جُـــنـــوح

يا الله.. ما هذه القصيدة السحرية!
كل بيت يحمل من المعاني والفلسفة الشيء الكثير!
ولو لم تقل إلا هذا البيت لكفاك
وَارْجِــعْ إِلَـيــكَ وَ لَا تَـضِــقْ بِـــكَ ، طَـالَـمَـا
أَبْــــعَـــــدْتَ ذَاتَــــــــــكَ وَامْـــــتَـــــلأْتَ نُـــــزُوحَـــــا
تحياتي

لا تحرمنا من هذا الإبداع المتدفق

جُـــنـــوح

جَـــفِّـــفْ دِمَــــــاءَكَ مَــــــا احْــتَـمَـلْـتَ جُـــرُوحَــا وَاجْـــتَــزْ قــتَــامَـكَ مَـــــا اسْــتَـطَـعْـتَ وُضُــوحَــا وَارْجِـــــعْ إِلَـــيــكَ وَ لَا تَـــضِــقْ بِـــــكَ ، طَــالَــمَـا أَبْـــــعَــــدْتَ ذَاتَـــــــــكَ وَامْـــــتَــــلأْتَ نُـــــزُوحَــــا أمْــــسِـــكْ بِــعَــزْمِــكَ كُــلَّــمَــا بَـــتَـــرَ الأَسَــــــى سَـــــــاقَ انْـــطِــلَاقِــكَ وانْـــكَــسَــرْتَ طُـــمُــوحَــا أَظَنَنْتَ فُلْكَكَ حِينَمَا أَطْلَقْتَهَا مَثْقُوبَةً فِي اليَمِّ تَحْمِلُ نُوحَا فَرَكِبْتَ طُوفانَ الهَوانِ وَخِلْتَهُ لَمَّا طَغَى مِنْ تَحْتِ رِجْلِكَ رِيحَا حَتَّى إِذَا غَطَّاكَ مَوجُكَ لَمْ تَجِدْ غُصْنَ القَدَاسَةِ فَاسْتَحَلْتَ ضَرِيحَا يَــكْــفِــيـكَ أَنَّـــــــكَ لَـــــــمْ تَـــــــزَلْ تَــحْــيَــا وَإِنْ أَطْـــفَـــأتَ فِــــــي جَـــسَــدِ اشْــتِـعَـالِـكَ رُوحَـــــا لَا شَــــــيءَ غَـــيـــرُكَ يَـسْـتَـطِـيـعُ بِـــــأَنْ يَـــــرَاكَ - وَقَـــــــدْ رَضِــــيـــتَ بِـــــــأَنْ تَـــكُــونَ جُــنُــوحَــا فَــاسْــكُـنْ سَـــمَــاءَكَ كُــلَّــمَـا صَــلَــبُـوا ظِــلَالَــكَ - تَــــحْـــتَ عَـــيــنِــكَ كَـــــــي تَــطِــيــرَ مَــسِــيـحَـا

عصام فقيري
الشاعر الحبيب
الرااااااااائع

فاسكن سماءك


حتى هذه
أحيانا أبحث عنها فلا أجدها


أبدعت حد الوجع


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

لحرفك البهجة ولشعرك الخلود!

قصيدة راقية ولغة مدهشة وأسلوب بديع فلا فض فوك ، وأراها تستحق التقدير والتقديم.

للتثبيت

ودام هذا الألق الزاهر!

تقديري

الحروف تتشظى أمام هذا التألق والبوح الآسر الماتع فكيف لي أن أجمع الشتات في أيقونة مذهبة تليق بهذه الخريدة
دمت ودام نبض يراعك
أعطر التحايا

جَــفِّـــفْ دِمَـــــاءَكَ مَـــــا احْـتَـمَـلْــتَ جُــرُوحَـــا
وَاجْــتَــزْ قـتَـامَــكَ مَــــا اسْـتَـطَـعْـتَ وُضُــوحَــا
وَارْجِــعْ إِلَـيــكَ وَ لَا تَـضِــقْ بِـــكَ ، طَـالَـمَـا
أَبْــــعَـــــدْتَ ذَاتَــــــــــكَ وَامْـــــتَـــــلأْتَ نُـــــزُوحَـــــا
أمْـــسِـــكْ بِــعَــزْمِــكَ كُــلَّــمَــا بَـــتَـــرَ الأَسَـــــــى
سَـــــاقَ انْــطِــلَاقِــكَ وانْــكَــسَــرْتَ طُــمُــوحَــا
أَظَـــنَـــنْـــتَ فُـــلْـــكَـــكَ حِــيــنَـــمَـــا أَطْــلَــقْــتَــهَــا
مَــثْــقُــوبَـــةً فِــــــــــي الـــــيَـــــمِّ تَـــحْـــمِــــلُ نُـــــوحَـــــا
فَـــرَكِــــبْــــتَ طُـــــوفــــــانَ الـــــهَــــــوانِ وَخِــــلْــــتَــــهُ
لَــمَّـــا طَــغَـــى مِـــــنْ تَــحْـــتِ رِجْـــلِـــكَ رِيـــحَـــا
حَـــتَّـــى إِذَا غَـــطَّـــاكَ مَـــوجُــــكَ لَـــــــمْ تَـــجِــــدْ
غُـــصْـــنَ الــقَــدَاسَــةِ فَـاسْـتَـحَـلْــتَ ضَــرِيــحَــا
يَـكْــفِــيــكَ أَنَّـــــــكَ لَـــــــمْ تَــــــــزَلْ تَــحْـــيَـــا وَإِنْ
أَطْــفَـــأتَ فِـــــي جَــسَـــدِ اشْـتِـعَــالِــكَ رُوحَــــــا
لَا شَـــيءَ غَـيــرُكَ يَسْتَـطِـيـعُ بِــــأَنْ يَــــرَاكَ -
وَقَــــــــدْ رَضِــــيــــتَ بِــــــــأَنْ تَــــكُــــونَ جُـــنُـــوحَـــا
فَاسْكُنْ سَمَاءَكَ كُلَّمَا صَلَبُوا ظِلَالَكَ -
تَـــحْــــتَ عَــيــنِـــكَ كَــــــــي تَــطِـــيـــرَ مَــسِــيــحَــا

هذا اشتغالكَ يستفزُّ جَموحا
...............فيه اشتعالي إن أردتَ وُضوحا
ما كنتُ مُذ ثقبوا السفينةَ مُبْحراً
...............في مُقلَةِ الإعصار..كنتُ ذبيحا
حُبلى سَمائي والجَنينُ إرادةٌ
............وتشاؤلٌ -إن شئتَ - حَلَّ سُفوحا
فيه التفاؤلُ يكتَسي ريشَ الإبا
....................مُتطيِّراً في جَوِّهِ مجروحا
وَبِحبْله السُّريُّ عشتُ مُقيّداً
..............."أتنشَّق" التلميحَ والتصريحا
ما زلتُ أعتنقُ "التشاؤلَ" شرْعَةً
..................وأزاوِلً التكبيرَ والتَّسبيحا

الله الله الله
ما أشعرك يا صديقي
وما أجمل هذه القصيدة التي تتفجر إبداعا وروعة
قصيدة مدهشة ( بصوت الأمير العمري )
تحيتي ومحبتي

قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا القدير.
تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع.

جُـــنـــوح

جَـــفِّـــفْ دِمَــــــاءَكَ مَــــــا احْــتَـمَـلْـتَ جُـــرُوحَــا وَاجْـــتَــزْ قــتَــامَـكَ مَـــــا اسْــتَـطَـعْـتَ وُضُــوحَــا وَارْجِـــــعْ إِلَـــيــكَ وَ لَا تَـــضِــقْ بِـــــكَ ، طَــالَــمَـا أَبْـــــعَــــدْتَ ذَاتَـــــــــكَ وَامْـــــتَــــلأْتَ نُـــــزُوحَــــا أمْــــسِـــكْ بِــعَــزْمِــكَ كُــلَّــمَــا بَـــتَـــرَ الأَسَــــــى سَـــــــاقَ انْـــطِــلَاقِــكَ وانْـــكَــسَــرْتَ طُـــمُــوحَــا أَظَنَنْتَ فُلْكَكَ حِينَمَا أَطْلَقْتَهَا مَثْقُوبَةً فِي اليَمِّ تَحْمِلُ نُوحَا فَرَكِبْتَ طُوفانَ الهَوانِ وَخِلْتَهُ لَمَّا طَغَى مِنْ تَحْتِ رِجْلِكَ رِيحَا حَتَّى إِذَا غَطَّاكَ مَوجُكَ لَمْ تَجِدْ غُصْنَ القَدَاسَةِ فَاسْتَحَلْتَ ضَرِيحَا يَــكْــفِــيـكَ أَنَّـــــــكَ لَـــــــمْ تَـــــــزَلْ تَــحْــيَــا وَإِنْ أَطْـــفَـــأتَ فِــــــي جَـــسَــدِ اشْــتِـعَـالِـكَ رُوحَـــــا لَا شَــــــيءَ غَـــيـــرُكَ يَـسْـتَـطِـيـعُ بِـــــأَنْ يَـــــرَاكَ - وَقَـــــــدْ رَضِــــيـــتَ بِـــــــأَنْ تَـــكُــونَ جُــنُــوحَــا فَــاسْــكُـنْ سَـــمَــاءَكَ كُــلَّــمَـا صَــلَــبُـوا ظِــلَالَــكَ - تَــــحْـــتَ عَـــيــنِــكَ كَـــــــي تَــطِــيــرَ مَــسِــيـحَـا

لَا شَيءَ غَيرُكَ يَسْتَطِيعُ بِأَنْ يَـرَاكَ -
وَقَـدْ رَضِيـتَ بِــأَنْ تَـكُـونَ جُنُـوحَـا

السلام عليكم
مع ظلال التهكم التي خيمت على القصيدة ،استفز الشاعر قارئه لينخرط معه في لهجة تأنيب الضمير التي انعكست تأنيبا وتقريعا على شخصية النازح الممتلئ نزوحا .
والذي كان أولى للشاعر أن يواسيه لا أن يؤنبه.
لكن التأنيب الذي لم يكن في موقعه المناسب والذي بدا ظاهريا أشبه بهجوم ظالم من الشاعر ، جسد بقسوته اللامتوقعة ما لم يكن متوقعا أيضا من معاناة ذلك النازح.
هو نازح واهم يظن نفسه رسولا (نوحا) ، وقد ركب سفينته (المثقوبة ).

أَظَنَنْتَ فُلْكَكَ حِينَمَا أَطْلَقْتَهَا = مَثْقُوبَةً فِي اليَمِّ تَحْمِلُ نُوحَا
فَرَكِبْتَ طُوفانَ الهَوانِ وَخِلْتَهُ = لَمَّا طَغَى مِنْ تَحْتِ رِجْلِكَ رِيحَا

وهو يخال طوفان الهوان الذي أبحرت فيه سفينته ريحا تحمله حمل الطائرات.
فيا له من حالم واهم لا يجيد إدراك واقعه.
ترى من هو هذا النازح الحالم الذي يظن نفسه نوحا؟؟؟!!
وهل كانت رحلات الشقاء المتكررة التي ملأته نزوحا والتي أبعدته حتى عن نفسه لتتيح له أن يستغرق هكذا في هكذا أوهام ؟؟!!

وَارْجِـــــعْ إِلَـــيــكَ وَ لَا تَـــضِــقْ بِـــــكَ ، طَــالَــمَـا = أَبْـــــعَــــدْتَ ذَاتَـــــــــكَ وَامْـــــتَــــلأْتَ نُـــــزُوحَــــا

ظلال اللوم والتأنيب في أفعال الأمر التي وجهها الشاعر للنازح (إرجع إليك ، لا تضق بك ) ناتجة عن الاتهام المباشر الذي وجهه الشاعر أيضا للنازح بقوله ( أبعدت ذاتك )....
فهل أبعد النازح ذاته بذاته ؟ وهل امتلأ نزوحا لأنه أبعد ذاته بذاته ؟
لا شك أن التمسك بالعزيمة والعزم عند النازح أمر يشد من أزره. ولكن هل كان سيجنبه جنحة النزوح أو تهمة إبعاد الذات ؟!
هو في النهاية متهم بالجنوح. متهم بالانحراف عن جادة الصواب ....!
هناك من يفهم الأمر كله بهذه الطريقة . هناك من يفهم بأن النازح قد ارتكب جنحة النزوح بملء إرادته . والرد المناسب على من فهم الأمر كذلك قول الشاعر في صدر هذا البيت
لَا شَيءَ غَيرُكَ يَسْتَطِيعُ بِأَنْ يَـرَاكَ -
وَقَـدْ رَضِيـتَ بِــأَنْ تَـكُـونَ جُنُـوحَـا

لَا شَيءَ غَيرُكَ يَسْتَطِيعُ بِأَنْ يَـرَاكَ -....

مع تحية تقدير للشاعر المبدع أ. عصام فقيري
وملاحظة سقوط حرف اللام من كلمة ( لقد) في البيت السابق

أمْـسِــكْ بِـعَـزْمِــكَ كُـلَّـمَــا بَــتَــرَ الأَسَــــى
سَـــاقَ انْـطِـلَاقِـكَ وانْـكَـسَـرْتَ طُـمُـوحَـا
يكفيكم هذا في التميز ،إنها البلاغة الأفقية وسطوة النص ..