أظلّ الناسَ زمانٌ عجيبٌ
.................................................. .... وساد الرويبضُ أهلَ الفِطَنْ
فصار الكسيحُ مكان الصحيحِ
.................................................. ... وصار القبيحُ مكان الحسَن
وخفُّ البعيرِ مكانَ السنامِ
.................................................. .. وذيلُ الحِصانِ مكان الرسَن
وصار ابن آوى صديقَ الطيورِ
.................................................. .... وصار الجبانُ عميداً رُكُنْ
ويدعو الصدوقُ ولا من مجيبُ
................................................ ويدعو الخسيسُ فتصغي الأذُنْ
ومرّ الزمانُ ونحن نيامٌ
.................................................. .... نُشيدُ بماض لنا في الزمنْ
وطول الرقاد بليلٍ بهيم
.................................................. . أصاب العيون وأوهى البَدَنْ
وهبّتْ علينا رياحُ الخريفِ
.................................................. .. فراحَ البهاءُ وعُّري الغُصُنْ
صفيرُ الرياحِ أصمَّ العبادَ
.................................................. ..... وشلَّ العقولَ عظيمُ الفِتنْ
بلاءٌ عظيمٌ بثوبٍ قشيبٍ
................................................ أصاب الفروضَ وغطّى السُننْ
فشرعُ الإله هراءٌ قديمٌ
.................................................. ...وشرعُ العلوجِ يُزيلُ المِحَنْ
وصار التدينُ شراُ ورعباً
.................................................. ..... وأما الفسوقُ فخيراً وأمنْ
لباسُ التحشمِ فيه انطواءٌ
.................................................. ....... وأما التعري: رقيٌ وفنْ
وزاد البلاءُ وقلّ الوفاءُ
.................................................. ..... وعمّ السفور وساد الدَرَنْ
وصرنا نُباعُ بسوقِ العبيدِ
.................................................. .......... بحفنةِ بُرٍ فبئس الثمنْ
فأيُ بلاءٍ أصابَ العبادَ
.................................................. ....... وأيُ انحطاطٍ وأيُ وهَنْ
وحكام سوءٍ بُلينا بهم
.................................................. .. أهانوا العباد وأوهوا الوطن
فأهل البلادِ بلا مأمنٍ
.................................................. ..... وقرَّ الغريبُ بها واطمأنْ
وقالوا الغريبَ يُفيدُ العبادَ
.................................................. ......... وأمن البلادِ به مرتهن
وصار الوداد لكل دعيٍ
.................................................. ........ وأما القريبُ فلا يؤتمن
إذا الشيخُ أفتى وجوبَ الجهادِ
.................................................. ...... يَنالُ الهوانَ ونتفَ الذقَنْ
ونأخذُ عمّنْ يعادي الإلهَ
.................................................. .... ونتركُ شرعةَ خيرِ السُننْ
نُقلدُ قوماً بهم نقتدي
.................................................. ........... وليتَ عرفنا نُقلِدُ مَنْ
ونسمعُ ممن أضلَ الإلهُ
.................................................. ...........ويُفتي لنا عابدٌ للوثَنْ
فَسِرّاً عدوٌ لدودٌ حقودٌ
.................................................. .. ووجهَ الصديق لنا في العَلَنْ
وأغروا الشبابَ بعيشٍ رغيدٍ
.................................................. .........مقابل ترك قديم السُننْ
لأن الحضارة صنع الشباب
.................................................. ........ولم تكُ صنعَ كبيرٍ أسنْ
إذا نحن نمنا وتاه الشباب
.................................................. ...... فمن للترابِ العزيزِ إذنْ
وكيف سنلحقُ ركبَ الشعوبِ
.................................................. ..... وكيف سنغسل هذا الدرنْ
ومن للنماء ومن للبناء
.................................................. ....... ومن للرقي ومن للمحن
أفيقوا أفيقوا كفاكم سباتاً
.................................................. .....فركب الزمان بكم مرتهن
فإن الخلاص بوقفة عزٍ
.................................................. .... وليس الخلاص بندب وأن
أسائل نفسي ولا من جوابٍ
.................................................. . فهل من جواب لدى من يكن
فهل من رجوعٍ لشرعِ الإلهِ
.................................................. ... يُعيدُ البهاءَ كماضي الزمنْ
أنقبل نُصحَ كفورٍ عنيد
................................................ ونرضى بمن في الكتاب طعن
فهل بالقرادة مسكٌ وطيبٌ
.................................................. ... وهل بالغراب البغيض لبن
من القديم
*النقد مرحب به في كل ما كتبتُ وأكتب...فكلنا بشر نخطئ ونصيب ...والكمال لله وحده.........