ابكيكَ ياوطني وفيكَ أنوحُ
وبما أصابكَ أنّني مجروحُ
فترى احمرار الدمع في عيني وفي
نظراتها صور الشحوب تلوحُ
اشكو مواجعها وأسأل كيف ما ؟
فمتى فصول همومنا ستروحُ ؟
ومتى نعود ليوم ما كنّا نرى ؟
كالنخل تشمخ في العراق صروحُ
نستسمحُ السنن التي قد حَرَموا
فيما الحرام بشرعها مسموحُ
حاشا مذاهبنا التنافر أنّما
آل السياسة دينها مفضوحُ
ابداً أجاز العابثين وخصّهمْ
حصراً بما فيهِ تَعلّ الروحُ
وكما أباح المفترى ودعا إلى
دُوَل الحديث إذا روى مقبوحُ
فلذا بأرض المجد قد حفروا لنا
قبر التناحر بابهُ مفتوحُ
ولجت به كل الأماني والرجا
والشعب في ديجوره مذبوحُ
لابدما تشفى مواجعنا وإنْ
سيل الدما من نحرنا مسفوحُ
فوق الدماء لسوف تنبتُ نخلةٌ
بعثوقها عطر القصاص يفوحُ
السعفُ أسيافٌ تطالبُ ثأرنا
لتعود للمؤود فينا الروحُ
بغدٍ نرى وجهَ الرزايا من على
وجهِ المرايا أنّهُ ممسوحُ
فيلوحُ ثغرٌ باسمٌ يثني على
صبري ويعلنُ نصرنا ويبوحُ
الكامل