ليلة أخيرة
ولقد سقطتُ اليوم وحـــــــــــدي
ولقد قبضتُ على الرصاص ِ يشقّ في بطني جراحاً فوق جرحي
وأَجُـرُّنـِــي صوبَ الجدارِ.. يؤزُّ في رأسي صُداعْ
ألَمي عصيُّ الوصف ينخرُ في النخاعْ
جرحي حريقٌ ليس يطفئهُ الأنين ولا الصُّراخْ
أوآآآآهَ ما أقساكِ يا ساعات ِ أنفاسي الأخيرة
أهيَ الأخيرةُ يا ترى.. أهيَ الأخيرة؟؟
أأموتُ وحدي لا رفاقٌ يسعفونَ
ولا عيونُ حبيبتي
لا وجهُ أمي؟
يا من يُحمّلُني سلاماً للذين مضوا إلى العلياءِ قبلي
يا من يُلقـّنني الشهادة قبل أن تنسلَّ من جنبَيَّ رعشتيَ الفقيرة
أواآآآه ما أشقاكِِ يا ساعات ِ أنفاسي الأخيرة
الليلُ ساجٍ ليسَ يجزعُهُ مصابي
فوق آلامي بطيئاً يستقِرُّ
والموتُ هذا الموتُ في رأسي.. وأسماعي يَصِّرُّ
أهذي وأجهشُ في الغشاوةِ غائراً بيني وبيني
كيفَ أبكي؟؟
هل تخون العينُ عهداً قد سطرتُ حروفَهُ بنجيعِِ قلبي
رُحمى لديكَ..إلى ضعيف ٍ عاثر ٍ في باب عطفك يا إلهي
تصطكُّ في الأحشاء أشرعة الحقيقةِ..
تعتـــريــني
مالي أرُجُّ الأرض من تحتي
وترجُفُ فِيَّ روحٌ لستُ أعرفــها
كفــــــى يا هذهِ..انســلّي
أريـــحيـني
أريحي العمرَ من صلَفِ الثواني
من حُرقَة الدمع المحرّم ِ حزَّ في وجهي أســــــاهْ
من غِلظة الأغلال ِ قد عضَّت على صدري صــــداهْ
هيا انشُقي ما قد تبقّى من فتاكِ وأطلقيــــــهْ
قصّيه ِ كيما يستحيلَ مراسياً من غير ماءٍ
لا جوابَ.. ولا شعاعَ
ولا انتظارَ ولا وداعْ
وكأنّهُ ظلٌّ وضاعْ
**
مَن ذابحي؟
مَن ذابحي؟؟
في الغرفة الأخرى؟؟
يَعُبُّ الرَّعفَ مخموراً على رعفي أنا؟؟
أأصيرُ رقْماً ثمّ أذوي في سُبات ِ الأرض ِ؟؟
لا
أنا يا أنا العملاقُ
والأحـــــــلامُ
والسُّحُبُ الحفيَّة بالسخاءْ
أيهزّني وجعي
فأنقُضُ فيَّ غزلَ النورِ ..
أُذهِبُ كل أشيائي هباءْ؟
يا بعض روحي
أعذريني
واسنـــديني
كي أمدّ يديّ للوطن المعلّق ِ في عيون الصاعـدين
رُدّيكِ فيَّ هنيهةً كي استفيقَ على مساء
أحبتي..
لأحبَهم أضعاف ما أحببتهم...
ما كنتُ أدركُ قبل هذا
كم جميلٌ وجهُ هذي الأرضِ
والسَّـكناتُ
والقمرُ الرفيقْ
الله َ ما أحلاك ِ يا ساعات ِ أنفاسي الأخيرة
ما عادَ بي جزعُ الفراقِ
ولجلجاتُ الجرحِ..
والقهر العميقْ
إني أموت الآن حسبي أنني
من أشوَق الأحياءِ في كوني
يطيرُ بيَ الحنينُ إلى يقينْ
القلبُ يصمتُ
كي يُغَمّضَ بين جَنْحيه ِ القصائدَ
والصلاةَ
ومشهدي لمّا وقفـــــتُ
على الجراح ِ هنا انتصبتُ
..وانـ ـتصبتُ
وانــتـَـصبـْـ
....ــتُ
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العموري
: لماذا قلت ( صداه ) وليس ( صداها ) في قولك :
