مـا لي بشعري مطلبٌ في شُهرةْ ... أو فـــي تــوسّـلِ لـفـتـةٍ أو نـظـرَةْ
أو فــــي إثــــارةِ كــاعــبٍ فـتـانـةٍ ... أو فــي اسـتـمالةِ ظـبيةٍ أو مُـهرةْ
قـــد يـكـتبون بـخـام حـبـرٍ فـاسـدٍ ... وأنــا دَمِــيْ حـبـرٌ يـضـيء الـفكْرةْ
أرنــو عـلـى بــرج الـتـأمل حـالـما ... ويـقـودهم _مــا يـمكرون_ لـحُفرةْ
زَهِـدُوا بـطعمِ الـحبِّ حـتى فاتَهم ... قـطفُ الـوصالِ ولـم يـذوقوا الـعِبرةْ
ثــم ادعــوا فـيه الـلطافة والـهُدى ... وكـأنّهم فـي الـطيب أهـل الـعِترةْ
لــو أنـهم بـصروا ضـياع حـظوظهم ... لـبكوا عـليها مـن دمـوع الـحسرةْ
هـي سَـكْرَةُ الـرَّغباتِ تمنعُ أهلها ... مــن صـحوة الإنـقاذ بـعد الـعُسرةْ
فـيـظلُّ خـاطرُهم رهـينَ غـرورِهم ... يـلقى الـمذلة في جنون السّكرةْ
الـــورد ســرّ جـمـاله فــي يـقـظةٍ ... قــد زاولَـتْـها فــي الـتـرابِ الـبِذْرةْ
فــي جـنـةِ الـوجـدانِ نـهـرٌ دافـقٌ ... مـا أفـسدتْ لـغتي مـلوحةُ قـطرةْ
هبني معي وحدي ولستُ بحاجةٍ ... فــي أن أكــون مُـغـيّبا فـي زُمـرةْ
لـيـس الـصناعةُ غـايتي وغـوايتي ... بـفـنـونها امـتـلكتْ يــداي الـقُـدرةْ
والـغوص فـي المعنى يسيرٌ هيّنٌ ... وجــزالـة الألــفـاظ لـيـستْ نُــدرةْ
يــا روحَ أشـعـاري فـضـاؤك مُـعـرَبٌ ... بـالرّفعِ , لا تـبقي حـبيسةَ كسرَةْ
أعـتقتُ مـن قيد التواضع مُعجمي ... فــرأيـتُ أجـنـحـةَ الـبـلاغـةِ حـــرّةْ
ورأيْــتُ عـنـوان الـقـصيدة شـامخا ... فـــوق الـجـبـين مُـرصّـعـا بــالـدُّرةْ
قـمـرٌ لــه وجْــهُ الـسـماءِ قـصـيدةٌ ... هـي لا تـزول بُـعيْدَ فـضّ الـسهرةْ
بـالـحُسنِ لا بـالـمدح كـان ضـياؤه ... هـل بـالمديح يضيء نجمُ الزُّهرةْ!
مـا دام عـشقي ثـورةً . وقصيدتي ... أرضــي , بـأنـفاسي تـدومُ الـثورةْ