|
وَدِمَائي تَكْتُبُ فِي البَلْدَة |
عُنْوَانَاً يَهْتِفُ لِلنَّجْدَةْ |
مِنْ دَفقِ وَرِيدِي أَسْطُرُهُ |
بُرْكَانًا يُفْلِقُ كَالوَرْدَةْ |
مِنْ جِسْمٍ ضَحْلٍ مَنْهُوكٍ |
مَحْبُوسٍ يَرْسُفُ فِي قَعْدَةْ |
مَعْرُوفٍ بِاسْمٍ فِي مَعْنًى |
يَجْتَاحُ عَدِوِّي كَالرَّعْدَةْ |
وَالْمَوْطِنُ غَزَّةُ فِي أَرْضٍ |
مَسْجُونَةِ ظُلْمٍ فِي نِكْدَةْ |
لاَ عَمٌّ بَاتَ يُهَدْهِدُهُ |
أَوْ خَالٌ يَدْفَعُ مَنْ هَدَّهْ |
. |
. |
فَنَذَرْتُ أَدْافَعُ عَنْ وَطَنِي |
بِالْمَوْتِ جِهَادَاً أَوْ عَوْدَةْ |
لِلْحَقِّ بَذَلْتُ جَنَا رُوحِي |
وَدَرَجْتُ أُقَاوِمُ مَنْ صَدَّهْ |
لأُجَدِّدَ عِزَّةَ أَوْطَانِي |
بِالْعَزْمِ أُجَاهِدُ فِي شِدَّةْ |
وَبِرَغْمِ الْعَجْزِ بِأَطْرَافِي |
سَجَنُونِي لَيْثًا فِي وَهْدَةْ |
فَبَعَثْتُ جِهَادِي مِنْ سِجْنِي |
قُرْآنًا يُتْلَى للوِحْدَةْ |
فَأَحَالَ خَرِيطَةَ سَجَّانِي |
أَوْهَامَ لَيَالٍ مُسْوَدَّةْ |
بِشَبَابٍ يَزْأَرُ فِي الْوَادِي |
وَرَصَاصُ الغَدْرِ فَرَى جِلْدَهْ |
فَيَصِيرُ شَهِيدًا فِي شَرَفٍ |
وَجَنَائِزَ تَهْتِفُ: لاَ رِدَّةْ |
وَيَعُودُ المَوْتُ بِغِلْمَانٍ |
مِنْ نَزْفِ دِمَانَا مُنْقَدَّةْ |
أَوْ طِفْلٍ يَرْدَعُ أَلْوِيَةً |
بِحَصَاةٍ تَعْصِفُ بِالعُدَّةْ |
وَبَنَاتٍ تَغْزِلُ أَفْكَارِي |
رَايَاتٍ تُرْفَعُ لِلنَّجْدَةْ |
. |
. |
قَدْ صَارَ صُمُودِي آسَادًا |
بِالدَّمِّ تُسَابِقُ لِلْعَوْدَةْ |
وَثُغُورًا تَبِنِي لِي شَرَفا |
بِصُدُورٍ صَمَدَتْ كَالسُّدَةْ |
فَأَتَيْتُ اللَّيْلَ بِهِمْ رَبِي |
وَالرَّبُّ سَيَنْصُرُ مَنْ وَدَّهْ |
وَسَأَلْتُ إِلَهِي فِي أَدَبٍ |
كَيْ يُنْجِزَ لِي فَضْلاً وَعْدَهْ |
فَحَبَانِي لَحْظَةَ إِيمَانٍ |
وَسَقَانِي الشَّوْقَ لَهُ وَحْدَهْ |
وَاسْتَاقَ كَياني إِذْ يُبْدِي |
تَأْذِينُ الفَجْرِ هُنَا مَجْدَهْ |
فَأتَيْتُ المَسْجِدَ مَحْمُولاً |
لاَ أَحْمِلُ سَيْفا بلْ عُهْدَةْ |
اللهُ كَسَانِي بُرْدَتَهَا |
لاَ عَيشَ لِمَن يُلْقِي بُرْدَهْ |
صَلَيْتُ لِربِي مُنْتَبِهَاً |
لِجِهَادٍ عَلَّمَنِي وِرْدَهْ |
. |
. |
وَخَرَجْتُ أُسَبِّحُ لِلْهَادِي |
وَالْكَوْنُ يُسَبِّحُ مَنْ حَدَّهْ |
وَبِذَاتِ اللَّحْظَةِ شَرَّفَنِي |
رَبُّ الأَرْبَابِ بِمَا عَدَّهْ |
بِصَرُوخٍ أَكّدَ ترْسِيمِي |
كَشَهِدٍ لاَ يَنْسَى عَهدَهْ |
وَالثَانَي بَصْقَةُ خنْزِيرٍ |
فِي وَجْهْ بِلاَدٍ مُرْتدَّةْ |
والثَّالِثُ يَحْملُ أَوْصَالِي |
لِرُبَى الفِرْدَوْسِ الممْتَدَّة |
فَرَحَلْتُ وَخَلْفِي رُوَّادٌ |
لِجِهَادٍ صُغْتُ بِهِمْ مَجْدَهْ |
. |
. |
هَلْ يَكْفِي ذَلِكَ مِنْ مِثْلِي |
لِلْقُدْسِ نَشِيدَاً وَالْعَوْدَةْ |