فتحت دفاتر أشعاري فوقعت عيني على هذه القصيدة التي كتبتها منذ أكثر من ربع قرن فأحببت أن اضعها كما هي:
حَلَمتُ وليتها الأحلام تُجدي
............................................. بأني عند سيدةِ الملاحِ
وأنا قد ذهبنا في عِناقٍ
.......................................... ولم نحفلْ لقولٍ من مُلاحِ
لعبنا ما لعبنا ثم سِرنا
......................................... إلى الغاباتِ أُمسِكُها براحي
وشدتني الطبيعةُ وهي بِكرٌ
...................................... فلم أشعر " بحيّ على الفلاحِ"
وصوت الطيرِ أفقدني صوابي
...................................... فما أدري ضلالي من صلاحي
وضاع الوقتُ في لعبٍ ولهوٍ
......................................... وألهانا المزاحُ عن الرواحِ
وتُهنا في الطريقِ وما اهتدينا
........................................... كأن عقولنا سَكِرَتْ براحِ
وجاء الليلُ بالأنسامِ تسري
.................................... وضوء البدرِ يسطعُ في البطاحِ
فنمنا قرب رقراقٍ وقورٍ
................................... وظل العِشقُ في القلبينِ صاحي
وكان فراشَنا زهرُ الروابي
...................................... وليس غطاؤنا غير الأقاحي
ومن زندي جعلت لها وساداً
................................... وكان الدفءُ قربي وانشراحي
وجاءت حولنا الغزلانُ ترعى
...................................... وكاد الخِشفُ يعثرُ بالوشاحِ
فلم تفزع لمرآنا وصارت
.................................... تطمئن بعضها هذا الوشاحي
فلم نعهدهُ للغزلانِ إلا
........................................ صديقاً زانهُ نهجُ الصلاحِ
وقد بتنا بيمنِ الله حتى
................................. ترقتْ في السما شمسُ الصباحِ
وحين أفقتُ من حلمي بِحقٍ
.................................. وددتُ لو انني ما كنتُ صاحي