"ما يجب في إسداء النصيحة.
النصيحة لغة : مأخوذة من مادة " نصح"، وتدلُّ على الملاءمة بين شيئين وإصلاحٍ لَهما.
وقال الرَّاغب: "النُّصح مأخوذٌ من قولهم: نصحتُ له الود؛ أيْ: أخلصتُه...". وأصل النصيحة من الإخلاص.. قيل : " نصح العسل " أي : خَلَّصَهُ من شوائبه .
قال الله تعالى: " أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" ـ الأعراف (62).
وعن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه البخاري ومسلم .
ومواطن النصيحة ومعناها والإخلاص فيها يكون :
• بالإخلاص لله تعالى، في العبادة ، وفي الأعمال كلها، ظاهرها وباطنها.
• بالإخلاص لكتابه وذلك بحسن تلاوته و تدبره ، والعمل به وتعليمه للناس .
• بالإخلاص لرسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بتصديقه ومحبته وطاعته فيما أمر به .
• بالإخلاص لأئمة المسلمين، وهم العلماء وولاة الأمر، فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والجلوس إليهم ، ونشر مناقبهم ، وتكريمهم وإجلالهم والامتثال لنهجهم القويم. وأما النصيحة للأمراء من ولاة الأمر، فتكون بإعانتهم على القيام بما حُمّلوا من أعباء الولاية وطاعتهم في المعروف .
• بالإخلاص لعامة الناس ، وذلك بنصرتهم ، وبهديهم إلى الحق وإعانتهم عليه .
آداب النصيحــة: للنَّصيحة آداب ينبغي التأدُّب بِها، ومراعاتُها، ومن أهَمِّها ما يأتي:
o ابتغاء وجه الله تعالى في إسداء النصيحة، فلا يبتغي بها إظهار العلو والارتفاع والتفاضل .
o التحلي بالرفق واللِّين في إسداء النصيحة، واستدل (الغزاليّ)ُ رحمه الله: بوجوب الرِّفق بقول (المأمونُ) ــ حين وعظه واعظٌ، وعنَّفَ له في القول ــ قال: " يا رجل! ارفق؛ فقد بعَث اللهُ مَن هو خيرٌ منك إلى من هو شَرٌّ منِّي، وأمره بالرِّفق، قال الله تعالى: " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" ــ طه ( 44).
o أن تكون النصيحة سرًّاً، لأنَّ النُّصح أمام الناس ، كثيراً ما يضيق منه المنصوح. قال (الشافعي) رحمه الله : " من وعظ أخاه سرًّا فقد نصحه وزانَه، ومن وعظه علانيةً فقد فضحه وشانه".
o أن يختار الوقت المناسب للنصيحة . قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إِنَّ لِهَذِهِ الْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالًا ، وَإِنَّ لَهَا فَتْرَةً وَإِدْبَارًا ، فَخُذُوهَا عِنْدَ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا ، وَذَرُوهَا عِنْدَ فَتْرَتِهَا وَإِدْبَارِهَا " .
o - أن يعمل الناصح بما يأمر الناس به ، ويترك ما ينهى الناس عنه. قال الله تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" البقرة (44).
يجب على كل مسلم العارف بأحكام النصيحة وشروطها وآدابها ، ألا يتردد في إسدائها ، فذلك من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن النكر. وتكون النصيحة في وسائل التواصل الاجتماعي ، موجهة للعامة دون تجريح.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي