|
رُحمَاكِ ياذاتَ اللثام الأسودِ |
رفقاً بقلبٍ موْجَعٍ متكبِّدِ |
حسبي عليكِ اللهُ تاهت خُطوتي |
وأضعتُ في دربي طريقَ المسجدِ |
أسرفتِ في صدع الجُمُودِ بنظرةٍ |
وهززتِ جذعَ حيائهِ المترددِ |
أشعلتِ جذوة عاشقٍ مغمورةٍ |
وكشفتِ عن عصيانه المتمردِ |
أجريتِ ماءَ العشقِ في قَسَمَاتِهِ |
وكسرتِ صرحَ عنادهِ المتصلدِ |
ورشقتِ أسهُمَكِ الحِدادَ بمُهجتي |
ينهلنَ من حرَّئها والأبردِ |
عيناكِ أجهزتا بلحظٍ قاتلٍ |
لم تقصدي قتلي ولم تتعمدي |
|
قالتْ - وعيناها تُباغِتُ صَبوتي - : |
قالت : رعاكَ الله يالكَ مولعٌ |
خذني بثورةِ حُبكَ المستأسدِ |
قالت .. ونحَّت باليدينِ لثامَها |
فقطفتُ زهرةَ خدها المتورِّدِ |
وصرختُ : من أي العُصُورِ أتيتني .. ؟ |
ما غيرك امرأةٌ أوسِّدُها يدي |
|
الكونُ قبلَكِ يا حياتي غُرفَةٌ |
روحي سجينة ظلمها وظلامها |
وخُطايَ رهنُ سعيرها المتوقّدِ |
أمشي وأركِلُ ضائقاً جنباتِها |
وأُقِلُّ أحزانَ الوجودِ بمرقَدي |
لوَّنتِ أصقاعَ الحياةِ بلحظةٍ |
وبعثتِ فيها الروحَ بعدَ تبلُدِ |
|
ولحاظُكِ النجلاءُ تسبر خافقي |
أقسمتُ أنكِ للنقاءِ منارةٌ |
ولأنتِ طُهرٌ فاقَ كلَ ترَصُّدِ |
لكِ في مقامِ الحُبِ كُلُّ رعايةٍ |
والبرُّ مقرونٌ بحُسنِ تعَهُّدِ |
إني - لعَمرُ اللهِ - حكر للذي |
حَجَبَ اللثامُ وما أباحَ لمشهدي |
إني شريدُ الحُبِ دونَ خطيئةٍ |
ورأيتُكِ وطني وسر تشردي |
أفكنتُ قبلَكِ ميّتاً .. ؟ .. أم ذاهِلاً .. ؟ |
أم كُنتُ قبلَكِ كالكفيفِ الأرمدِ |
ما عشتُ يا دُنيايَ قبلَكِ ساعةً |
لما التقيتُكِ .. آنَ ساعة مولدي |