كرامات أولياء الله الصالحين.

ذكرت كرامات الصالحين فى القران الكريم فى عدة مواطن وفى عدة أزمنة مختلفة نسرد منها اليسير على سبيل الحجة والدليل والبرهان.

من كرامات الصالحين فى القران الكريم قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح سيدنا الخضر وقد ورد ذكرها مطولا فى تفسير سورة الكهف وكيف أجرى الله تبارك وتعالى الكرامة وخوارق العادة على يد الولى الصالح سيدنا الخضر من خرقه للسفينة ومعرفته بالملك الظالم الذى يأخذ كل سفينة عنوة وغصبا، وكيف انه قتل الغلام الصغير الذى لم يبلغ الحلم بعد وأخبر سيدنا الخضر ان الله تبارك وتعالى سوف يعوض والديه المؤمنين بولد خير منه يكون صالحا، وأخبر سيدنا الخضر بالكنز المدفون تحت الجدار وأخباره بأصحاب الكنز ومعرفته حالهم من اليتم وأخبر أيضا عن الجد السابع لهولاء اليتيمين أنه كان رجلا صالحا وكان أبوهما صالحا فكل هذه الخوارق هى من الكرامات التى أجراها الله تبارك وتعالى على يد سيدنا الخضر فى حضور نبى ورسول ومن أولى العزم من الرسل هو سيدنا موسى عليه السلام .

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الصالحة الطائعة التقية السيدة مريم بنت عمران رضوان الله تعالى عليها والمعروف والمشهور انه لا توجد سيدة من الرسل أو الانبياء، وإنما جاء ذكر السيدة مريم فى القران بأنها صديقة والصديقية من درجات الاولياء، كانت السيدة مريم تقيم فى محرابها للتعبد فى بيت سيدنا زكريا بعد أن كفلها، فكلما دخل عليها سيدنا زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء فى وقت الصيف ووجد عندها فاكهة الصيف فى وقت الشتاء وهى من كراماتها التى جرت على يديها، كما انه ورد فى القران الكريم كلام الملائكة للسيدة مريم وهى فى محرابها ﴿وإذ قالت الملائكة يا مريمُ إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك﴾. الاية وهذه كرامات أجراها الله تبارك وتعالى على يد الصالحة السيدة مريم بنت عمران عليها من الله الرضوان .

ومن كرامات الصالحين التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة أهل الكهف كانوا قوما صالحين مدحهم الله فى كتابه العزيز بأنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ورشاد وكانوا بعد زمن سيدنا عيسى عليه السلام خافوا على إيمانهم ففروا بدينهم من ملك ظالم فدخلوا كهفا فلبثوا فيه بلا طعام ولا شراب فناموا ثلاثمائة سنين وتسعا ومع هذه المدة الكبيرة من النوم كانوا يتقلبون على جنوبهم ولم تستطع الارض ان تأكل اجسادهم أو تبليهم او تصبهم بالعاهات او العلل والامراض طيلة هذا الفترة وهم نيام وهى كرامه لهم مع الكرامة الاخرى النوم هذه الفترة الزمنية الطويلة بلا طعام ولا شراب والتى تعدت ثلاث مائة عام فهذه كرامة من الله أجراها على ايدى اوليائه الصالحين من امة سيدنا عيسى عليه السلام.

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الرجل الصالح سيدنا آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان عليه السلام ووزيره فمن كرامات سيدنا آصف بن برخيا أنه لما أرادت السيدة بلقيس ملكة سبأ باليمن ان تأتى الى سيدنا سليمان عليه السلام الى بيت المقدس مسلمة له مؤمنة برسالته بعد قصة الهدهد والهدايا التى ارسلتها الى سيدنا سليمان أراد سيدنا سليمان عليه السلام أن يأتى بعرش ملكة سبأ من اليمن الى بيت المقدس قبل أن تصل الملكة اليهم فقال لجنوده أيكم يأتنى بعرشها قبل ان يأتونى مسلمين فقام أحد العفاريت وكان رئيسا انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك – فاراد سيدنا سليمان عليه السلام ان تكون المدة الزمنية لمجىء عرش الملكة بلقيس اليه اسرع من ذلك فقام الولى والعبد الصالح آصف بن برخيا فقال انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك، فقال آصف بن برخيا مخاطبا سيدنا سليمان عليه السلام : انظر إلى السماء، فنظر إليها، فدعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتى الله بعرش بلقيس ملكة سبأ من أرض اليمن إلى بيت المقدس فأتى به، فرد سليمان طرفه فوجده بين يديه فهى كرامة من الله تبارك وتعالى أجراها على يد وليا من أوليائه الصالحين وهو آصف بن برخيا وصفه الله فى كتابه العزيز بأن عنده علما من الكتاب والمقصود انه لديه بعضا من علم الكتاب وليس كله.

ويكفى أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فخرا ان الله تبارك وتعالى فضلها على سائر الامم السابقة كرامة وفضلا للرسول المعظم الخلق صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى فى فضلها ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ آل عمران: 110.