هذه كأسي

ـــــــــــ هذه كأسي ــــــــــــ
هذه كأسي..
وكأسكَ، ماذا يقرأ العرّافُ فيها
أيها المُثخنُ بالقصائدِ والآياتْ؟
أرى في شحوبكَ مدَّ البحورِ تراجعَ
وأرى: هذه الغاباتْ
تغرقُ في كأسي
هذه كأسي
وكأسكَ، ماذا يسكبُ العشّاقُ فيها؟
أجبني أيها المنفيّ..لا تصمتْ
وأخبرني عن صباحك كيف يصحو
أيلبسُ جلباب جدي الممزقَ؟
أم أنه مثلكَ:
كئيب في دُجى الظلماتْ
لماذا كسرتَ الكأسَ
في غدنا الطريح على الفراشِ
ولم تزُرْ مجدي المبعثرَ
في مساءِ الجرح والآهاتْ
أحقاً هذه كأسي وكأسك؟
موعدا ليلٍ تمزّقَ
ولوحتا رسّامٍ خانهُ لون الحدائقِ
في قماشِ الدمعِ والغاراتْ
بيني وبينكَ أطلسٌ حافيَ القدمينِ
وموجٌ
تخفقُ فيه عذوبة الأنهار شاردةً
و تغفو حُيال وجودها الأغاني
و الذكريات

جميلة

لا فضّ فوك

دمت في حفظ الرحمن

نبض شعري جميل وعذب وفيه لوحات شعرية راقية.

لكنه كان يحتاج لمزيد من الإهتمام خاصة بالتدوير والتشكيل.

القصيدة اعتمدت على تفعيلة فاعلاتن كما في المقطع الأول وكان يفترض الإلتزان بإيقاعها في كامل النص.

هذه كأسي..
وكأسكَ، ماذا يقرأ العرّافُ فيها

ثم تحول بعدها إلى فعولن ...

أرى في شحوبكَ مدَّ البحورِ تراجعَ

ووردت بعض التفعيلات الأخرى ...

أيها المُثخنُ بالقصائدِ والآياتْ؟

التسكين هنا يعني قفلة ... والتفعيلات قبلها ( فاعلاتن متفاعلن فعلاتن فعلْ )

أحقاً هذه كأسي وكأسك؟

مفاعيلن مفاعيلن فعولن بتسكين الكاف

بيني وبينكَ أطلسٌ حافيَ القدمينِ

مستفعلن متفاعلن فاعلن فعلان

أقترح إعادة النظر في النص والتزام تفعيلة واحدة فالنص يستحق ذلك.

تحياتي وتقديري

أوافق الأستاذ العاني بضرورة إعادة النظر بالنص
ولكني أستفسر منه عن ضرورة التزام تفعيلة واحدة في الشيء المسمى شعرا حرا

أوافق الأستاذ العاني بضرورة إعادة النظر بالنص
ولكني أستفسر منه عن ضرورة التزام تفعيلة واحدة في الشيء المسمى شعرا حرا

الأخ الدكتور وسيم

شكرا على مداخلتك وموافقتك أولا على أن النص بحاجة لإعادة نظر.
أما ثانيا ففيما يتعلق باستفسارك عن ضرورة الإلتزام بتفعيلة واحدة في الشعر التفعيلي أو الحر فاسمح لي أن أوضح وجهة نظري:

الشعر الحر وهو الخروج على بعض قواعد الشعر العمودي والحفاظ على بعضها الآخر , وأهم ما فيه هو الخروج عن البناء الشطري فيه وعدم الإلتزام بعدد التفعيلات في الشطر الواحد إضافة لجواز اختلاف الروي في قفلاته الشعرية التي تكافئ الضروب , وإمكانية الجمع بين مختلف الضروب الجائزة في العمودي لتفعيلة واحدة.

ويظن بعضنا أن هذه المحاولات بدأت في القرن الماضي لكن الحقيقة أن أول محاولات التحرر من قيود العمودي ابتدأت في العصر العباسي, وعندي موضوع بدأت بكتابته عن الموضوع وسأنشره بعد أن يكتمل.

أوضحت الشاعرة الكبيرة رأيها بالشعر الحر أو التفعيلي بأنه يقسم إلى نوعين :
الأول : هو الذي يعتمد على تفعيلة واحدة وأسمته ( التفعيلي البسيط )
الثاني: هو الذي يعتمد على تفعيلتين وأسمته ( التفعيلي المركب )

والمركب حسب وجهة نظري يشمل نوعين من البناء التفعيلي :
الأول : هو اختلاف القفلة عن تفعيلة النص , بالإعتماد على تشكيلات الشعر العمودي, مثلما نقفل مقطعا مبنيا على مستفعلن بفاعلن أو نقفل بفعولن لما بني على مفاعيلن.
الثاني : اعتماد بناء النص على خلية متكونة من تفعيلتنين مأخوذتين من الشعر العمودي كما في ( فعولن مفاعلن ) أو ( مستفعلن فاعلن ) أو ( فاعلاتن فاعلن ) وتكرر الخلية في المقطع واختيار القفلة بما جاز في العمودي.
أما أن نخلط التفعيلات أو أن ننتقل من تفعيلة لأخرى في كل شطر فهذا يخرج النص من الشعر الحر أو التفعيلي.

لأن الشعر الحر سمي أيضا التفعيلي وهو يعني الإلتزام بتفعيلة واحدة أو تفعيلتين وفقا للضوابط التي ذكرتها أعلاه.
وأي نص نثري يمكن أن يبنى على تفعيلات مختلفة في الشطر الواحد وهذا لايعتبر شعرا.

ونصوص كثيرة وردت في القرآن الكريم هي خلط بين التفعيلات وهذه النصوص ليست شعرا.
كما وردت في القرآن الكريم أشطر شعرية بنيت على تفعبلة واحدة ووردت في آيات متتالية , وهذه أيضا ليست شعرا.
وأعطيك مثالا :
إنّا أعطيناكَ الكوثرْ
فصلِّ لربِّكَ وانحرْ
وهاتان الآيتان كل منهما تمثل شطرا مبنيا على تفعيلة , وكل شطر من وزن لبحر معين بتسكين آخر مفردتين:
فعلن فعلن فعلن فعلن ( الخبب )
فعول فعول فعولن ( مجزوء المتقارب )

فهل يعتبر هذا شعرا حرا أو تفعيليا ؟ ... حتما لا

كما وردت آيات متتالية بأوزان مركبة التفعيلات تمثل أشطرا من الشعر العربي.
وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ
ليلةُ القدرِ خيرٌ منْ ألفِ شهرِ
وهاتان الآيتان أيضا هما مبنيتان على أشطر من تفعيلات مركبة لكن كل واحدة منهما على وزن معين بإشباع الخفض في آخر مفردتين:
مفاعيلن فعولن مفاعيلن ( مجزوء المستطيل )
فاعلاتن مفاعيلن فاعلاتن ( ليس موجودا في بحور الفراهيدي المعتمدة أو المهملة ) وربما يكون أصل الخفيف لأن الأخفش يقول أن التفعيلة الثانية أصلها مفاعلن وهي يمكن أن تنتج من مفاعيلن )

فهل هذا شعر تفعيلي أو حر ؟ ... حتما لا
وهناك أمثلة أخرى لكن لاداعي أن نتعمق في هذا المجال لحساسيته.

إذن الشعر الحر أو التفعيلي يجب أن يلتزم بتفعيلة واحدة أو تفعيلتين ولكن ضمن الضوابط التي ذكرتها, ولايجوز مطلقا أن يأتي كما جاء في النص.

وعدا هذا فأنا أعتبره أسوة بما يسمى شعر النثر وكلاهما ليسا بشعر ولا يجوز أن يسميا شعرا أو قصيدة بأي حال من الأحوال.
ومثلما لا يجوز في الشعر العمودي أن يكون وزن العجز يختلف عن وزن الصدر لا يجوز في التفعيلي الخروج عن ضوابطه في التفعيلي البسيط أو المركب ولايجوز الخلط بين التفعيلات ضمن الحشو إلا كما بينت أعلاه.

وفي نفس الوقت هناك من الشعراء العموديين من يكتب رباعيات على سبيل المثال , ويعتمد في كل رباعية على وزن معين أو يغير الروي, وفي كل رباعية تكون الفكرة مكتملة أي تكون الرباعية الواحدة بحد ذاتها تشكل مقطوعة شعرية, وإذا أخذنا هذا المبدأ وعكسناه على التفعيلي أو الحر فيمكن أن يكون كما يلي :
- يبنى المقطع على تفعيلة واحدة أو تفعيلتين ضمن الضوابط وبعد أن تكتمل الفكرة يمكن أن ينتقل الشاعر إلى مقطع آخر بتفعيلة أخرى ويفضل الفصل بين المقطعين بالترقيم العددي حتى لا يتعلق مقطع بآخر ونبتعد عما ذكرته من أمثلة من القرآن الكريم.
- اشتراط ألا يكون المقطع قصيرا بل أن يكافئ على الأقل أربعة أبيات عمودية, أي أن يتم تغيير التفعيلة على الأقل بعد أربعة قفلات.

ما ذكرته في النهاية هو مجرد رأي واقتراح ليس إلا ...

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

السلام عليكم

صدق الأستاذ العاني في قوله(يظن بعضنا أن هذه المحاولات بدأت في القرن الماضي لكن الحقيقة أن أول محاولات التحرر من قيود العمودي ابتدأت في العصر العباسي)
فمنذ بزوغ فجر الإسلام برزت ضده فئة ضالة تتحين الفرص للنيل منه أو لتغيير مساره ؛ومن تلك الفئة من حاول مساواة كلام الله بالشعر (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ)وقد وصفوا ذلك للتقليل من قيمة القرآن بجعله كلاما للبشر؛وعلى امتداد تلك الفكرة الشيطانية جاء بعضهم بفكرة الشعر الحر ليتساوى مع القرآن أو ليثبت قول المشركين الأوائل ولك أنى لهم
وعلى الرابط أدناه تفصيل حول ذلك:


https://www.scribd.com/document/317977862

مودتي وامتناني لك صديقي

كل الشكر على عمق قراءتك ونقدك أيها المبدع، وإنه ليشرفني دوما أن أنهل من فيض معرفتكم باللغة و العروض

قصيدة جميلة شاعرنا ادريس

لك مني كل التقدير

وشكرا جزيلا لك أستاذ العاني على المعلومات القيمة

بوركت ايها الحبيب وما حملت حروفك من معان
وانا اؤيد ما ذهب اليه استاذنا العاني بخوص
الالتزام في الشعر التفعيلي حتى لا تتبعثر الامور اكثر
ويصبح لكل رأي مخالف وتتعدد الآراء ويطلق الحبل على العرب
مع احترامي الشديد للدكتور الاديب والشاعر د. وسيم ناصر
مودتي للجميع
شكرا لكم