ٲستاذي الدكتور ٳبراهيم مقري.
كان رمزا للإنسانية والشفقة، وكان مثالا صادقا للمربي، درسني مرتين في حياتي مرة في يقظتي ومرة في ٲحلامي، لا ٲكاد ٲجد له وصفا في الٲشعار العربية، ولا ٲجد له من يوازيه في التفاني لبناء شخصية الأيتام، فهو كالشمعة تحترق نفسها لتنير دروب المحتاجين، وتكفكف عبرات المساكين، كان جوده ٲكثر من وجوده، يستقبل الضيوف متبسما، يعجبه الذكاء والذكي، يحرض الطلاب على الٳطلاع والمذاكرة، لم يكن له مهنة يستلذ بها ٳلا التدريس وتأسيس المدارس والمعاهد والحلقات، يرحب بكل مناقش ٲو مستفسر ٲو مناظر، يعامل طلابه معاملة القرين بالقرين، يشجعهم على الإبداع والإنتاج، ولا يكسر همة المهتم، ولا يقلل جهود المجتهد، هكذا كان حاله وبه عرف في رحاب هذه الجامعة لا يحدق النظر ٳلى المستقبل ٳليه، يتواضع للصغير والكبير، ويوقر الشيوخ، يشمي ولا تسمع حسيس نعليه ، يشغل نفسه كالآلة في الخدمة الإنسانية، لم ٲعرفه ولا يعرفني ٳلا حين سجلت في الدراسات العليا فاستفدت منه كل الاستفادة وتعلمت منه علوما متنوعة، ومنه تعلمت ٲلا مستحيل في سبيل الإبداع.