ﺣﻮﺕ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻳﺘﺨﺒﻂ ﺑﻴﻦ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﺼﺪ !!!, ......
ﺃﻫﻮ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ؟ ,!! ﺃﻡ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻤﺮﺕ ﻋﻘﻠﻪ، ﻭﺳﻜﺮﺕ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ......!!! ،ﺃﻫﻮ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻋﺎﻗﻞ ؟ !! ، ﺃﻡ ﻋﺎﻗﻞ ﻣﺠﻨﻮﻥ؟؟ !! ،ﻟﺴﺖ ﺃﺩﺭﻱ !!! ، ﻟﻜﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻣﻠﻒ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻤﺰﻕ ﻳﻤﺸﻲ ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ .
ﻓﺼﺮﺕ ﺃﺗﺎﺑﻌﻪ ﻗﺪﻣﺎ ﺑﻘﺪﻡ ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﺘﻨﺎﻫﺰﺕ ﻧﺤﻮﻩ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺃﻳﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ،
ﻓﻮﻗﻒ ﻭﻗﻮﻓﺎ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﻚ ؟،
- ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻲ .
- ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﻚ .
ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻔﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻪ .
ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺸﻜﺮ ﻟﻲ ﻛﺄﻧﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻻ ﺷﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺷﻜﺮﺍ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﺃﻗﺺ ﻟﻚ ﺳﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﻣﺸﻔﻖ، ﻭﻧﻔﺲ ﺭﻗﻴﻘﺔ، .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﺭﺣﺐ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﺫﺍً ﻧﻤﺸﻲ
ﻓﻤﺸﻴﻨﺎ ﺃﺳﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ ﺑﻀﺮﺑﺎﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺷﻤﺲ ﺷﻤﺎﻝ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻗﺪﻡ ﻟﻲ ﻣﻨﺪﻳﻼ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺍﺟﻠﺲ، ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻠﻮﺱ ﻛﻠﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻷﺳﺘﺎﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ، ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﺎﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﻐﻠﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﻌﻘﺪ، ﻭﺑﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ .
: ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻲ ﺑﻠﻐﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻞَّ ﺃﻓﻬﻤﻚ ﺟﻴﺪﺍ،
ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻛﻠﻴﺔ ؟ ,
ﻗﻠﺖ : ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ،
ﻗﺎﻝ : ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻷﻧﻲ ﻛﻠﻤﺘﻚ ﺑﻠﻐﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﺃﺻﻴﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺘﻔﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺨﺮﺝ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺩﺭﺳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﺻﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻇﻨﻨﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﺳﻬﻠﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﻭﻳﻠﺘﻰ !!!!! ﺃﻳﻦ ﻳﺪﻉ ﺍﻟﻤﺨﻨﻮﻕ ﻳﺪﻩ ؟ .
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ؟،
ﻗﺎﻝ : ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﻴﻨﺎ ﺁﺧﺮ، ﻓﺎﺷﺘﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻲ ﻓﺨﻀﻌﺖ ﻟﺬﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﺍﺗﺒﻌﺖ ﻣﺮﺍﺩﻫﺎ ﻓﺴﺎﻗﺘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ .
ﺑﺪﺃﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻄﺮﺡ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ -:
ﺃﻳﻦ ﺳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ؟ .
ﺇﺫﺍ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﻌﻤﻚ ﻭﻳﻜﺴﻴﻚ ؟ .
ﻫﻞ ﻟﻚ ﻣﺒﻠﻎ ﻛﺎﻑ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ؟ .
ﻓﻠﺒﺜﺖ ﻣﻠﻴﺎ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ، ﺛﻢ ﺃﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺠﺮﻋﺔ -:
ﺳﺄﻭﺍﺻﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻌﻤﻨﻲ ﻭﻳﻜﺴﻨﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻮﻟﻨﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻴﻨﻲ
ﻓﺴﻜﺘﺖ ﻭﺧﺠﻠﺖ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻭﺍﻟﻄﻞ ﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺫﺍﺋﺒﻪ، ﻭﻗﺼﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﻛﻨﺎﺗﻬﺎ .
ﻓﺎﺳﺘﺄﺟﺮﺕ ﺗﻜﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻻﺷﺘﺮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﺃﺗﺮﻗﺐ ﻷﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺮﻃﻴﺎ ﺷﺎﻣﺨﺎ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻓﺘﻘﺮﺑﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﺮﺗﺠﻔﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﺃﺃﺩﺧﻞ؟،
ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ؟،
ﻗﻠﺖ : ﺃﺃﺩﺧﻞ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺃﺭﺗﺠﻒ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻗﺪ ﺑﻠﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻌﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻭﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﺐ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮ ؟ !!! ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ SORRY ﻓﻔﺮﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺼﺪﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ , ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻲ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺑﺎﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﺎ، ﻓﺘﺴﻠﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻷﺳﺘﺮﻳﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻫﻮﺳﻮﻳﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺳﺮﻗﻨﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .
ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﻋﺎﻟﺖ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻭﺍﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻳﺘﻨﺎﻗﺸﺎﻥ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺣﺎﺭ ﺇﻗﻨﺎﻋﻲ ﺇﺳﺘﻤﺎﻟﻲ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻚ ﻗﺼﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺃﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻠﻲ ﻭﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻟﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺻﻨﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺤﻈﻴﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺗﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺜﺖ ﺣﻼ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﻭﺑﻴﺪﻫﺎ ﺟﻮﺍﻟﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺑﻤﺎﺀ ﺯﺋﺒﻖ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺯﻫﺮﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﺎ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻫﻲ ﻓﻼﺗﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺑﺮ ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻫﻞ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻻ، ﺇﻻ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻓﺴﻜﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ؟ .
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻲ ﻗﺼﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ ﻫﺎﺗﻔﺖ ﺑﺼﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ .
ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﺩﺕ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ ﺃﻗﺼﺮﻫﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺑﺠﻨﺐ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻠﻤﻬﺎ ﻷﻧﻲ ﻓﻬﻤﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﺇﻻ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﻒ، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺄﻭﺍﻱ، ﻓﺒﻌﺪ ﻷﻱ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺳﻮﻳﻴﻦ ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺋﻼ : ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻫﻮ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﻻﺷﺘﺮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ‏( P.G FORM ‏) ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻟﻴﺲ ﻫﻮ، ﺗﻌﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎ ﺟﺌﺖ ﻷﺷﺘﺮﻱ .
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻮﺭﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺎﻥ ﺩﻭﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺬﻭﺏ ﺑﻴﻦ ﺧﺪﻱ ﻓﺄﺣﺎﻭﻝ ﺇﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﺤﻴﻠﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﻻ ﺇﺷﻬﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻼﺣﻆ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻲ ﺃﻟﻤﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺣﺎﺭﺍ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﻚ؟
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺩﻭﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﻓﺼﺮﺕ ﺁﺧﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ، ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﺷﺘﺮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺫﺍﻙ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺇﻟﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﺘﺤﺎﻳﻠﺖ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﻫﻮﺳﺎ : ﺟﺌﺖ ﻷﺷﺘﺮﻱ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ FG FORM
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ؟،
ﻓﻜﺮﺭﺕ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻓﻨﺎﺩﻳﺖ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺎﻥ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ .
ﻓﺒﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﻴﻦ .
ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻧﻲ ﺃﺩﻓﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ .
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﺫﻫﺐ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺃﻓﻜﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ .
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺑﻴﻮﻡ ﺯﺭﺕ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻻ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻣﻬﻤﺎ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ، ﺃﻧﺎ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻲ ﺃﺏ، ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻤﻰ ﺫﻭﻗﻲ ﻭﻛﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﺼﺎﺋﺤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ، ﻭﺗﻘﻮﻳﻤﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻜﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺧﻀﻮﻉ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻜﻞ ﺑﻬﺠﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ، ﻓﻘﺒﻠﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﻓﺮﺡ ﻭﺑﺸﺎﺷﺔ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺑﻜﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻗﺎﻝ : ﻧﺮﺣﺐ ﺑﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻜﺸﻒ ﺩﺭﺍﺟﺘﻚ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﺧﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺑﺄﺯﻫﺎﺭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻛﻔﻼﺗﻲ ﺍﻟﻮﺑﺮ، ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﺃﻟﻼﺷﻌﻮﺭﻱ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻣﻨﻜﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﺧﺘﻨﻘﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺘﻔﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺭﺿﻰ .
ﻓﺎﺯﺩﺣﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ .
ﻓﻘﻠﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﻤﺮﺕ ﻋﻨﻲ، ﺳﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺎﺑﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ .
ﻓﺎﻃﻠﻊ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﺃﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ . ﻓﺨﺮﺕ ﺻﺎﻋﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﺃﻧﺎ ﻣﻴﺖ ﺃﻡ ﺣﻲ ؟؟؟ !!! ، ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻲ ﻷﺭﻯ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻓﺮﺃﻳﺘﻨﻲ ﻣﻔﺮﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻔﺰﻋﺎ ﺃﺳﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ : ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ؟ .
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ : ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻌﺸﺖ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻭﻋﻴﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺳﻴﺮﺳﻠﻜﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ .
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻷﻧﻲ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻲ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺪ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺃﻣﺮﻛﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻭﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻤﻚ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻓﻤﻮﻋﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﺭﺓ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺃﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺃﺧﺘﻢ؟ .
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃُﺟﻴﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ، ﻛﻞ ﺳﻴﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺄﺟﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ
ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮﻱ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﻗﻮﺓ ﺃﻭ ﺁﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻡ ﺧﺒﻴﺮ ﻟﻘﻴﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﻗﺘﻠﻲ ﻭﻣﺤﻮ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﻓﻲ ﺩﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻫﺮ .
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻟﻢ ﺃﺭﻗﺪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ، ﻓﺼﺮﺕ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ، ﺃﻭ ﻫﺪﺩ ﺑﺎﻟﺮﺟﻢ .
ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﺓ، ﻓﻘﺼﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻣﺸﻲ ﻣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ ﺍﻟﻮﺷﻴﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻭﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﻲ ﺷﺮﻃﻲ ﻭﺳﺎﻗﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ؟ ﻭﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ .
ﻓﻘﻠﺖ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﻋﺠﺎﺏ : ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ؟ .
ﻓﻘﻠﺖ : ﺻﺒﺮﺍ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﻄﻮﻃﺎ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﺒﺎ ﻟﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻋﻔﻮﺍ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﺄﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻚ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﻦ ﻗﺪﻡ ﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ ،
ﻓﺒﺪﺃ ﻳﻔﺘﺸﻨﻲ ﻛﺎﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺖ ﺃﺧﻤﺼﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﺎﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ﻣﻨﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻲ .
ﻓﻔﺎﺭﻗﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻭﻃﺎﻭﻟﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻭﻓﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺮﺳﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻊ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ : ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ،
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻠﺴﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺎﺋﻼ : ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟،
ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ : ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﺣﻤﺰﺓ ‏( ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ‏) ﻭﻳﺎﺳﺮ ‏( ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ‏) ،
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ؟،
ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻲ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺃﺭﺗﺠﻒ ﻛﻌﺠﻮﺯ ﻣﺒﻠﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻓﻤﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻫﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : ﺗﻜﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ،ـ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻓﻘﻠﺖ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻤﻨﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﻨﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ : ﻫﻞ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻬﻤﻚ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ؟،
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻲ : ﺃﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺄﺟﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻟﻴﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻚ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺳﺄﺣﺎﻭﻝ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻧﺆﺟﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ،
ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﺠﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺟﻴﻦ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺋﻼ : ﻗﺪ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻗﻀﻴﺘﻚ ﻭﺳﺄﺳﺎﻋﺪﻙ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻲ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻭﻣﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ، ﻓﺨﻤﺮ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺧﺮﺕ ﺃﺷﻜﺮﻩ ﺑﻜﻞ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺳﺄﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻚ ﻻ ﺗﺨﻒ ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ .
ﻓﺒﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺃﻳﻦ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻭﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،
ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ : ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﻛﻞ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻡ . ﺳﻴﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ....
ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﺯﻛﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺣﻤﺰﺓ ﺃﺣﻤﺪ ، ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﺃﺗﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﻗﺘﻞ ﺣﻤﺰﺓ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﻴﺚ ﺧﻨﻘﻪ ﻷﺟﻞ ﻛﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺣﺘﻰ ﺻﻌﻖ .
ﻓﻮﺟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻞ ﻓﻘﻂ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻷﻧﻪ ﻛﺴﺮ ﻟﻲ ﻛﺄﺳﻲ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ .
ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻠﻤﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﺎﺩﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺃﻳﻦ ﻫﻤﺎ؟
ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ : ﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺎ ﻛﺎﺗﺒﺔ ..
ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﺳﻤﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺘﺰﻭﺝ ﺑﺎﺛﻨﺘﻴﻦ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻫﻞ ﻋﻠﻲ ﺧﻨﻖ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻘﻮﺓ؟ .
ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﻭﻝ : ﻧﻌﻢ ﺧﻨﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺭﺍﺩﺑﻬﺎ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ .
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻗﺎﺋﻼ : ﺃﺩﺧﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ .
ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ : ﺍﺳﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ،ﻭﻣﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ؟ .
ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ : ﻛﻨﺖ ﺃﻏﺴﻞ ﻳﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻛﻞ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﺨﺘﻠﻄﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻴﺎ ﻗﺪ ﺧﻨﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻭﺣﺮﻙ ﻧﻈﺎﺭﺗﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ، ﻭﺳﻜﻮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ 12 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2012 ﻡ،ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ، ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ، ﻧﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺪﻋﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻟﻠﺪﻭﺍﺀ، ﻭﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻟﺤﺒﺴﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻛﻲ ﻳﻘﺘﺼﺪ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ : ﻗﻮﻣﻮﺍ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺍﺿﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻛﺎﺭﻫﻮﻥ ﻟﻪ .
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻷﻧﻪ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻭﻗﺒﻠﻨﻲ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﺺ ﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﺖ ﺣﻮﺕ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻚ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺷﺎﺑﺎ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﻬﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛـﺄﻧﻚ ﻓﺤﺼﺖ ﺟﻌﺒﺘﻲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﺼﺪﻱ ﻭﻣﺮﺍﺩﻱ .
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺳﺄﺷﺎﻭﺭﻙ ﺑﺸﻲﺀ، ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﻟﺬﻝ ﻟﻤﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺣﻈﺎ ﻭﺍﻓﺮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﺘﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻩ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ .
ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺍﻵﻥ ﺳﺄﻓﺎﺭﻗﻚ ﻭﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺃﺳﺮﺗﻲ، ﻓﺎﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻓﻼ ﺃﻋﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ، ﻭﻻ ﺭﻗﻢ ﺟﻮﺍﻟﻪ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﻞ ﻟﻪ How are you ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻓﻬﻮ ﻫﻮ ...
___