حكايات غارداوية
أقواس الحب والذكريات
شاركت بها في مسابقة للقصص العربية , بعد انتظار طويل ظهرت النتائج اليوم , لم أفز , حتى بثلث القصص الّتي تُنشر في موقع المسابقة وتترجم , تأثّرت كثيرا وكرهت المسابقات , وستفوز قصّتي بقراءتكم لها , وهذا أهم عندي
سحر
أي حظ أسود هذا الّذي ساقه إلى هذا الشّارع الضّيّق , وتقابل وجها لوجه مع أبيه , وكان يتمشّى رفقة فتاة تكاد تلتصق به , الأب لا يردّ عادة في مثل هذه المواقف لكنّه يستعمل أسلحة الدّمار الشّامل , إستمع إليه من خلف الحائط يُكلّم أمّه : إبنك راه يعشق , وأشعلت الأم مسلسل العجائز الجزء الأول , الحلقة الأولى عند فطور الصّباح ثمّ موعدنا في وجبة الغذاء والعشاء : آه النّسا واعرين يا بني , وبطريقة إخراج عبقريّة تحوّلت الفتاة الصّغيرة السّاحرة إلى عجوز شمطاء ساحرة , وشتّان بين السّحرين
نحبّك
لمّة النّساء في البيت حكاية كبيرة كلّهنّ يتكلّمن وبصوت عالي , ويتساءل : تُرى من الّتي تستمع ؟ المهم خرج , حالة الفراغ الّتي يعيشها طال أمدها حتّى أنّه لا يذكر متى دخلها وكيف وصل إليها , لم يحصل على الباكالوريا , أخذ شهادة مهنيّة , إشتغل في ميادين متنوّعة ولا زال يُجرّب , دخل زقاق الخيّاطة - نسبة إلى أعمامي الّذين كانوا يُخيطون فيه البرانيس - يلتقيان , هذا الزقاق وحده قد أضاع أُمّة , زحمة لكنّه يستطيع أن يسمعها : نحبّك والله ربّي وحق العاهد قي نحبّك
أقواس
إسمك غريب وجميل , أقواس تضحك : أبي فنّان كبير ومغمور , شاعر ورسّام وموسيقي , إجتمعت فيه كل الفنون , وأمّي تُطاوعه وتساير فنّه وجنونه دائما , أحبّ هذه البلدة وأراد تسميتي داية , ثمّ فكّر في إختراع إسم فكان أقواس , عربي ونُطقه يُشبه الكلمات الأمازيغيّة , عبد الجليل : القوس شكل قريب من الإنسان , فيه إنحناءات ليس بخطوط مستقيمة ولا زوايا حادّة , أقواس تُميّز بلدتنا وأنتي ستُميّزين حياتي كلّها , سنُنجب داية وكلّ الأسماء الجميلة , تضحك
الوادي
عندما يفيض وادي ميزاب يصحوا النّاس وقد وجدوا أنفسهم في العراء , كيوم المحشر , يوم مُميّز وفريد في كلّ شيء , حتّى الجو والأحاسيس تتغيّر , دخل طفل مسرعا , وصل إلى فراش عبد الجليل , حرّكه وهو نائم وقال له : أقواس تنتظرك في أوّل الشّارع , بوجه وملابس مبتلّة وصاحبتها تنظر إليها من بعيد قالت له : الحمد لله أنّك بخير , رأيت البارحة أنّنا في بيت تُحيط به المياه , عائلتي وعائلتك وأنت خارجا كأنّك ذهبت تبحث لنا عن مخرج آمن , لكنّك تأخّرت , وكانت أصوات تُناديني في أعلى السّطح .. أقواس .. أقواس .. حتّى يئست من رُجوعك واستسلمت , وصعدت درجات السُلّم , ستتحقّق هذه الرّؤيا لكن بشكل آخر وليس الآن
بلا وداع
بعد فترة التّدريب المُكثّف تبدأ الحياة في الجُنديّة تدخُلُ مسارا روتينيّا , وقد ألف الوضع , كان هذا هو المخرج الّذي وصل إليه , قال لها أذهب لأداء الخدمة الوطنيّة بعدها أشتغل وخلال سنة بالكثير سنتزوّج , واتّفقا , كانت أغانيها الّتي تُرسلُها له في هاتفه زاده وهواءه الّذي يتنفّسه , جاءه صديقه وسحبه من ذراعه , وهما يتمشّيان ببطء في كلمات مُقتضبة قال له : هاجمها المرض الخبيث واستفحل بسرعة , أقواس ماتت