كَـفَى كُـنّا / عارف عاصي

رَبـِيعَ الْـرُّوحِ يَا حُـلـــوَ الْـمَـذاقِ
ويَا سِـحْـراً تَـرَنَّـمَ بِـالْــــــوِفَـاقِ

ويـا نـَـــــسَـماتِ ظِـلٍ فـي هَـجِـيرٍ
تَـنَـفَّـسَهُ الـنُّـفُوسُ لَدَى انْعِتَاقِ

أَتَـذْكُـرُنِي وتَـذْكُـرُ ظِـلَّ أيْـــــــكِـي
و أيَّـامـاً قَـضَـــــــــــيْـنَـا باتِّـسَـاقِ

أمَ انَّـكَ لَـوْ تَـرَانِي فِي ارْتِـكَـاسِي
سَـــــــتُـنْـكِرُنِي عَـلَى كُلِّ الآفَــاقِ

أََيَـاقَـلْبِي وقَدعِـشْـنَا الرِّضَا عِشْقا
نُـسَـــــامِـرُهُ بِـحُـبٍ سَـاِمـق راقِ

وكُـلُّ الكَـوْنِ يَـشْـدُو مِنْ تَـنَاغُمِنَا
بِـأَطْـيَـــارٍ و أَنـغَـامٍٍ وَ أَشْـــــوَاقِ

فَـلا دَخَـلٌ ولاغُـبْـنٌ يُـــــــرَوِّعُـنَـا
بِـلا هَــمٍ مِـــــــنَ الأَوْهَـامِ أَفَّــاقِ

أتَـعْـرفُـــــنـي إِذِ الأَحْـداثُ دَاوِيَـةٌ
أَتُـنْـكِـرُنِي و تُــنْـكِـرُ لَوْنَ أَخْلاقِي

أمَ انَّـكَ إذْ تَـراني اليَّـوْمَ فِي وَهَنِي
سَـتَـنْـــــعَاني وتَبْـكِـيِـني بِـإشْـفَاقِ

أنا المَهْـزُوم فِي الْمِـرْآَةِ أَكْـرَهُـهَا
فَـقَـدْ سَـقَـطَــتْ لَدَيْـهَا كُلُّ أَوْرَاقِي

أُلَمْـلِـمُهَـا تُـبَـــعْـثِرُنِي وأسْــتُرُها
فَتَكْشِفُ عَنْ مَدَىَ ضَعْـفِي وَإِخْفَاقِي

أنا المَجْرُوحُ يا نَـفْسِي لَـدَى نَفْسِي
فَـــــــــرُدِّيـنِي وفُـكِّي قَــيْدَ أَوْثَــاقِي

مَـتَىَ أَصْـفُوُ كَــمَاءِ الكَأْسِ فَي أَلَـقٍ
بِـلا كَـــــــدَرٍ بِـلا شَـوْبٍ لأعْـماقي

مَـتَى أرْنُـوُ فَلا أَخْـشَىَ مُعَاتَـبَــــتِي
وتَـعْـلُو فَـــوْقَ كُلِّ النَّـاسِ أَحْدَاقِي

مَتَى تَخْـبُو عُيُونُ النَّاسِ فِي نَظَرِي
وأَفْـعَـالِي أُصَـفِّــــــــيِـهَـا لِخَـلَّاقِي

أَيَـا نَـفْسِي خَـبَا نَفَـسِي فَوَا أَسَفِي
فـَـــرُدِّيني أُلَمْـلِـمُـنُي مَعَ البَـاقي

فَـرُدِّيني ورُدِّي مَا قَـدِ اسْــــتَـنْـأَىَ
أنَـا المَحْمُومُ في سَـعْيٍ لإعْـتَـاقِ

قُيُودُ الرِقِّ قد أوهت عُرَى خَلَدِي
فَـبِتُّ العُـمْرَ في خَـوفٍ وإشْـفَاقِ

قُـيُـودُ الرِقِّ لا يَـرْضى بها حُـــــرٌ
وفِـيكِ رَضِـيـتُها سُـــماً كَـتِرياقِ

أعَالِجُ فِـيِكِ بالأحْـوالِ حَـشْرَجَةً
وأظْمأُ فِـيـكِ بالسُّـقْيَا وبِـالسَّـاقي

ولَيْتَ الطِّفْلَ فِي عُمْقِي يُسَامِحُنِي
وَكَـمْ أَشْـــــقَى بِلَـوْمٍ مِـنْـهُ حَـرَّاقِ

أَضَعْـتُ صَفَاءَهُ هَـدَراً فَوَا أسَـفَىَ
لِـيُدْمِـيني على كَـدَري وَإِمْـلاقِي

سِـيَاطُ العَـتْـبِ لا تَرْضى مُهَادَنتي
وَتُـلْـهِـبُـنِي عَلَىَ وَهَـنِي بِإغْـــدَاقِ

أَمَـا كُنَّـا بِعُــمْقِ الرُّوح فِي صَفْـوٍ
وَنَـشْـدُو اللَّـحْنَ خَــــفّـاقـاً بِخَـفَّاقِ

أَمَـا كُنَّـا وَ كُلُّ الـكَـــــوْنِ لا يَعْـني
سِـوَى يَـوْمٍ عَلَى صَـفْوٍ وأشْـوَاقِ

أَمَـا كُنَّـا وَهَـذَا الأُفْـقُ أُغْـنِــيَـــتِي
يُــرَدَّدُهَــا بِـأَزْهَـــــــارٍ وَ أَوْراقِ

أَمَـا كُنَّـا ويَـا وَيْــحِي لِـمَا كُـــنَّـا
بِـقَـلـْبٍ هَـامَ باِلْعَـلْـيَــــاءِ تَـوَّاقِ

كَـفَى كُـنّا فَـفِـــــيهَا كُلُّ مُحْـزِنَـةٍ
وَ رِدْ بِـالـرُّوحَ فِـي وُدٍ وإِشْـرَاقِ

كَـفَى كُـنّا وَعُـدْ بالنّـَفْسِ فِي ألَقٍ
وكُـنْ عَـذْبـأً كَـنَهْرِ الحُـبِّ دَفَّـاقِ

وكُنْ كالطَّـيْرِ صَفْواً في مَوَارِدِهَا
وسَـبِّـحْ مِـثـْلَ كُلِّ الكَـوْنِ للـبَّاقي

جَمِـيعُ الكَـوْنِ يَعْزِفُ لَحْنَ مَقْرُبَةٍ
فَكُنْ بِالسِّرْبِ تَـلْقَ السِّحْر َبِالرَّاقي

على الوافر جاء هذا النص جميل النسيج والمعنى والتصوير
حمل بين حروفه ما اراد الشاعر من معان
غير ان الابيات الاربعة الاولى اتت مختلفة ومخالفة لما اتى بعدها
ولهذا اختلت الموسيقى عن سابقاتها
كل الحب لقلبك

شاعرنا المتألق عارف

لوحة شعرية رائعة بما تضمنته من لوحات واستعارات لغوية ,

لكنني لم أفهم لم انتقلت من الوزن الذي بدأت به القصيدة :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن * مفاعلتن مفاعلتن فعولن
إلى مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعيلن
والمعروف أن العرب لم تعتمده بكامل تفعيلاته , والفراهيدي لم يجزه تاما بتفعيلاته , لكن لو كانت القصيدة كلها بتفعيلات تامة لكان فيها وجهة نظر , لكن لأن تجتمع الأعاريض والأضرب فعولن وفاعلتن ومفاعيلن فهذا لم يرد.

والتحول بدأ من هذا البيت :

أمَ انَّـكَ لَـوْ تَـرَانِي فِي ارْتِـكَـاسِي
سَـــــــتُـنْـكِرُنِي عَـلَى كُلِّ الآفَــاقِ

العروضة فعولن بينما ضربها مفاعيلن. ثم بعدها أصبحت العروض مفاعيلن وضربها مفاعيلن.

فهل لديك ما يدعن هذا الوزن لطفا , وأقصد الجمع بين هذه الضروب والأعاريض ؟

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

رائعة أخي معنىً و مبنى

لله درّك

أحسنت حوار النفس و أجدت

لا فضّ فوك

دمت في حفظ الرحمن

عزفت على وتر الجمال فأمتعت ،
ولكني أنا أيضًا أتسائل ( لماذا انتقلت من وزن إلى وزن آخر !!! )
تحيتي

حرف مميز وشاعر مبدع متمكن ، وقصيدة على الوافر التام وهو مما لم تعتده الذائقة العربية ولذا لا يكاد يوجد في شعر الأقدمين ولكني أرى ذائقتي تقبله بشكل ما على أن يلتزم بالجرس وبالوزن التام في كل مواضع القصيدة.
لا فض فوك ودمت متألقا!


تقديري

أنغام عطرة وشعر متدفق إيقاعا وإبداعا وعاطفة ومعان
دامت المعاني الراقية متقنة التصوير والحس الشاعري الرقيق.
دمت بهذا البهاء والألق.