
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    نص باذخ يا فراس

    قرأته عدة مرات فطربت على وقع الجراح

    وهذه عادتنا نحن العرب

    أشكرك على هذا الثراء أيها الثري

    وفقك الله وبارك فيك

    تحياتي

المواضيع المتشابهه

  1. الأَمَلُ الْجَرِيِحْ / غيداء الأيوبي
    بواسطة غيداء الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 18-03-2016, 07:11 PM
  2. وطني الجريح
    بواسطة مازن لبابيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 04-06-2014, 12:12 PM
  3. العراق الجريح
    بواسطة باسم كروج في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-09-2012, 01:09 PM
  4. قلبى ووطنى الجريح
    بواسطة محمد عسران في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 14-07-2006, 01:10 PM
  5. لبنان الجريح
    بواسطة محمد السوالمة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-10-2004, 06:28 PM