أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هواجس .. (قصة قصيرة)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي هواجس .. (قصة قصيرة)

    هواجس..


    قصة قصيرة
    بقلم \ محمد فتحي المقداد


    وجهه ممتقع تلاشت عنه حيويّته المعهودة في الفترة الأخيرة، ساءني ما رأيت من اختلاف حاله، ريبةٌ ما، داخَلَتني عندما ألقيتُ عليه التحيّة، أفزعني منظره، وأحالني إلى حزمة أسئلة متتالية ألهبت نفسي، ما إن أفرغ من إحداها حتّى يأتيني ما هو أفظع من سابقه، فيثير لديّ هواجس تتعالى في نفسي لتزاحم همومها الكامنة فيها منذ زمان.
    بصوت خفيض، ردّ فيصل تحيّتي: "وعليكم السلام".
    جفّ لساني كحطبة يابسة تنتظر نهايتها في الموقد؛ لصدّ هجمات البرد القاسية، شدٌّ عصبيّ لم أتنبّه له، أسناني تصطّك أعلاها بأسفلها بقوّة، صريرها مسموع لصديقي أحمد الجالس على كرسي الحلّاق -الذي هو أنا-، مال برأسه نحوي بعد استغلاله لحظة توقّفتُ فيها عن قصّ الشّعر.
    - ليبادرني بسؤاله: "ما بك يا رجل؟".
    - بصراحة لا أدري، أنا غائبٌ عن المكان هذا كُلّه.
    - صريرُ أسنانك نبّهني من غفلتي عندما تائهًا غائصًا في أغوار عوالم ذكرياتي.
    صرير عجلات سيّارة عابرة مُسرعة شقّ صمت عزلتنا في الصّالون، ترافق مع زعيق امرأة تضرب وجهها بلهفة غير مألوفة على طفلها الذي أفلت من يدها، على بُعد متر منه توقّفت السيّارة جامدة في مكانها، وجه السائق ممتقعٌ باصفرار الموت المُرتسم على وجوه المُحتضرين، الأمّ سقطت أرضًا، لم تحتمل موت ابنها أمام عينيها، كما اعتقدت للوهلة الأولى.
    اندفعت السيارة بسرعة لإسعافها للمشفى، بعد أن حملها من تَجمهر في المكان، انفضّت الجُموع، عادت حركة الطريق إلى طبيعتها، صراخ الطفل المنسيّ لم ينقطع على غياب أمّه المغمى عليها.
    هدأت العاصفة، عاودتُ متابعة عملي، إشارة إحدى الفضائيّات تُعلن عن بدء موسمها الإخباري المسائيّ، يطلّ مذيع متجهّم الوجه، أضواء «الأستوديو» تنعكس على صلعته، فيرتدُّ وميضها على عينيّ، عُدتُ للزبون أحمد، انفعالاته أخذت شكل السبّ و الشّم، بقوله: لعن الله الحرب ويومها، منذ ثلاث سنوات قاطعت القنوات الإخباريّة على اختلاف انتماءاتها، فيما سبق لم يكن لِتَفوتني نشرة أخبار إلا لظرف قاهر.
    استفزّني بكلامه، وأردفتُ: زيادة على مقاطعتي للأخبار مثلك، أنصح جميع زبائني بمقاطعة المحطّات الإخبارية على مختلف انتماءاتها، الأخبار تجلبُ وجع الرأس و القلب، وأعرف الكثيرين ممن أصيبوا بالجلطات، خاصّة ممن كانوا يشاهدون التلفاز أثناء قصف بيوتهم، وموت أسرهم التي كانت تقيم هناك، فقضوا نَحبَهُم على الفور.
    فيصل ما زال جالسًا لم يتزحزح، حانت منّي التفاتة إلى وجهه، خطوط وتعرّجات جبينه المتغضّن بخطوطها المُتوازية، أخذتني مجدّدا إلى عوالم بعيدة عن خصوصيّة المكان الحميميّة، خانتني الكلمات، فقدت السيطرة على استحضارها، لأتابع الاستفسار عن حالته الصحيّة، منذ فترة سمعت من نادر الصديق المُشترَك بيننا، أنّ الطبيب أخبره عن فتحة في قحف رأسه نتيجة تصويره بأشعّة (الجاما).
    الصالون محدود بمساحته المتوسّطة، في هذه اللّحظة داهمني شعور غريب، استولى على مشاعري بقوّة طاغية، أقنعني بمسافات تباعدت بيننا كما الشّرق و الغرب على حوّاف الكون، لزمتُ هواجسي لفترة صمت تامّ تناسق مع صمت سيطر على المكان.

    عمّان \ الأردن
    2017- 3- 12

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    قصة رائعة، مميزة بأسلوبها وبطريقة معالجة الموضوع المتعلق بهواجس الحياة...
    أمتعني النص ودمت مبدعا

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    كثيرا ما تلعب بنا الهواجس التي قد تكون أفكارا أو صورا تشغل التفكير
    حتى وإن كنا لا نريد هذه الأفكار فإننا للأسف لا نستطيع إيقافها
    هذه الهواجس عادة ما تكون مزعجة مشتتة للتفكير.

    تجسيد بارع بأسلوب تصويري تعبيري لهذه الهواجس في نص قوي التعبير
    جميل التصوير بسرد دقيق متقن ـ لم يغفل عن تسجيل الواقع السياسي المعاش في النص.
    شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العكيدي مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة، مميزة بأسلوبها وبطريقة معالجة الموضوع المتعلق بهواجس الحياة...
    أمتعني النص ودمت مبدعا

    أستاذ أحمد العكيدي
    أسعد الله أوقاتك بالخير
    سعدت بمرورك على النص
    وتوقيعك الرائع كما أنت ..
    دمت بكل ود

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    كثيرا ما تلعب بنا الهواجس التي قد تكون أفكارا أو صورا تشغل التفكير
    حتى وإن كنا لا نريد هذه الأفكار فإننا للأسف لا نستطيع إيقافها
    هذه الهواجس عادة ما تكون مزعجة مشتتة للتفكير.

    تجسيد بارع بأسلوب تصويري تعبيري لهذه الهواجس في نص قوي التعبير
    جميل التصوير بسرد دقيق متقن ـ لم يغفل عن تسجيل الواقع السياسي المعاش في النص.
    شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أستاذة نادية محمد الجابي
    أسعد الله أوقاتك بالخير
    الهواجس تغتصب جزء كبير من حياتنا
    و التفكير بها يستغرق الكثير من أوقاتنا
    تبعث فينا الخوف و الحزن ..
    دمت بكل إبداع .. تحياتي

المواضيع المتشابهه

  1. هواجس اللقاء
    بواسطة محسن شاهين المناور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 03-12-2010, 12:44 PM
  2. هواجس قلم!!
    بواسطة د. سلطان الحريري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 62
    آخر مشاركة: 05-04-2009, 08:28 PM
  3. هواجس عشق تعتليني
    بواسطة عدنان الفضلي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 31-01-2008, 08:07 PM
  4. هواجس في ليلة ماطرة
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-03-2007, 11:53 AM
  5. هواجس فى طقس الوطن .. دراسة نقدية حديثة .
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2006, 08:09 PM