أَشْـجَانُ الَّلـيـل
******
أشْـجـانُ لَـيْلِكِ أشْـجَتْني وأبْـكاني
دَمْــعٌ تَـرَقْـرَقَ فـي أجْـفَانِ وَسْـنانِ
دَمْـــعٌ تَـــلألأَ رَغْــمَ الـبُـعْدِ ألـمَـحُهُ
كـالسَّيفِ عَـرْبَدَ في أحشاء إنسْــانِ
ولُـذْتُ بـالصَّمْتِ حتَّى كادَ يَفْضَحُـني
لـيلُ الـحَزينِ وصَـوتُ الوَالِهُ الـوَاني
وقُـلـتُ لا يــأسَ إنَّ الـحُـبَّ عَـمَّـدَنا
والـحُـبُّ يَـعْـرِفُهُ فـي الـنَّاسِ قَـلْبَانِ
قَـلْـبُ تَـقَـلَّبَ فــي نِـيـرانِ وحْـدَتِـهِ
وآخَـــرٌ مُــوثَـقٌ فــي قَـلـبِ بُـرْكانِ
صُـوني الـمَوَدَّةَ ما قد صُنْتُها وكَفَى
أنَّـا عـلي الـبُعْدِ فـي صِـدْقٍ مُحِبَّانِ
وســـوفَ نَـشْـهَـدُ والأَيَّـــامُ مُـقْـبِلةٌ
أَنْ كـيـفَ يَـسْعَــدُ نَـشْوانٌ بِـنَشْوانِ
وكـيـفَ تَـبْتَهِجُ الأعـماقُ فـي غَـدِنا
وكـيـفَ نَـبْـعُ الـهَـوى يـحـلو لِـظَمْآنِ
إنِّي وحُبُّكِ في مَجْرَى الدِّماءِ سَرَى
مـا زالَ يَـعْـصِفُ بـالأوهَـام إيـمَاني
آمَـنْـتُ أنَّــكِ لــي مَـهْـمَا يُـعَـانِـدُني
دَهْــرٌ يُـمَـاطِلُ أَضْـنـاني وأشْـقَاني
دَهْــرٌ ودِدْتُ لــو انِّـي فـيهِ مُـحْتَكِمٌ
حـتَّى يُـحَاذِرَ مـن ظُلْمي وعصْياني
لــكــنْ هُــنـالِـكَ أقْــــدارٌ مُــقَــدَّ رَةُ
والــمَـرْءُ تَـحْـكُـمُهُ أغْـــلالُ سَـجَّـانِ
فَـيا سَـمَائي أنـا فـي الَّـليلِ مُنْتَظِــرٌ
بَــرْقَـاً يَــلُـوحُ فَـتَـبدو فـيـهِ أكْـوَانـي
ونَـحْـوَها أبَــداً تَـشْـتاقُ أَشْـرِعَـتي
والـرِّيـحُ تُـبعِدُ عـن عَـينَيَّ شُـطْآني
هَــذي الـحـيَاةُ وقــد ذُقْـنـا مَـرَارَتَهَا
حَـتَّـامَ نـحـنُ لَـهَـا يــا أنْــتِ عَـبْدَانِ
مــاذا عَـلـينا وقــد ضِـقْـنا بِـقَسْوَتِها
فــي أن نَـثُورَ عـلى ظُـلمٍ وحِـرمانِ
يـــا هِـنْـدُ إنّ قَــرارِي فـيـك مُـتَّـخَذٌ
مُــذْ أنْ عَـرَفْـتُكِ فــي أثـوابِ فَـنَّانِ
وسَــوفَ أصْـبِـرُ حـتَّـى لـو يُـكلِّفُني
صَـبْري الـشَّبابَ ولو أُطْوَى بأكْفاني
يـا هِـندُ أنـتِ حَـديثُ النَّفسِ مُتَّصِلاً
وأنـتِ أنـتِ الـمُنَى في كلِّ ألْحَاني .