الظــــــاهـــــــــر



سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية




هو الدلالة على باطن أو مضمون لمن ظهر منه وهو الدليل الواضح على ذلك مما يسهل عملية البحت والتدقيق للاستكمال المعرفة المطلوبة
كما ما من شيء خلق عبث كذلك الظاهر ما من ظاهر عبث في ظهوره إلا و دل على باطنه أو حقيقة ما ومن فرض الحكمة لولا الظواهر لما استدلت العقول على البواطن وأهم و أول استدلال الظواهر هو على عظمة الخالق في البيان الظاهر والدلالات البينة والعلامات الراشدة لشيء حتما فيكون المخلوق وما فيه من موجودات ظاهرة وهي ظاهر دلالات على الوجود والجعل في الكل المخلوق
وتنقسم الظواهر إلى أقسام هي :
ا

القسم الأول ظاهر علامات
وهو كل ما أشار بظاهر العلامة لشيء ضمن مفهوم العلامات وهي كثيرا ما تشير إلى مكان ما أو عنوان ما أو مسمى ما أو لأثر ما يدل بعلامته على المؤثر

القسم الثاني ظاهر دلالات
وهو كل ما ظهر ليدل على دليل أو فاعل مدل بمفهوم إرشادي أو توكيدي أولي بما بان وظهر للحواس أي كان شكله أو نوعه

القسم الثالث ظاهر لبواطن
وهو الأهم في هذه الأقسام مع أهمية وضرورة الجميع . وهذا القسم لدقته ينقسم في رأينا إلى عدة فروع كلها مهمة وخصوصا البواطن الإنسانية وهي :

الفرع الأول : ظاهر يشير لمعاني باطنية

نحن كلنا يعلم ونلمس بعضا من الانفعالات والأحاسيس الإنسانية الباطنية من خلال الدلائل الظاهرية والأمثلة معروفة وكثيرة مثلا معاني الفرح والحسن والكآبة والقلق والتوتر والخوف مهما حاول صاحبها إخفاؤه يستشف من غيره بعلامات باطنه البينة على ظاهره وهذه حقيقة معاشة

الفرع الثاني : ظاهر يدل على معاني عادات و أخلاقيات سلوكية

وهذه أيضا معاشة ومعلومة ولكنها دقيقة تحتاج بعضها لقراءة تراكم الظاهر ومنه قراءة واستشفاف الباطن الذي يتصف بتلك العادات والأخلاقيات وكل ما خص السلوك والتراكم المقصود هو بعد حصول التجربة والخبرة لأن الإنسان دفان لحقيقة بواطن بعض سلوكياته بالأخص غير المحببة عند الغير أو لأسراره


الفرع الثالث : ظاهر مكشوف لوضوح بيانه لباطن معين

وهذا الظاهر معلوم لوضوح دلالته وسهولة قراءته كونه لا يحتمل التأويل والمثال عليه العمل القاسي العدواني يدل ظاهره على باطن مجرم ظالم لا يعرف الرحمة والحياء الإنساني وهذا واضح من بيان ظاهر الفعل أو السلوك الناتج منه إرادة فعل إجرامي معلن أو أثر فعل بيًن فالظاهر هنا واضح وإن كان صاحبه غير معروف للمستشف المستقرئ معرفة سابقة وهكذا غيره من الظواهر المشابهة له الدالة على باطن بهذا المعنى وإن اختلف الفعل أو أثره السابق عليه أو فيما بعده