أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: حكايات غارداوية - أقواس الحب والذكريات

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي حكايات غارداوية - أقواس الحب والذكريات

    هذه رواية كتبتها على شكل حلقات قصيرة - أول عمل روائي لي - 47 حلقة , وهذا العدد هو الرّقم الإداري لولاية غرداية الجزائرية , واحة جنوبية تراثية عريقة تتميّز بتنوع الثقافات والثراء الحضاري , أردت ابرازها وتعريف العالم بها أكثر , تقاليدها وعاداتها , عن طريق قصة حب بين شاب وفتاة , وتوجيه رسائل غير مباشرة في مختلف جوانب الحياة , وتهم كل الناس , تطرّقت أيضا للأحداث المؤسفة الأليمة الّتي تعرّضت لها المنطقة مؤخرا وكادت تعصف بالبلاد كلّها وتدخلها في دوّامة الرّبيع العربي , أنشرها بتتابع بشكلها النّهائي قبل أن أطبعها , لذلك أنا أهتم بكل ملاحظة أو تعليق , أيضا تصحيح لغوي أو أي نوع من الملاحظات , ويهمني نقدكم جدا أساتذتي فكونوا معي في أول رواية أريد طباعتها ونشرها , والقصّة ككل كنت أحلم بكتابتها منذ كنت طفلا صغيرا . شكرا جزيلا وبارك الله فيكم .

    الحلقة الأولى " سحر "

    أيّ حظ أسود هذا الذي ساقه إلى هذا الشارع الضيّق ؟ , وتقابل وجها لوجه مع أبيه وكان يتمشّى رفقة فتاة تكاد تلتصق به . الأب لا يردّ عادة في مثل هذه المواقف لكنه يستعمل أسلحة الدّمار الشّامل , استمع إليه من خلف الحائط يُكلّم أمّه : ابنك راَه يعشق , وأشعلت الأم مسلسل العجائز الجزء الأول , الحلقة الأولى عند فطور الصّباح ثم موعدنا في وجبة الغذاء والعشاء : آه النّسا واعرين يا بني , وبطريقة إخراج عبقريّة , تحوّلت الفتاة الصّغيرة السّاحرة إلى عجوز شمطاء ساحرة , وشتّان بين السّحرين .


    الحلقة الثانية " نحبّك "

    لمّة النّساء في البيت حكاية كبيرة كلّهن يتكلّمن وبصوت عالي , ويتساءل : تُرى من التّي تستمع ؟ , المهم خرج , حالة الفراغ التّي يعيشها طال أمدها حتى أنه لا يذكر متى دخلها وكيف وصل إليها ؟ لم يحصل على الباكالوريا , أخذ شهادة مهنيّة , إشتغل في ميادين متنوّعة ولا زال يُجرّب , دخل زقاق الخيّاطة - نسبة إلى أعمامي كانوا يخيطون فيه البرانيس - يلتقيان , هذا الزقاق لوحده أضاع أمّة , زحمة لكنّه يستطيع أن يسمعها . " نحبّك والله ربّي وحق العاهد قي نحبّك " .


    الحلقة الثالثة " أقواس "

    اسمك غريب وجميل , أقواس , تضحك : أبي فنان كبير ومغمور , شاعر ورسّام وموسيقي اجتمعت فيه كل الفنون ,وأمي تطاوعه وتساير فنه وجنونه دائما ,أحب هذه البلدة وأراد تسميتي داية ,ثم فكّر في اختراع اسم , فكان أقواس ,عربي , ونطقه يشبه الكلمات الأمازيغية , عبد الجليل : القوس شكل قريب من الإنسان , فيه إنحناءات ليس بخطوط مستقيمة ولا زوايا حادّة , أقواس تميّز بلدتنا وأنتي ستميّزين حياتي كلّها , سننجب داية وكل الأسماء الجميلة . تضحك .

  2. #2

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    قرأتها لك من قبل وأعجبت بيها وعلقت عليها
    ولبقية الحلقات سأكون على إنتظار
    تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا جزيلا أستاذة نادية محمد الجابي , نعم صحيح وقد شرّفني وأسعدني وشجّعني كثيرا تعليقك بارك الله فيك , وقد نقلته ونشرته في حسابي في الفيسبوك , وقد بادرتي الآن من جديد في التّعليق , وهذا يُشجّعني جدا , وأرجو أن تتفضّلي وتتكرّمي وتبقي معنا الى غاية الحلقة الأخيرة , ولا تتردّدي في ابداء أي رأي أو ملاحظة , لأنّي كما ذكرت في البداية أريد أن أطبعها وأنشرها كأول عمل روائي لي , وأنشرها الآن في رابطة الواحة الثقافية لهذا السّبب , كي أحظى بآراء وانتقادات الأساتذة الأدباء , بارك الله فيكم جميعا , وشكرا جزيلا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة الرابعة " متليلي "

    متليلي الشعانبة ترحب بضيوفها ,عبارة منتصبة على الصخور أقرؤها كل جمعة , زيارة تقليدية أتفقد فيها أرضا قديمة لنا بقيت على حالها منذ زمن , جدي كان مجاهدا شهيرا سمّيت بإسمه مؤسسة في سيدي عباز , الآن لا أذهب كثيرا , الظاهر أنّي أخذت من الصخور قسوتها والحقيقة أنّ ألف طفل يلعب في داخلي , يمكنني أن أبكي بشدّة لكن أموت ولا أحد يرى دمعتي , أنتي مذبوحيّة أم سعيديّة ؟ - الأخيرة , بطلة أشهر قصة حب في الجزائر هلالية حيزية .



    الحلقة الخامسة " أولاد الحلال "

    - هل تحلم ؟ بماذا تحلم ؟ - أنا أحلم كثيرا , وأحلامي كبيرة , وليس لها حدودا , لكنّني كتوم ولا أُعبِّر عن أحلامي عادة , ولا حتّى عن مشاعري , وأنتي ؟ , - جميعنا يحلم , ومنتهى حلم الفتاة في بلدنا أن تتزوّج , تريد أن تُحقّق أشياءا تراها كلّ شيء كوظيفة وشهادة جامعيّة وسيّارة , لكن بلا زواج تصبح لا شيء , تقابلت العيون لحظة وأنزلت عينيها إلى الأرض , - عيناك إختصرت كل الأحلام , أولاد الحلال كثيرون , ليس أباه هذه المرة صديق أخيها .



    الحلقة السادسة " نحيب "

    جرّها قيس من شعرها وهي تصرخ ودفعها إلى الغرفة ,أغلق الباب ورمى بمفتاحه في جيبه , أقتلك ستطلع روحك بين يدي , لم تتكلّم الأم وحين قالت : أختك , ردّ عليها بغضب : أسكتي أنتي , وخرج , تمتمت - مولى دعوة الشر - يصغرها بأربع سنوات ,تقريبا أعاد قصّة قيس وليلى مع ليلى بنت الجيران ولم يكلّمه أحد , صوت نحيبها الصادر من باب الغرفة مزّق قلب الأم , لم تسمعها من قبل تبكي بهذه الطريقة , أقواس منذ أيّام تحُسّ بآلام مفاجئة وضعف في جسمها .



    الحلقة السابعة " غنّيلي "

    تمضي الأيّام بحلوها ومرّها ,لم يؤثّر فيها هذا الحبس الإنفرادي ,وكان خشبة لمسرح الذّكريات ,عندما أخبرته كيف كانت نجمة الغناء في المدرسة وأنّها تؤلّف وتُلحّن ,وتطلُبُها أيضا الجماهير في الحفلات المدرسيّة وتبكي المعلّمات حين تُغنّي مدائح ماهر زين النّبويّة , ابتسم وقال لها : أريدك أن تُغنّي لي فقط , ألّفي ولحّني وغنّي لي أغنية . نادتها أمّها لنشر الغسيل ,في السّطح ألّفت وهي تنشر غسيلها , ثم اتّكأت على الجدار وأشعلت تسجيل الفيديو في هاتفها .



    الحلقة الثامنة " المرسول "

    نادتها آسيا في استراحة الدّراسة , أخت عبد الجليل , فتاة رزينة عقلها أكبر من سنّها ومحبوبة من طرف الجميع , قالت لها : غبتي عنّا طويلا , لقد وصلنا ما أصابك , والله ستدخلين بيتنا وسأكون عمّة أبنائك , لقد تضامن أخي معك بلا قصد ودخل في عزلة لم نعرفها عنه من قبل , أخبرني بأنّكي له وسيبذل حياته لأجلك , عاد لهوايته في الرّسم ورسمك من خياله , طلب منّي أن أريكي رسمته حالما أقابلك وأعيدها له , وبعثت لها أقواس أغنيتها في هاتفها بالبلوثوت .



    الحلقة التاسعة " حين رأيتك "

    يا الله .. هذا الصّوت .. وهذا الوجه .. في خلفيّته الصّومعة الشّهيرة لغارداية , والسّماء مُلبّدة بسُحب رماديّة , حين رأيتك أول مرّة أحببتك , ليس لدي أي فكرة , إن كان هذا هو الحب من أول نظرة , أحببتك حقا وأخشى أن أصير مُجرّد ذكرى , حين رأيتك أول مرّة , قلبه ظلّ يخفق بشدّة والدّموع تسيل من عينيه , وأعاد التّسجيل وأعاده , وبكى طويلا , لو كان يُعاد حساب المشاهدة من نفس الجهاز لحطّم هذا الفيديو كل الأرقام القياسيّة , لكنّه لشخص واحد .



    الحلقة العاشرة " رقية شرعيّة "

    مازالت أمّه مصرّة على أنّ الفتاة ساحرة , تركت حربها الباردة في رش العتبات مع زوجة أخيها وجارتها وإشتغلت بها , كبُرت مخاوفها ودخلت حيّز التّنفيذ , ولها مايُبرّرها . عندما كانت حاملا به وفي زيارة للأشياخ قالت لها امرأة مرابطة : ستُنجبين عبد الجليل لكن ستحرق قلبه فتاة جميلة من بني سعيد , عندما دخل غُرفته وجده يجلس على سريره صديق أخاه وأخذ يجوب ببصره كل زوايا الغرفة , الّذي يرقيك من أعين النّاس يجب أن تكون عينه ممتلئة .

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,134
    المواضيع : 318
    الردود : 21134
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    أعجبني ما قرأت .. أسلوب قصصي راقي، وسرد جميل مكتوب
    بتلقائية منبسطة في بناء فني يثير الدهشة والمتعة فيمنح النص عفوية وحلاوة ومصداقية
    تلاعب بارع بين الصورة واللفظ بإتقان وبراعة
    متابعة معك بشغف
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    أعجبني ما قرأت .. أسلوب قصصي راقي، وسرد جميل مكتوب
    بتلقائية منبسطة في بناء فني يثير الدهشة والمتعة فيمنح النص عفوية وحلاوة ومصداقية
    تلاعب بارع بين الصورة واللفظ بإتقان وبراعة
    متابعة معك بشغف
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا جزيلا الأستاذة الأديبة نادية محمد الجابي , لا يُمكنك تصوّر مدى تأثير تعليقك السّخي بأجمل التعابير والمعاني على نفسيّتي ومعنويّاتي , يُشجّعني جدا تعليقا بهذا الجمال والرّقي من أديبة مبدعة , سأواصل اكمال سلسلة الحكايات حتى حلقتها الأخيرة , فقط أترك بعض الوقت بينها ليتسنّى للجميع قراءتها والتّعليق لمن أراد ذلك , فهذا يهمّني , وبارك الله فيكم وشكرا جزيلا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة الحادية عشر " رستم "

    عبد الجليل ! رستم يُكلّمك من فرنسا ! أسرع إلى الهاتف الثّابت وحمل السّماعة : رستم ! كيف هي الأحوال ؟ لا بأس الحمد لله , عرف أنّه مع أبيه وعمّه يعمل في محلاّت تجاريّة يملكونها في باريس ومرسيليا , الأب ميزابي من بني يزقن والأم وهرانيّة , صديقه الحميم من أيّام المدرسة الإعداديّة , يذكر كيف كان يبكي معه في بيته عندما يُحدّثه عن معاناته مع أبويه المنفصلين , كان رافضا للتّقاليد المفروضة عليه , صلّى معه في مسجد الحفرة وبني مرزوق وقبض في الصّلاة , مع أن أصل المالكيّة لا يقبضون .



    الحلقة الثانية عشر " أحلام ونجيب "

    قدّمت لها آسيا كتابا - السّمّان والخريف لنجيب محفوظ - في استراحة الدّراسة وقالت لها : إفتحيه , فتحت أقواس الكتاب , على الورقة الأولى بعد الغلاف كتب : قرب الأقواس بعد الخامسة , الأقواس في وسط البلد في طريق عودتها ويدخلون منها إلى بعض الأزقّة الضّيّقة خوفا من أعين معارفهم الخاصّة , مع أنّ البلاد لا يمكنك أن تُخفي فيها شيئا , - قرأتي ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي ؟ - طبعا , هل يوجد عربي لم يقرأ ذاكرة الجسد لأحلام ؟



    الحلقة الثالثة عشر " ابنة الوالي "

    أقواس : ماذا تسمع ؟ عبد الجليل : عاطفي ,الشاب حسني ليس من جيلنا وعبّر عنّا, في الأولى متوسّط كتبت رسالة لفتاة تدرس في قسم آخر , لسوء حظّي كانت ابنة الوالي ,بسببي عوقبت كل المدرسة , وكانوا يحجزون جميع الأقسام بعد الخامسة ونخضع لأنواع التّعنيف والتّهديد , ولم يستطيعوا الوصول إلي , صوّروا لنا الحب على أنّه جريمة الإنسان الأولى , كانت فتاة غبيّة ,كان حب المراهقة الأول وأنتي حب العمر , ينعطفان إلى زقاق ليهود - ( المجاهدين ) رسمي .



    الحلقة الرابعة عشر " زقاق ليهود "

    نظر إلى نجمة سداسية محفورة فوق باب قديم , - آثار الأقدام السوداء , ليتها كانت على الجدران فقط لقد حفروا خبثهم في القلوب وعادات الأهالي . السّلوك التّجاري خصوصا عند الطّرف الميزابي , الآذان على السّاعة الواحدة وغلق المحلّات عند المغرب وكثير من الأمور , - يحكوا عن جدّي أنّه كان يتقن العبريّة ويتكلّم بها , وكثير من أصدقائه سكّان الحي , حاول لمس يدها , سحبتها بسرعة , أشعل سيجارة : نلتقي الأسبوع القادم ؟ ,كثير .



    الحلقة الخامسة عشر " سعد اللّئيم "

    بعد أسبوع في نفس المكان والزّمان قابلها بلهفة ولاحظ حزنا غريبا في عينيها , - سعد عاد من جديد , رجعت إلى البيت فوجدته قد ترك لي هاتفا ذكيّا وقال لأمي : قولي لها تتّصل بي في الفيسبوك , وكلّمها في خطبتي , هو من أقاربنا البعيدين في ورقلة , كبير , غني نسبيّا لكنّه لا يعمل أي شيء ,تافه جدا ووقح , والأخطر أنّه يسحر , أخذت من يد أمي الهاتف وحطّمته أمامها , كان كلاما صعبا على عبد الجليل إتّجه شاردا إلى التنيّة , وأقواس دخلت حي العين .



    الحلقة السادسة عشر " عاشورا "

    اليوم عاشوراء قدّمت لو طبق فول , -آبيانو حمالديك اوشنغ , - تعرف الميزابية ؟ , - إحتكاكنا في صغرنا في المدارس الإبتدائية وفي يومياتنا يجعلنا نعرف بعض الكلمات , الأمازيغيّة متشابهة , أخي بطول مدة دراسته الجامعيّة في تيزي وزو صار يفهم القبائليّة ويتكلّمها بطلاقة , - هذا صنعته أمي , أنا أتقن الأكلات الشعبيّة : المغلوقة , لمسمّن , الزّيريزة , المردود وأتابع الأطباق الحديثة وأبتكر , - بدأ يبرد الحال إصنعي المغلوقة لنا يوما أعزم عليها أصحابي .



    الحلقة السابعة عشر " المغلوقة "

    المغلوقة بنُطق القاف كالجيم باللهجة المصرية معناها في اسمها ,خبزة دائرية على نار الكانون محشوّة بكتلة متجانسة من البصل والجزر والتّوابل الحارّة ,رائحتها تخترق جدران البيت وتنتشر في الحي ,يتذوّقها الجيران وربّما المارّة أيضا ,لم تتعوّد الكذب على أمّها لكن أقنعتها بأنّها تُعدّها لعزومة صديقتها فتيحة واتّفق هو على عزومة أصحابه في حديقة لأحدهم ,حبّهما فاح كالمغلوقة .



    الحلقة الثامنة عشر " وادي الذّئاب "

    ماحكته عن سعد لم يفارق تفكيره لحظة , قاطعه صوت سيارة صمادي وصياحه , عبد الصّمد ابن عمّه , يجب أن يخرج معه ويسافر أيضا , وجد نفسه بجانبه في الطّريق إلى العلمة , يُجهّز محلّا فتحه قرب ساحة السّوق , كأنّ في رأسهما - شاشيّة - أو أنّ رزقهما مناصفة , يترصّده عند كلّ خطوة , في العمل وفي الزّواج , عندما أراد يوما أن يشتري أثاث غرفة نوم يحتفظ بها منعه بشدّة , وبعد مدّة وجده قد اشتراها , وسيعزمه ذات ليلة لعرسه .



    الحلقة التاسعة عشر " عهد الحب "

    الهديّة باهضة الثّمن صعبة , وقد يكون تأثيرها سلبيّا , في أيّام الدّراسة الإعداديّة كلّمه صديقه رستم في البيت وترك له عند جاره كيسا ممتلئا بأشياء ثمينة من فرنسا ,عندما كان في الأسواق فكّر في هديّة لأقواس ,وحين كان الجميع في أشغالهم لم تتّجه إلى مدرسة والتقت به في حي 15 فيلا شارع أشجار ينعطف من وسط المدينة ,أمسك يدها ,وجد تجاوبا ففرّت دمعة من عينه ,قرأ الفاتحة ,صلّى على النّبي ,وتعاهدا على الحب الأبدي .



    الحلقة العشرون " الزّربيّة "

    صبيحة الجمعة ذهبت أقواس مع جارتها فتيحة إلى غابتها في ضاية بن ضحوة , تكون فارغة باقي أيّام السّنة ويسكنونها في الصّيف كباقي العائلات , رحلة الشّتاء والصّيف , منطقة فلاحيّة تغدّي البلاد بالخضر والفواكه , والزّربيّة أساسيّة متميّزة ولها سمعة عالميّة , تتعلّمها كل فتاة , البيت بسيط جدا , ساعدتها في قطع حبّات الجزر من التّربة , نظرت إليها بخبث وقالت : تستطيعين أن تلتقي بعبد الجليل هنا .

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة الواحدة والعشرون " نار الغيرة "

    يصعد ويجلس وحده في السوناتور قرب فندق الرّستميين , حيث بعض الهواء والهدوء , فتيحة طيّبة لدرجة يُنصح لها ألاّ تقترب منها كثيرا حتى لا تذهب معها بعيدا , لكن الشّر أحيانا يأتي من أشخاص لا تتوقّعهم , سهام بنت خالة أقواس رمت بسهامها المسمومة , رنّت في هاتفه ولا يعرفها سابقا , تكلّمت مباشرة : أنا أتابعك منذ مدة في الفيسبوك , أعرفك وأحمل لك مفاجآت كثيرة , حدّد لنا موعدا نلتقي فيه .


    الحلقة الثانية والعشرون " سيدي سماحي "

    كم هي سريعة هذه الفتاة , لم تكمل المكالمة حتى ربطت موعدا : غدا تعالى معنا نذهب مع بعض الأصدقاء الفرنسيين إلى بريان , عند إستيقاظه صباحا قصّ لأمّه في المطبخ أنّه رأى وليّا صالحا في المنام , زاروا سيدي سماحي وحين وضعوا قصعة الكسكس نزعت خمارها ليبدو شعرها الأشقر ورمقته بنظرات عيون زرقاء , في العودة إلتصقت سهام به في السيّارة , ضحكت عاليا : ماذا فعلت لك تلك الصّغيرة أقواس , خذها على قد عقلها إنّها ساذجة وغير طبيعيّة .


    الحلقة الثالثة والعشرون " وسط الدّار "

    نزعت غطاء وسط الدّار , توقّف المطر وهدأت العاصفة , خطّة محكمة نسجتها العنكبوت سهام , جعلت قيس يجلس مساءا في مقهى الثنية , ودعت عبد الجليل لملاقاتها , ثم ذهبت مع أقواس لمحلات الملابس , عند خروجها ضاحكة من المحل وجدته أمامها صافحته بيدها ووقفت أمامه مرتبكة , لمحها أخوها , جاء جريا من المقهى , أمسك به من قميصه , سقطا على الأرض ,تجمّع النّاس وهربت الفتاتان .


    الرابعة والعشرون " الوادي "

    عندما يفيض وادي ميزاب يصحوا النّاس وقد وجدوا أنفسهم في العراء , كيوم المحشر , يوم مميّز وفريد في كل شيء ,دخل طفل مسرعا , وصل إلى فراش عبد الجليل , حرّكه ( وهو نائم ) وقال له :أقواس تنتظرك في أوّل الشارع , بوجه وملابس مبتلّة وصاحبتها تنظر إليها من بعيد قالت له :الحمد لله أنّك بخير , رأيت البارحة أنّنا في بيت تحيط به المياه , عائلتي وعائلتك وأنت خارجا ذهبت تبحث لنا عن مخرج آمن , تأخّرت ,وأصوات تناديني في أعلى السّطح : أقواس .. أقواس .. يئست من رجوعك واستسلمت , وصعدت درجات السلّم , تتحقّق هذه الرّؤيا بشكل آخر وليس الآن .



    الحلقة الخامسة والعشرون " زلفانة "

    مرّت أيّام الوادي كالحلم , بعدها تزامن أن دعتها عمّتها إلى قضاء أيّام استجمام في زلفانة , وكان مع فرقته الموسيقيّة الّتي ينشط معها في الأعراس , في النّهار حمّام وفي اللّيل تلتقي العائلات في سهرات عود في مخيّم ألف ليلة وليلة , يتبادلان فقط النّظرات الحالمة , لكنّها دخلت ليلة إلى غرفته وكان قد دخلها للتّو , بدأ يتهيّؤ للنّوم ,أغلق أحدهم الباب ,تفاجأ برؤيتها , أسرع إلى الباب فتحه وسار معها إلى بيتها .



    الحلقة السادسة والعشرون " نعناع الجنينة "

    وهي في حيرتها من تصرّفها الطّائش في زلفانة , طلب لقاءها في بيت صديقتها في الضاية لأول مرّة , عند دخوله قطف ربطة نعناع وقدّمها إليها ضاحكا , جلسا طويلا بلا كلام في مكان شبه مفتوح , لم يلمسها لكنّه عند الإنصراف طوّقها بذراعه , وقبّلها في رأسها , عند خروجه لمحه ابن أخته , يصغره بسنتين , متزوّج وعنده طفلين , يراقبه أكثر من أبيه وأمّه الّتي وصلت إليها الطّبخة كاملة مع إضافة بعض البهارات الحارّة .



    الحلقة السابعة والعشرون " المستحيل "

    صرخت في وجهه أمّه وكلّمته بلهجة لم يسمعها منها : هذه البنت الخامجة أقواس إفعل معها ما تشاء !! لكن زواج مستحيل , وأنت لإبن عمّتك في متليلي , لم ينطق بكلمة , دخل غرفته وارتمى على سريره , وأشعل فيديو غناءها في هاتفه , أمسك يدها وهما يمشيان في زقاق الخياطة : نهاية الأسبوع سأذهب إلى المنيعة مع الفرقة الموسيقيّة , أحتاج إلى السّفر الآن .


    الحلقة الثامنة والعشرون " المتاهة "

    مدينة الورود لأنّها كانت تميّزها فعلا والبرتقال , صاحب العرس من الأعيان الأثرياء دعاهم لجولة سياحيّة , البحيرة , في القصر القديم رأى صورتها مكان مباركة هلالي , في الليل تفاجأ الجميع بوجود نجم كرة القدم ياسين براهيمي جاء خصّيصا للمناسبة , اقترب منه وصافحه ضاحكا , مازحه بكلمات فرنسيّة سريعة وأخذ منه العود , حتّى النّجوم لا يخرجونه من هذه الحالة , سوى إبتسامة أقواس .



    الحلقة التاسعة والعشرون " لهفة "

    طبيعي أن يلتقيا مرّة أخرى في نفس المكان وهذه الأيّام , الصّغيران يجلسان على عتبة ينتظران القادم المجهول , الجو بارد , في بستان تعصف الرّيح حولهما كالظّروف والدّنيا , قال لها : لن أتركك , كل شيء زائف وحبّك هو الحقيقة , قالت له : ولا أنا , لن أكون لغيرك , وضع يده على خصرها النّحيل , جسمها يرتعش , هوى بوجهه نحوها , وفي تجربة أولى أذابا قبلة على الشفتين , لم تكن هوليودية ولا بوليودية , ولا مصريّة , كانت قبلة غارداوية .



    الحلقة الثلاثون " الفتنة "

    حدثت مناوشات بين الطّرف الميزابي الإباضي والعربي المالكي لكن ليس بهذا الشّكل , آخرها سنة 85 بسبب أرض لعذيرة , رمّدت البلد في ثلاثة أيّام ثم عادت من جديد , قبل عام جاء يهود الأقدام السّوداء , كانت أقواس تحضّر وجبة العشاء في بيت جدّها في بني مرزوق سمعوا صراخا وتساقطت عليهم زجاجات المولوتوف الحارقة , القرارة مدينة العلم صدّرت الظلم والعدوان هذه المرّة , اشتعلت الأحياء والحاج مسعود ,راهم يتلمّوا !! راها نايضة !! .

  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,134
    المواضيع : 318
    الردود : 21134
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    سرد واقعي بأسلوب جميل يقصد به تثقيف القارئ بمعلومات عن غارداويه
    كالعادات والتقاليد والأفكار .
    وفي قص مشوق لا تدع القارئ يفلت من بين يديك ـ وإن كنت تكتب بلغة
    هى أقرب إلى لغة (السينما) غزيرة المشاهد ، وتهتم بالتفاصيل والحوارات
    والتي من خلالها نزداد معرفة بالبلاد.
    تبقى لي عدة ملاحظات لو سمحت لي:
    في الحلقة التاسعة:
    قلت : أحببتك حقا وأخشى أن أصير مُجرّد ذكرى , حين رأيتك أول مرّة
    , قلبه ظلّ يخفق بشدّة والدّموع تسيل من عينيه
    كنت تتحدث بضمير المتحدث .. أحببتك، وأخشى، حين رأيتك..
    ثم تحول الحديث فجأة .. ليصبح الكلام على لسان السارد .. قلبه ظل ..

    الحلقة الحادية عشر :
    قلت : وقبض في الصّلاة , مع أن أصل المالكيّة لا يقبضون .
    لم استطع فهم هذه الجملة .. هل معنى قبض في الصلاة بمعنى .. مات
    لا يستقيم المعنى وأتمنى ان توضحه لي.

    الحلقة السادسة عشر :
    -(آبيانو حمالديك اوشنغ ), - كتبتها بدون اي توضيح
    هل هذه لغة امازيغية ؟؟ وما معناها ؟؟

    لست بناقدة ـ أنا مجرد قارئة تحاول ان تعبر عما تقرأ
    ولبقية قصتك سأكون على انتظار
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    سرد واقعي بأسلوب جميل يقصد به تثقيف القارئ بمعلومات عن غارداويه
    كالعادات والتقاليد والأفكار .
    وفي قص مشوق لا تدع القارئ يفلت من بين يديك ـ وإن كنت تكتب بلغة
    هى أقرب إلى لغة (السينما) غزيرة المشاهد ، وتهتم بالتفاصيل والحوارات
    والتي من خلالها نزداد معرفة بالبلاد.
    تبقى لي عدة ملاحظات لو سمحت لي:
    في الحلقة التاسعة:
    قلت : أحببتك حقا وأخشى أن أصير مُجرّد ذكرى , حين رأيتك أول مرّة
    , قلبه ظلّ يخفق بشدّة والدّموع تسيل من عينيه
    كنت تتحدث بضمير المتحدث .. أحببتك، وأخشى، حين رأيتك..
    ثم تحول الحديث فجأة .. ليصبح الكلام على لسان السارد .. قلبه ظل ..

    الحلقة الحادية عشر :
    قلت : وقبض في الصّلاة , مع أن أصل المالكيّة لا يقبضون .
    لم استطع فهم هذه الجملة .. هل معنى قبض في الصلاة بمعنى .. مات
    لا يستقيم المعنى وأتمنى ان توضحه لي.

    الحلقة السادسة عشر :
    -(آبيانو حمالديك اوشنغ ), - كتبتها بدون اي توضيح
    هل هذه لغة امازيغية ؟؟ وما معناها ؟؟

    لست بناقدة ـ أنا مجرد قارئة تحاول ان تعبر عما تقرأ
    ولبقية قصتك سأكون على انتظار
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأستاذة الأديبة نادية محمد الجابي : شكرا جزيلا , ولأجل انتظارك أكمل بقية القصة

    ** المدينة اسمها : غارداية , فالحكايات غارداوية

    ** تلك كلمات الأغنية التي استمع اليها , ثم وصف حالته وهو يستمع اليها , وكان علي أن أفصلها بنقطة بدل الفاصلة

    ** لم أقصد بالقبض الموت , قصدت به الجانب الفقهي في الصلاة , القبض اي وضع اليدين على بعضهما , والأصل في المذهب المالكي السدل , أي ارخاء الذراعين واليدين وطلقهما مستقيمتين

    ** هذه عبارة امازيغية , معاناها : من فضلك اعطني الفول , وهي عادة قديمة في عاشوراء

    ** فعلا انا اميل الى الكتابة السينمائية واريد ان اتخصص فيها ان شاء الله , وعندي مشروع تجسيد القصة في فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني ان شاء الله تعالى

    شكرا جزيلا وبارك الله فيك , وجزاك الله كل خير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. العَجوزُ والذّكرِياتُ
    بواسطة فاتن دراوشة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-10-2019, 09:23 AM
  2. حكايات غارداوية - قصة قصيرة
    بواسطة عماد هلالى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-02-2017, 10:17 PM
  3. أقواس الدموع
    بواسطة مصطفى الغلبان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-04-2016, 05:00 PM
  4. التاسع والعشرون من أكتوبر والذكريات المؤلمة - بقلم : د . محمد أيوب
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-11-2006, 10:11 AM
  5. الفن التشكيلى السعودى : أسماء ، ذكريات ،حكايات ، وقائع !!
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-09-2006, 02:37 PM