أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    المشاركات : 282
    المواضيع : 168
    الردود : 282
    المعدل اليومي : 0.09
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي


    تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي

    التخلية والتحلية وهي من أهم مباديء أهل السلوك ( السادة الصوفية )
    التخلية : تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها الرذيلة.
    التحلية: هي ملؤها بالأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق الرذيلة بعد أن خليت منها.
    فالأخلاق الرذيلة مثل : الشرك والرياء، والعجب، والكبر، والبغض والحسد، والشح والبخل، والغضب، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على الآخرة، والفضولية وعدم الجد في الحياة .
    وأما الأخلاق الفاضلة : التوحيد والإخلاص والصبر، والتوكل والإنابة، والتوبة، والشكر، والخوف والرجاء، وحسن الخلق في التعامل مع الناس، والشفقة عليهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ونفعهم بقدر المستطاع، وعدم تغيير قلوبهم بما ليس بلازم شرعاً... كما قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيِّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأ نّه ولي حميم )
    فلا بد للإنسان أن يتعرف على الأخلاق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها فإن من لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه لا يمكنه علاجه، ولكي يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه ينبغي لـه أن يضع أسساً للتعامل معها في ثلاث محاور :
    1 – الإنصاف منها، وعدم تبرئتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي.
    2 – ترك الانتصاف لها من الغير بأخذ الثأر لها والانتصار لها، فإنها ظلومة جهولة، وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
    وقال سبحانه : "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
    3 – اتهامها دائماً، فإنه إذا لم يتهمها الإنسان أغوته وقادته إلى التهلكة، فأنت مخير في الوجهة التي ترتضيها لنفسك، فإذا سرت وراءها وأطلقت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين، وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى المراتب العالية انقادت لك وراء ذلك، فهي كالطفل تماماً كما قال الإمام شرف الدين البصيري:
    والنفس كالطفل إن تهمله شب على
    حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
    فإذا عامل الإنسان نفسه على هذا النحو ملكها واستطاع توجيهها نحو الخير، فإذا دعاها إلى عبادة انقادت لـه واستسلمت، وإن دعيت إلى شر وجدت تأبياً ونفوراً عنه،
    أما الذي لا يعالج نفسه هذا العلاج ولا يجتهد في مجاهدتها عما تهوى وتحب، فإنه إذا دعاها إلى العبادة نفرت، وإذا رأت أنه سيحملها على طاعة من الطاعات شردت، مثل الدابة تماماً، فالدابة إما أن تكون مطيعة وإما أن تكون شروداً حروناً، وكذلك النفس إذا عودها الإنسان على ترك هذه الأخلاق الذميمة كانت كالدابة المطيعة المنقادة، يحمل عليها ما شاء وتسير به حيث شاء، أما إذا تعودت على هذه الأخلاق الذميمة وأرخى لها الحبل على الغارب فإنها تكون شروداً حرونا إذا احتاج إليها لم يستطع إمساكها، وإذا أحست بأي حمل سيحمله عليها نفرت منه، فلا بد من مراقبة هذه النفس ومتابعتها، وليختبر متى استعدادها للأوامر وانصياعها للخير باستمرار : فإن الذي إذا سمع النداء حي على الصلاة حي على الفلاح أخذه النعاس وبحث عن الوسادة، نفسه ما زالت مريضة لم تنقذ له بعد، والذي ينام على فراشه إذا تعار من الليل لم يستطع أن ينتصر على نفسه فيستيقظ ويذكر الله ويتوضأ ويصلي حتى تحل عنه عقد الشيطان، نفسه ما زالت مريضة تحتاج إلى علاج، والذي لا تطاوعه نفسه إذا أراد صوم النفل أو إنفاق المال أو أراد أي عمل خير لا تطاوعه نفسه ما زالت مصابة بمرض عضال مخوف لا بد من علاجه قبل فوات الأوان، فلا بد أن يضع الإنسان نفسه في قفص الاتهام وأن يحملها على العزائم وإلا قادته هي إلى المهالك .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت .. وعافـِنا فيمـَن عافـيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِـنا شـر ما قضيت ..
    الـلهم انا نسألـُـك فعـلَ الخيرات .. وتركَ المنكرات .. وحبَ المساكين.. وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا ..
    اللـهُم اٍنا نعـوذ بك أن نَضِـل أو نـُضَـل .. أو نَـزِل أو نُــزَل .. أو نَجهـل أو يُجهَل علينا .. أو
    نظـلِم أو نـُـظـلم .
    اللهم أعـنـا على ذكـرك وشكـرك وحـسن عـبادتك .
    بارك الله فيك وأثابك ونفع بك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    المشاركات : 282
    المواضيع : 168
    الردود : 282
    المعدل اليومي : 0.09
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    شكراً لك الأديبة الراقية نادية على هذه الكلمات الطيبة.

    المشكلة أن بعضهم كفر الإمام الغزالي وأخرجوه من دائرة الإسلام.

    لا أدري لماذا ؟

  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    وما أحوجنا إلى تزكية النفس وتنقيتها من أمراضها الباطنة والظاهرة
    نحتاج إلى ثورة أخلاقية كبرى، قبل ثورة المعلومات، والقيل والقال!

    رحم الله الإمام الغزالي
    وجزاك الله خيراً أخي عبدالله

    تحياتي


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    المشاركات : 282
    المواضيع : 168
    الردود : 282
    المعدل اليومي : 0.09
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    شكراً لك أديبنا بهجت الرشيد على عبورك الكريم

    دمت في أمان الله وحفظه.

المواضيع المتشابهه

  1. تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي، رحمه الله
    بواسطة عبدالله علي باسودان في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-04-2016, 12:12 PM
  2. الإمام الشهيد حسن البنا بين مطرقة الاعلام الحكومى وسنديان وحيد حامد
    بواسطة ابراهيم عبد المعطى في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-08-2010, 01:31 PM
  3. بطاقة تزكية
    بواسطة سعيد بنعياد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 04-02-2010, 12:07 PM
  4. مخطط شنودة لتحرير مصر من المسلمين/الامام الغزالي
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-05-2005, 10:06 PM
  5. إرشاد الطالب إلى ما لا يصح من فضائل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
    بواسطة الميمان النجدي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-06-2004, 12:29 PM